الطلب على الوقود الحيوي عالميًا يتلقى دفعة قوية بحلول 2028 (تقرير)
بقيادة الاقتصادات الناشئة
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عزالدين
- توقعات بوصول الطلب على الوقود الحيوي إلى 200 مليار لتر بحلول 2028
- البرازيل وإندونيسيا والهند أكبر الاقتصادات الناشئة إنتاجًا للوقود الحيوي
- الوقود الحيوي يخفض الانبعاثات ويقلل فاتورة واردات النفط للدول المستوردة
- تكلفة إنتاج الوقود الحيوي في الاقتصادات الناشئة أقل من الاقتصادات المتقدمة
- أميركا وأوروبا تستحوذان على 80% من الطلب في الاقتصادات المتقدمة
تزايد الطلب على الوقود الحيوي في الاقتصادات الناشئة، بقيادة البرازيل، بصورة قوية خلال السنوات الأخيرة، مع توسيع جهودها لتوفير إمدادات طاقة ميسورة التكلفة ومنخفضة الانبعاثات.
وتوقّع تقرير تحليلي حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- نمو الطلب العالمي على الوقود الحيوي بمقدار 38 مليار لتر خلال السنوات الـ5 المقبلة وحتى 2028، بزيادة 30% عن السنوات الـ5 السابقة.
بينما يُتوقع ارتفاع إجمالي الطلب على الوقود الحيوي بنسبة 23% إلى 200 مليار لتر بحلول عام 2028، مع استحواذ الديزل المتجدد والإيثانول على ثلثي النمو، وسيشكّل وقود الديزل الحيوي ووقود الطائرات الحيوي الثلث المتبقي.
الميزة النسبية للاقتصادات الناشئة
توقّع التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية أن يأتي معظم نمو الطلب على الوقود الحيوي خلال السنوات الـ5 المقبلة من الاقتصادات الناشئة، وخاصة البرازيل وإندونيسيا والهند.
وتتبنّى الدول الـ3 الواقعة في آسيا وأميركا الجنوبية سياسات قوية مشجعة على استهلاك الوقود الحيوي في قطاع النقل، كما تتمتع بوفرة المواد الخام المساعدة على إنتاجه بتكاليف أقل.
ويعدّ الإيثانول والديزل الحيوي من أكثر أنواع الوقود الحيوي استهلاكًا بالاقتصادات الناشئة مثل البرازيل وإندونيسيا والهند، على عكس الاقتصادات المتقدمة التي تتوسع في استهلاك الديزل المتجدد ووقود الطائرات الحيوي.
وعلى الرغم من أن الاقتصادات المتقدمة مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا واليابان قد عززت سياسات النقل، فإن حجم نمو الطلب على الوقود الحيوي فيها ما زال مقيدًا بعدّة عوامل، أبرزها، ارتفاع تبنّي المركبات الكهربائية في بدائل قطاع النقل، وتحسينات كفاءة المركبات.
كما تتقيد قدرة توسع الوقود الحيوي في هذه الاقتصادات ببعض القيود التقنية وارتفاع التكاليف، مقارنة بالاقتصادات الناشئة، بسبب ضعف توافر الموارد الوسيطة المحلية اللازمة للإنتاج.
ويشير سيناريو المتسارع نحو الحياد الكربوني، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، إلى أن الطلب على الوقود الحيوي قد يتضاعف 3 مرات بحلول عام 2050، مع تعزيز السياسات الحالية وتوسّع الطلب في أسواق جديدة.
توقعات الطلب على الوقود الحيوي
لا تستحوذ الاقتصادات الناشئة على الطلب فحسب، بل تسيطر على إنتاج الوقود الحيوي أيضًا، مع توقعات أن تهيمن البرازيل وإندونيسيا والهند وماليزيا على 60% أو أكثر من حجم نمو الطلب والإنتاج العالمي حتى عام 2028.
يوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أكبر 10 دول منتجة للوقود الحيوي عالميًا:
ومن المتوقع نمو استهلاك الإيثانول والديزل الحيوي في الدول الـ4 بمقدار 13 مليار لتر و8 مليارات لتر على التوالي، ما يمثّل كل التوسع المتوقع في الاقتصادات الناشئة خلال السنوات الـ5 المقبلة.
ويسهم استعمال الوقود الحيوي بدلًا من الأحفوري في تجنّب ارتفاع أسعار النفط و خفض استيراد المنتجات والمشتقات النفطية اللازم لوسائل النقل، كما يقلل الانبعاثات الكربونية على الجانب الآخر، ما يجعله بديلًا مناسبًا للاقتصادات الناشئة، خاصة مع توافر المواد المحلية الوسيطة الكافية لإنتاجه.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تزيد الدول الـ4 (البرازيل وإندونيسيا والهند وماليزيا) إنتاج الوقود الحيوي لمواكبة نمو الطلب عليه بقطاع النقل خلال السنوات المقبلة.
