طموح مضاعفة سعة الطاقة المتجددة 3 مرات يصطدم بالتحديات
بحلول 2030
إيمان محمود
في ظل الطموح المتزايد نحو الحياد الكربوني، برزت مضاعفة سعة الطاقة المتجددة 3 مرات هدفًا طموحًا يسعى العالم لتحقيقه بحلول عام 2030، ليس فقط بصفته هدفًا بيئيًا، بل لكونه -أيضًا- فرصة لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي وتعزيز التنمية المستدامة.
ووافق أكثر من 120 دولة خلال قمة المناخ كوب 28 في ديسمبر/كانون الأول من العام المنصرم 2023 على هذا الهدف، الذي يسعى لتحقيق رقم مذهل يصل إلى 11 تيراواط/ساعة على الأقلّ بحلول عام 2030، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا الإطار، قالت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، إن هذا المُعدّل يتطلب تسريع وتيرة إضافة السعة لتصل إلى 1 تيراواط/ساعة سنويًا؛ ما يعكس حجم التحدي الذي يواجه العالم.
مشروعات قليلة
تأكيدًا للأمر، قال المشاركون في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يوم 17 يناير/كانون الثاني من العام الجاري 2024، إن هدف مضاعفة سعة الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول عام 2030 يمكن تحقيقه، لكنه يواجه العديد من التحديات، بحسب ما نقلته منصة أرغوس ميديا (argus media) المعنية بشؤون الطاقة.
فعلى الرغم من هذه الطموحات، أشارت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون -في المنتدى الاقتصادي العالمي- إلى أن حجم المشروعات التي تنتظر التنفيذ أكثر من تلك التي نُفِّذَت، وهو ما يعرقل مضاعفة سعة الطاقة المتجددة 3 مرات.
وأقرّ مجلس الاتحاد الأوروبي توجيه الطاقة المتجددة بنسخته المنقحة -المعروفة اختصارًا بـ (RED III)- الذي يستهدف زيادة حصة الطاقة المتجددة بنسبة 42.5%، بحلول عام 2030.
بدورها، طلبت المفوضية الأوروبية في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي 2023، من الدول الأعضاء تحسين خططها الوطنية للطاقة والمناخ، والتي لم تصل إلى هدف مضاعفة سعة الطاقة المتجددة 3 مرات.
وصدرت لائحة توجيه الطاقة المتجددة عن كل من الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي، لتحفيز دول الاتحاد على الوصول إلى هدفين: أولهما تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وهدف أقرب يتمثل في خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 55% على الأقلّ، مقارنة بمستويات عام 1990، وذلك بحلول عام 2030، بحسب الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي.
تحديات أخرى
تبرز أهمية الدور الذي تؤدّيه الشركات الكبرى في مضاعفة سعة الطاقة المتجددة 3 مرات، مثل شركة إيبردرولا (Iberdrola) الإسبانية، التي يقودها الرئيس التنفيذي إجناسيو جالان.
وسلّط جالان الضوء على ضرورة توفير الحكومات بيئة واضحة ومستقرة للمشروعات الجديدة، قائلًا: "لدينا التقنية والموارد المالية والطموح، لكن ينقصنا السرعة في التنفيذ"، داعيًا إلى تطوير البنية التحتية للشبكة.
من جانبها، أشارت رئيسة منظمة الحفاظ على الطبيعة جينيفر موريس إلى أن الطموح العالمي يواجه تحديات أخرى، من بينها المعارضة المحلية لمشروعات طاقة الرياح، إذ تضيف هذه المعارضة عقبة أخرى أمام مضاعفة سعة الطاقة المتجددة 3 مرات.
وتتوقع منظمة الدول المستهلكة -التابعة لوكالة الطاقة الدولية- أن تصل سعة الطاقة المتجددة إلى 7.3 تيراواط/ساعة بحلول عام 2028، في ظل تنفيذ السياسات الحالية.
وتُظهر هذه التوقعات أن العالم يقف على أعتاب تحول كبير في مجال الطاقة، إذ يمكن أن يؤدي التنفيذ السريع للسياسات إلى نمو بنسبة 21% أعلى من التوقعات؛ ما يعكس الحاجة الملحّة للتحرك العاجل والمنسّق على الصعيدين الوطني والعالمي.
موضوعات متعلقة..
- 60 دولة تتعهد بزيادة سعة الطاقة المتجددة 3 أضعاف بحلول 2030
- 4 تحديات تهدد توصيات كوب 28 بشأن المصادر المتجددة
- 4 دول عربية قد تقود مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة 3 مرات
اقرأ أيضًا..
- الهيدروجين الأخضر في بريطانيا فرس رهان لتحقيق أمن الطاقة
- 76% من الكهرباء في أفريقيا يُمكن توليدها من المصادر المتجددة بحلول 2040
- مصادر: إنتاج الغاز من حقل النرجس الضخم في مصر خلال عامين