يمثّل الغاز النيجيري أهمية بالغة داخل البلاد وخارجها، في ظل كمياته الهائلة التي تثير شهية الدول الأوروبية -على وجه الخصوص-؛ ما يعِد بنهضة لاقتصاد الدولة الأفريقية إذا أُدير قطاع الغاز بالشكل المطلوب.
ويقع الغاز في صدارة أولويات رئيس نيجيريا بولا تينوبو، وفق تصريحات لوزير الدولة للغاز إكبيريكبي إيكبو، لذلك عقد عدّة لقاءات مع مسؤولي الشركات لتحفيزها، ودعم مجهوداتها.
وقال إيكبو: "الرئيس يشعر أن أيّ أمر له علاقة بإنتاج الغاز وتسويقه، يجب تشجيعه وعَدُّه من الأولويات"، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
جاء ذلك خلال اجتماع للوزير مع مسؤولين من شركة تنفيذ مشروع براس للبتروكيماويات والغاز (Brass Petrochemical and Gas Project) في ولاية بايلسا.
وأشار الوزير إلى تأكيد الرئيس أهمية الغاز النيجيري لتعزيز الاقتصاد الوطني.
وتحتوي نيجيريا على أكبر احتياطيات للغاز الطبيعي في أفريقيا، وحلّت في المركز الخامس بقائمة أكبر مصدّري الغاز المسال إلى أوروبا عام (2022)، وفق بيانات حديثة.
لذلك برزت نيجيريا -وهي أكبر منتج أفريقي للنفط أيضًا- بوصفها أحد بدائل توفير الغاز إلى أوروبا، التي تبذل مجهودات حثيثة للاستغناء عن الغاز الروسي، بعد غزو موسكو أوكرانيا في فبراير/شباط من 2022.
وتكافح كل من الجزائر والمغرب للفوز بمشروع مدّ خطوط أنابيب لنقل الغاز النيجيري، عبر أراضيهما إلى أوروبا، التي تقع على الجانب المقابل من ساحل البحر الأبيض المتوسط.
دعم الغاز النيجيري بتعهد رئاسي
تعهّد الرئيس بولا تينوبو بدعم مستثمري قطاع الغاز النيجيري من الشركات الخاصة، الذي يسهم في التنمية الاقتصادية في البلاد، وفق ما ذكرته صحيفة "نايرمتريكس"، اليوم الأحد 28 يناير/كانون الثاني 2024، نقلًا عن وزير الدولة للغاز إكبيريكبي إيكبو،
وحثّ الوزير شركة إنتاج الغاز المحلية (SPDC JV) للتعاون مع شركة تنفيذ مشروع براس للبتروكيماويات والغاز، لتحقيق رؤية رئيس البلاد بشأن الإنتاج والتسويق.
وفصلت الشركة المنفّذة للمشروع كيانات الغاز الطبيعي عن الميثانول، وفق مدير مشروع براس للبتروكيماويات والغاز بن أوكوي.
وفور حصول المشروع على موافقة مجلس إدارة الشركة، سيبدأ التشغيل في شهر مارس/آذار 2024، على أن يصل إلى طاقته الإنتاجية كاملة في الربع الأول من 2027، وفق تصريحات أوكوي.
وصممت الشركة خط أنابيب نقل الغاز بصورة تسمح بالتوسع لاحقًا، وتدشين محطات غاز متعددة.
ورغم أن سعة محطة الغاز المبدئية تبلغ 340 مليون قدم مكعبة، فإن قدرة خط أنابيب نقل الغاز تزيد عن 980 مليون قدم مكعبة.
أول محطة غاز مسال
نظرًا لأن الغاز النيجيري يقع ضمن أولويات رئيس البلاد، عقد وزير الدولة للغاز إكبيريكبي إيكبو عدّة لقاءات مع مسؤولي الشركات المعنية بتنفيذ المشروعات.
وعقب لقائه بأعضاء إدارة مشروع باس، قابل الوزير إدارة شركة إكسون موبيل الأميركية (ExxonMobil)، وأكد خلال ذلك أهمية تزويد مشروع محطة الغاز المسال، الذي تنفّذه شركة "إن إل إن جي" ( NLNG) بالإمدادات.
وفي المقابل، أكد رئيس الشركة الأميركية في نيجيريا شان هاريس التزام إكسون موبيل بضخّ استثمارات في الدولة الأفريقية، لتحقيق فائدة مشتركة، كما أضاف أن الشركة تعمل على ضمان إمدادات الغاز إلى الدولة.
وتعتزم نيجيريا بناء أول محطة للغاز المسال، وأعلنت شركة النفط الوطنية "إن إن بي سي" (NNPC)، خلال فعاليات قمة المناخ كوب 28 في الإمارات نهاية 2023، توقيع مذكرة تفاهم مع شركة "ويسون هيفي إندستري" (Wison Heavy Industry) التابعة لشركة "ويسون أوفشور آند مارين" (Wison Offshore & Marine) الصينية.
ونصّت المذكرة على بناء المحطة التي تستهدف التصدير للأسواق الخارجية، وفق بيان صحفي نشرته عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، حينها، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتصل قدرة المحطة إلى 1.5 مليون طن سنويًا، وتقع في ولاية أكوا إيبوم، وستبدأ عمليات البناء في مربع "أو إم إل 204" ( OML 204)، قبالة سواحل نيجيريا.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقّعت الشركة اتفاقية تمويل مع البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير (أفريكسيمبنك).
وجاء توقيع اتفاقية تطوير وتصميم وبناء المحطة على هامش الاجتماعات السنوية الـ30 للبنك الأفريقي في غانا، بعد توقيع عقد التصميم الهندسي الأولي في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
موضوعات متعلقة..
- الجزائر تزيح نيجيريا من قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في أفريقيا
-
توتال إنرجي تجدد ترخيصًا لإنتاج النفط والغاز في نيجيريا لمدّة 20 عامًا
-
بنعلي: المغرب يدعم استقراره بتحقيق تحول الطاقة.. وهذه أهمية أنبوب الغاز مع نيجيريا
اقرأ أيضًا..
- قروض الطاقة الشمسية تنتهي في المحاكم.. تحقيق يوثق عمليات نصب وخداع
-
صادرات الغاز المسال العربية في 2023 تنخفض 1.5%.. ما دور مصر وعُمان؟