وترجّح الوكالة الدولية توسّع مزج البنزين بالإيثانول في الدول الـ4 بأكثر من 15%، بينما يُتوقع توسّع مزج الديزل النفطي بالديزل الحيوي بنسبة 20% خلال المدة من 2023 إلى 2028.
سياسات دعم الوقود الحيوي
رغم أن متوسط أسعار الوقود الحيوي في البرازيل وإندونيسيا والهند وماليزيا كان أعلى من الوقود الأحفوري بنسب تتراوح بين 15% إلى 80% خلال السنوات الـ10 الماضية، فإن سياسة الدعم المباشر للوقود في هذه البلدان ساعدت في تخفيض التكلفة على المستهلكين والشركات الخاصة.
وتفرض إندونيسيا ضريبة على صادرات زيت النخيل لتغطية فرق التكلفة بين وقود الديزل الحيوي المعتمد على زيت النخيل والديزل، وهو النهج نفسه الذي تتّبعه ماليزيا.
أمّا الهند فتحدد أسعارًا مضمونة للمواد الخام اللازمة لإنتاج الإيثانول، مع تحديثها باستمرار لتعكس الأسعار المتغيرة، إضافة إلى تعديلها معدلات ضريبة الإيثانول.
أمّا في البرازيل، فقد وصلت نسبة مزج الإيثانول إلى 27.5%، يُتوقع ارتفاعها إلى 30% بحلول عام 2028، كما تقدّم الدولة اللاتينية ضرائب أقل على الإيثانول، مع احتسابها ضمن أرصدة خفض الكربون.
وأسهمت هذه السياسة في إبقاء أسعار الإيثانول تنافسية، على الرغم من ارتفاع أسعار السكر والذرة، لكن زيادة إنتاج الوقود الحيوي في هذه الدول تتطلب تعزيز المواد الأولية.
واستحوذ الطلب على وقود الديزل الحيوي على 19% من إنتاج زيت النخيل في ماليزيا وإندونيسيا عام 2022، وسط توقعات بأن تصل هذه النسبة إلى 30% بحلول 2028، حتى مع ارتفاع إنتاج زيت النخيل.
كما يُتوقع أن تظل حصة إنتاج الإيثانول المستخلص من قصة السكر في البرازيل قريبة من 50%، بينما ستزيد هذه النسبة في الهند من 5% عام 2022 إلى 7% بحلول 2028.
وتكفي الطاقة الإنتاجية الحالية والمخططة لزيادة إنتاج الوقود الحيوي في البلدان الناشئة الـ4 لتلبية الطلب المحلي خلال السنوات الـ5 المقبلة، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
على الجانب الآخر، يُتوقع نمو استهلاك وقود الديزل المتجدد ووقود الطائرات الحيوي بمقدار 18 مليار لتر في الاقتصادات المتقدمة بحلول 2028، مع استحواذ الولايات المتحدة وأوروبا على 80% من هذا النمو.
وترجع أسباب الزيادة المتوقعة في الطلب على الوقود الحيوي بالولايات المتحدة إلى حوافز قانون خفض التضخم ومعايير الوقود منخفض الكربون على مستوى الولايات، ومعيار الوقود المتجدد الذي وضع سقفًا إلزاميًا لمزج الوقود الحيوي مع البنزين أو الديزل.
كما تستهدف الولايات المتحدة إنتاج 11 مليار لتر من وقود الطيران المستدام بحلول عام 2030، حسب خطة معلنة منذ عام 2021، ما سيشجع على زيادة إنتاجه بدعم الحوافز السخية في قانون خفض التضخم.
موضوعات متعلقة..
- كيف يستفيد تحالف الوقود الحيوي المقترح من تجارب البرازيل والهند وأميركا؟
- ارتفاع إمدادات زيت الطهي المستعمل يثير مخاوف غش الوقود الحيوي في أوروبا
- الطلب على الوقود الحيوي قد ينمو 11% بقيادة الاقتصادات الناشئة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول المنتجة للنفط في العالم العربي خلال 2023 (تقرير)
- أسمدة السعودية والمغرب وقطر تغذي بنغلاديش.. وصفقة غاز مسال جديدة
- إيرادات صادرات الطاقة الروسية تواصل الانخفاض.. و8 دول عربية ضمن المستوردين
- أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر للمنازل