الحياد الكربوني في المملكة المتحدة يثير غضب برلماني بارز ضد رئيس الحكومة
حياة حسين
شن برلماني بريطاني بارز هجومًا شرسًا على رئيس الوزراء ريشي سوناك، بسبب إجراءات الحياد الكربوني في المملكة المتحدة، متهمًا إياه بتقويض الاقتصاد الوطني، والقضاء على الوظائف، وإضافة أعباء على الصناعة.
وكتب عضو البرلمان عن حزب المحافظين كرايغ ماكينالي، مقالًا، اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، اتهم فيه سوناك "بالسير في الطريق إلى الخراب".
ودعا ماكينالي، الذي يرأس "مجموعة الـ50 لتدقيق الحياد الكربوني"، سوناك إلى "الاستيقاظ"، والتراجع عن سياسات تغير المناخ الضارة قبل فوات الأوان.
ومجموعة الـ50 تشكلت قبل انعقاد قمة المناخ كوب 26 في غلاسكو الإسكتلندية، عام 2022، وتضم وزراء سابقين وأعضاء برلمان مناهضين لسياسات عديدة تستهدف تحقيق الحياد الكربوني في المملكة المتحدة، وفق الموقع الإلكتروني للمجموعة.
شريان حياة الاقتصاد
قال عضو البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين كرايغ ماكينالي، في مقال بصحيفة "التليغراف"، أمس الإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2024: "إن الجري نحو الحياد الكربوني في المملكة المتحدة يمثل تهديدًا خطيرًا للصناعات التي تُعد شريان حياة للاقتصاد الوطني منذ مدة طويلة".
وذكر البرلماني، المعروف بتأثيره في الحياة السياسية البريطانية، قصة مصفاة نفط "غرانجماوث" (Grangemouth Refinery) الحزينة، بوصفها أحد النماذج التي تسلط الضوء على خطورة سياسات الحياد الكربوني في المملكة المتحدة.
ورغم أن مصفاة النفط تحتفل العام الجاري (2024) بعيد ميلادها المئوي، فإن عمالها المهرة يقضون حياتهم في قلق مستمر منذ إعلان المساهمين من ملاك المشروع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (2023)، توقف المشروع بحلول 2025، وتحويله إلى الاستيراد، ما يؤدي إلى خسارة 400 وظيفة.
وقال: "بدلًا من تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد وضمان وظائف بأجور جيدة للعمال البريطانيين، فضلًا عن تزويد إسكتلندا بـ70% من احتياجاتها من الوقود، فإننا نشتري الوقود من الخارج، وندعم الوظائف في الدول المصدرة، ونلحق الضرر بميزان المدفوعات في البلاد.. كل ذلك لن يقدم شيئًا لمسألة خفض الانبعاثات".
وانتقد الضرائب المفاجئة التي فرضتها الحكومة على شركات إنتاج النفط والغاز، مشيرًا إلى أن الحكومة تلكأت في فتح الباب لتراخيص التنقيب في بحر الشمال مجددًا، ورغم أن فتح الباب أمر جيد في النهاية، فإنه جاء بعد أن أربكت تلك الضريبة الشركات.
"ومع الفشل في تطوير الغاز الصخري، والجري نحو إغلاق المحطات التي تعمل بالوقود الأحفوري، دفعنا أسعار الطاقة إلى الارتفاع إلى مستويات أعلى من باقي دول العالم"، وفق ماكينالي.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي تهرول فيه البلاد نحو الطاقة المتجددة غير الموثوقة، بسبب تقطعها، فهي مع ذلك تقع ضمن الدول الأعلى في معدلات الانبعاثات عالميًا.
الحياد الكربوني في المملكة المتحدة وأمن الطاقة
يرى معظم المواطنين أن أمن الطاقة أهم من تحقيق الحياد الكربوني في المملكة المتحدة، وفق مسح أجراه مركز أبحاث السوق في إسكتلندا "ريدفيلد آند ويلتون"، حسبما ذكر البرلماني البريطاني عن حزب المحافظين كرايغ ماكينالي، في مقال اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح أن سياسات الحياد الكربوني في المملكة المتحدة لم تأخذ في حسبانها مدى قبول المواطنين الأكثر تأثرًا بالتحول نحو الاقتصاد الأخضر، إلا أن 58% من المشاركين في المسح أكدوا غلبة كفة أمن الطاقة.
وقال: "يجب أن نقبل تلك الحقيقة، وهي أنه لا يمكن تحميل صناعتنا أعباء يتجنبها منافسونا، في وقت يُتوقع منهم الاستمرار في العمل هنا.. يجب ألا نسرع الخطى نحو السيارات الكهربائية في وقت لا يريدها المستهلكون".
يُذكر أن حكومة ريشي سوناك كانت قد اتخذت قرارًا مؤخرًا بتأجيل حظر مبيعات سيارات الوقود الأحفوري من 2030 إلى 2035.
وأضاف البرلماني، في إطار هجومه الشرس على سياسات الحياد الكربوني في المملكة المتحدة، التي تتبعها الحكومة بقيادة سوناك: "تراجيديا مصفاة غرانجماوث هي دعوة للإفاقة".
وأوضح أنه بالمثل، ومع الاتجاه إلى إغلاق أفران الصلب، ستصبح بريطانيا، الدولة الوحيدة في مجموعة الـ20، التي لا تنتج الصلب، "فهل نستمر في السير على طريق الخراب؟ يجب أن نستيقظ ونعطي الأولوية لأمن الطاقة"، حسبما تساءل البرلماني في المقال.
وكان رئيس الحكومة الأسبق بوريس جونسون، قد وعد بتحويل المملكة المتحدة إلى "السعودية في الطاقة المولدة من مزارع الرياح"، في حين اتّهم نشطاء مناخ محليون ريشي سوناك، عند ترشحه في المرة الأولى لرئاسة حزب المحافظين، والوزراء في 2022، بتهديد الحياد الكربوني المستهدف تحقيقه في عام 2050، وأكدوا أنه حال فوزه، خلفًا لبوريس جونسون، فإن الخطط التي أعلنها سابقًا ستؤثّر سلبًا في البيئة.
ووعد سوناك -الذي شغل منصب وزير المالية في حكومة جونسون- بالتوسع في عمليات الحفر، واستكشاف النفط والغاز في بحر الشمال، وزيادة الإنتاج المحلي منهما، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- التنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال يضع حكومة سوناك بمأزق
-
إينيوس البريطانية: حكومة المملكة المتحدة تعرقل استثمارات النفط والغاز
اقرأ أيضًا..
- هل تعرقل الإمدادات مشروع أنبوب الغاز المغربي؟.. نيجيريا ترد لأول مرة
-
مشترو الغاز المسال في آسيا يبحثون عن بدائل أميركا.. و3 دول عربية بالمقدمة
-
واردات تركيا من الغاز المسال في 2023.. الجزائر ومصر تتصدران المشهد