رئيسيةأخبار الغازتقارير الغازغاز

خط غاز ميليتا.. نشطاء يرفضون التمويل الأوروبي للمشروع بسبب قضية قتل

حياة حسين

يواجه تمويل الاتحاد الأوروبي المتوقع لخط غاز ميليتا في مالطا انتقادات نشطاء البيئة بسبب التوسع في نشاط الوقود الأحفوري، إضافة إلى أن أحد المساهمين الرئيسيين في الخط رجل أعمال متّهم بقتل صحفية في شركة إلكتروغاز المالكة للمشروع، حسبما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وتشير تكهنات إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يُقدم على خطوة تمويل خط الأنابيب ميليتا، الذي سينقل الغاز الطبيعي من غيلا بجزيرة صقلية في إيطاليا إلى محطة غاز ديليمارا في مالطا، بمبلغ قيمته 400 مليون يورو (480 مليون دولار أميركي).

تمويل خط غاز ميليتا

حصلت كل من قبرص ومالطا في اجتماع يوم الجمعة الماضي على استثناء من سفراء الاتحاد الأوروبي، قد يمكّن الأخيرة من الحصول على تمويل من الاتحاد لمشروع خط غاز ميليتا الذي يربطها بشبكة أوروبا.

وقال مصدر رسمي من الاتحاد الأوروبي، لم يُرد يكشف عن هويته: "إن معظم السفراء تحدّثوا صراحة في اجتماع الجمعة عن ضرورة عدم تقييد تمويل المشروع".

وبينما حاول 11 سفيرًا لدول مثل ألمانيا وأيرلندا وهولندا الدفع نحو التخارج من قطاع الوقود الأحفوري، واستثناء مشروعاته من الدعم الأوروبي، حظيت كل من مالطا وقبرص بمساندة معظم سفراء دول الكتلة الشرقية لتفعيل قرار قديم عمره 10 سنوات، مفاده أنه "يجب ألّا تكون أيّ دولة عضو في الاتحاد معزولة عن شبكة الغاز والكهرباء الأوروبية بعد عام 2015".

ويأتي ذلك رغم أن الاتحاد الأوروبي يعتزم الاجتماع اليوم الثلاثاء لوضع قواعد جديدة تؤكد التخلص من الوقود الأحفوري.

وانتقد نشطاء بيئة الخطوة الأوروبية المرتقبة؛ كونها تساعد مالطا في الاعتماد على محطة حرق الوقود الأحفوري.

قتل صحفية

الصحفية القتيلة دافني كاروانا غاليزيا
الصحفية القتيلة دافني كاروانا غاليزيا

أثارت مساهمة رجل الأعمال المالطي يورغن فينتش في شركة إلكتروغاز، انتقاداتٍ ورفضًا من قبل نشطاء البيئة لدعم الاتحاد الأوروبي المرتقب لخط غاز ميليتا.

فينتش كان مدير شركة إلكتروغاز في 2017، وهو العام الذي قُتلت فيه الصحفية دافني كاروانا غاليزيا، المعروفة بمحاربتها الفساد، وذلك بتفجير سيارتها.

وفي عام 2019، ألقت الشرطة القبض على فينتش، الذي يمتلك مع عائلته حصة الأغلبية في إلكتروغاز، بتهمة الضلوع في قتل غاليزيا؛ بسبب تدوينات الصحفية عن فساد في الشركة ومديرها، إضافة إلى تحقيق عن فوز الشركة بتنفيذ المشروع.

وتشير التوقعات إلى أن رجل الأعمال قد يحصل على حكم بالسجن مدى الحياة في القضية، رغم أنه ما يزال ينكر أيّ علاقة له بالجريمة.

وكان فينتش يدير شركة توماس غروب التي يمتلكها مع عائلته قبل القبض عليه، كما يمتلك هو وعائلته من خلالها -مع شركة أخرى منفصلة- نسبة 30% من أسهم إلكتروغاز.

وقال شقيق والد فينتش، والذي يدير توماس غروب حاليًا، رايموند فينتش، إنه لا يعلم شيئًا بشأن عرض الاتحاد الأوروبي لتمويل مشروع خط غاز ميليتا.

وأضاف نافيًا امتلاك ابن شقيقه لحصة كبيرة في توماس غروب: "إن حصة يورغن تقلّ عن 4% من أسهم توماس غروب، وقد حصل عليها ميراثًا من والده".

أولويات أوروبية

قال ناشط بيئي يعمل في منظمة "غلوبال ويتنيس" التي تكافح الفساد والأنشطة الضارة بالبيئة، بارنابي باسي: "إن خط غاز ميليتا يدعم تعامل مالطا مع الوقود الأحفوري، كما يرتبط بقضية قتل الصحفية غاليزيا".

وتابع: "إن الاتحاد الأوروبي يحتاج لوضع مصالح المواطنين في مالطا وأوروبا في أولوية اهتماماته، قبل النظر إلى الربح من مشروع ملوّث للبيئة".

بيد أن إلكتروغاز تردّ على مزاعم نشطاء البيئة بالقول، إن تدشين المحطة التي تعمل بالغاز في 2017 عملَ على تحسين الوضع البيئي في المنطقة، لأنها كانت تعتمد -من قبل- على حرق وقود النفط الثقيل، وهو يفوق الغاز في مستوى التلوث الناجم عنه.

خط غاز ميليتاوتعمل محطة ديليمارا، التي تغطي معظم احتياجات مالطا من الكهرباء، حاليًا بالغاز الطبيعي المسال الذي يُستورَد عن طريق سفن تأتي من صقلية.

ويتّسم دور الطاقة المتجددة بالمحدودية في مالطا -أصغر دول العالم- إذ لا تزوّدها بأكثر من 7% من احتياجاتها من الكهرباء.

يُذكر أن قبرص ستستفيد -أيضًا- من استثناء الاتحاد الأوروبي لبعض الدول من استبعادها من دعم مشروعات الوقود الأحفوري، إذ تنفّذ مشروع خط غاز "إيستميد" الذي يربطها بمالطا وإيطاليا، ما يعني ربطها بالشبكة الأوروبية، إضافة إلى إسرائيل.

وتصل التكلفة الاستثمارية لمشروع خط غاز ميليتا إلى 7 مليارات يورو (8.4 مليار دولار أميركي).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق