تقارير النفطرئيسيةنفط

النفط النيجيري يواجه مستقبلًا صعبًا مع استمرار تخارج الشركات العالمية

شل تعلن بيع أصولها البرية بعد إيني وإكسون موبيل وإكوينور

حياة حسين

تتوالى أنباء تخارج الشركات العالمية من قطاع النفط النيجيري، كان آخرها شل (Shell)، ما يؤجج المخاوف بشأن مستقبل الإنتاج المتضرر منذ سنوات، بسبب العديد من الأزمات التي تحولت إلى معضلات أمام حكومات عدّة في البلاد.

وقررت شركة شل العالمية بيع أصولها في نيجيريا، قبل أسبوعين، وهو قرار سبقتها إليه عدّة شركات خلال السنوات الأخيرة، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن بين الشركات التي اتخذت قرارات مماثلة: إكوينور النرويجية ( Equinor)، وإيني الإيطالية (Eni)، وإكسون موبيل الأميركية (Exxon)، إضافة إلى أداكس الصينية (Addax).

النفط النيجيري أمام مصير غامض

يواجه قطاع النفط النيجيري مصيرًا غامضًا بعد إعلان شركة شل العالمية بيع أصولها في الدولة الأفريقية التي تُعدّ أكبر منتج للنفط في القارة، رغم تأكيدات مسؤولين حكوميين عكس ذلك، في تصريحات لوكالة رويترز، اليوم الإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2024.

وأكد مسؤولون حكوميون ومحللون أن تخارج شل من قطاع النفط النيجيري البري زاد من آمال قدرة الشركات المحلية على تعويض انخفاض الإنتاج من منطقة "دلتا النيجر"، وتنتظر شل موافقة الحكومة الفيدرالية على الصفقة، حسب بيان الشركة.

وكانت شل في طليعة الشركات التي عملت بقطاع النفط النيجيري، كما أنها أفضل الشركات الغربية في منطقة دلتا النيجر.

وواجهت شل دعوى قضائية في نيجيريا، رفعها 1300 صياد من آل أوغالي وبيلي في منطقة دلتا نهر النيجر؛ بسبب اتهامات بتلويث البيئة، ناجم عن تسرب النفط.

وقضت محكمة بريطانية، في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بالسماح لمجموعة من الصيادين النيجيريين برفع الدعوى القضائية ضد شل لتعويضهم عن الخسائر جراء التلوث النفطي، ما يُعدّ خطوة حاسمة بالنسبة للقضية التي ينظر فيها القضاء منذ 8 سنوات.

ويرى الصيادون رافعو الدعوى القضائية أن شل انتهكت حقّهم في بيئة نظيفة بموجب الدستور النيجيري.

وقال القاضي: "لن أشطب تلك الاتهامات"، مشيرًا إلى أن الخطوة ستكون صارمة بسبب التلوث النفطي ذي التأثير الكارثي في البيئة بدلتا النيجر.

وردّت شل حينها بأن المحكمة قضت بأن المدّعين فشلوا في تحديد البقع التي أحدثت الأضرار، وأن الدعوى لا تعالج الأسباب الحقيقية للتلوث في دلتا النيجر.

وأضافت: "النفط يُسرَق على نطاق صناعي في دلتا النيجر، هذا العمل الإجرامي هو مصدر رئيس للتلوث، وسبب غالبية التسريبات في ادّعاءات جماعتي بيلي وأوغالي".

بعض أشكال تخريب أنابيب نقل النفط في نيجيريا
بعض أشكال تخريب أنابيب نقل النفط في نيجيريا - الصورة من ذا غارديان أوف نيجيريا

أزمات عديدة

يعاني قطاع النفط النيجيري من أزمات عديدة، تتنوع بين ارتفاع مستوى التلوث، وسرقة الخام، إضافة إلى تخريب أنابيب نقله.

وانعكس ذلك على جاذبية قطاع النفط النيجيري للمستثمرين، كما خنق الإنتاج، وأضعف التمويل الحكومي خلال السنوات الماضية، حسب تقرير وكالة رويترز، الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال كبير المحللين الاقتصاديين في بنك الاستثمار "غولدمان ساكس" (Goldman Sachs) أندرو ماثني: "إن استثمارات قطاع النفط النيجيري تشهد مشكلات كبيرة، تفاقمت مع قلق سعر صرف العملة المحلية جراء شح النقد الأجنبي.. هذا سبب التخارجات الكبيرة من كبريات الشركات العالمية".

ورغم تعهد الرئيس النيجيري الجديد بولا تينوبو، الذي تولّى منصبه في مايو/أيار 2023، بالقضاء على العراقيل القابعة أمام المنتجين، متضمنة سرقة النفط وتخريب خطوط أنابيب نقل الخام، فإنه بعد مرور 7 أشهر على حكمه، واستمرار سوء الأوضاع في القطاع، وتخارج الشركات العالمية، بدأت تتضح صعوبة إجراءات تحسين مناخ العمل في القطاع.

وعلّق كبير المحللين في شركة استشارات الأوراق المالية "إس بي إم إنتيليجنس" (SBM Intelligence) في لاغوس، سي أووجولوغب، قائلًا: "إن خفض الشركات استثماراتها في قطاع النفط النيجيري البري لصالح البحري، يؤشر على حجم المخاطر المحيطة بنشاط الأعمال في البلاد".

وقبل 10 سنوات، كانت شل تنتج كميات كبيرة من النفط النيجيري، بلغت 300 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا، انخفضت إلى 131 ألف برميل في 2022، بسبب السرقة والتخريب في منطقة دلتا النيجر، وفق تقرير أداء الشركة السنوي.

ويرى الرئيس التنفيذي لشركة "سيبلات إنرجي" النيجيرية (Seplat Energy)، روجر برون، أن كبريات الشركات تقلل استثماراتها في قطاع النفط النيجيري البري، وتطارد الفرص الاستثمارية التي تجلب لها مزيدًا من الأرباح في دول مثل غايانا، "إنها أكثر جاذبية".

وقال مسؤول في وزارة النفط، إن الحكومة ستوافق على صفقة بيع أصول شركة شل، بمجرد اكتمال المستندات المطلوبة، مشيرًا إلى أن الشركات المحلية قادرة على ملء فراغ هذا التخارج.

ونجحت شركات محلية مثل سيبلات وفيرست إي آند بي (First E&P) وهيرتاج (Heritage) في زيادة إنتاج النفط النيجيري، وخفض مستوى تسرب الخام في الأصول التي اشترتها من شل.

بينما فشلت الشركات نفسها في التعامل مع مشكلتي سرقة النفط وتخريب الأنابيب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق