عاملات قطاع الطاقة في بحر الشمال يشكون من ملابس العمل الرجالية

أسماء السعداوي

2024-01-19

0 573

يشكّل عمال قطاع الطاقة في بحر الشمال الركن الرئيس في استمرار مسيرة إنتاج النفط والغاز، فضلًا عن منصات الرياح البحرية والمصادر الأخرى.

ورغم أنهن يشكّلن نسبة ضئيلة من إجمالي العاملين هناك، فإن العاملات من النساء يجدن صعوبة في الحصول على أدوات الحماية الشخصية المناسبة، خاصة الملابس، وهو ما قد يجعل ظروف العمل أصعب، وأكثر تقييدًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتستهدف مجموعة أدوات الوقاية الشخصية حماية الجسد من أخطار الحوادث والحرائق، وتضم غطاء رأس صلبًا، والقفازات والمآزر التي تغطي الجسد كاملًا، ونظارات العين والأحذية.

وتقول شبكة "أكسيس" (AXIS)، المعنية بالمساواة بين الجنسين، ومقرها مدينة أبردين في إسكتلندا، إن ثمة تحديات تعليمية وثقافية تعترض عملية توفير أدوات وقاية شخصية تناسب أجساد النساء، إذ إن معظم المتوافر يكون مناسبًا أكثر للرجال.

وتعتقد معظم الشركات، أن القياسات الأصغر من أدوات الحماية والملابس "الموحدة للجنسين" تفي بالمطلوب، لكن عددًا كبيرًا من العاملات أكدن عدم توافر مآزر (ملابس مخصصة للعمل) وقفازات وأحذية مناسبة، ما قد يعرضهن للعديد من المخاطر من بينها السقوط.

حماية النساء في بحر الشمال

تقول شبكة أكسيس، إن مشكلة توافر الملابس وأدوات الوقاية الشخصية المناسبة للنساء ليست بجديدة، وإنما تشغل بال الصناعة منذ عدة سنوات، كما أن هناك حاجة إلى إحداث تغيير، والقيام بالكثير من الجهود، خاصة مع تنامي مساعي التحول الأخضر.

وفي عام 2021، كشف استطلاع للرأي أجرته الشبكة أن 68% من النساء العاملات في قطاع الطاقة في بحر الشمال "لا يمتلكن مآزر مناسبة بصورة صحيحة".

وتقول رئيسة الشبكة، سارة كلارك، إنه حال توفير معدات وقائية شخصية غير مناسبة، تصبح النساء عرضة لمخاطر حوادث الانزلاق وفقدان التوازن والسقوط، كما تدخل الأكمام في الآلات، بالإضافة إلى الحرائق الناتجة عن المواد القابلة للاشتعال.

رئيسة شبكة "أكسيس" سارة كلارك- — رئيسة شبكة "أكسيس" سارة كلارك - الصورة من الموقع الرسمي للشبكة

من جانبه، يقول المتحدث باسم الشبكة، إنه على العكس من بعض القضايا الثقافية التي أُثيرت في نتائج الاستطلاع، والتي يتطلب حلها نهجًا ذا أوجه متعددة، فإن توفير أدوات الحماية الشخصية للنساء أمر سهر المنال.

وبحسب نتائج الاستطلاع، قالت 8% من النساء المستطلعة آراؤهن، إنهن اضطررن إلى عدم المشاركة بسبب الملابس غير المناسبة، وذلك نقلًا عن تقرير نشرته منصة "إنرجي فويس" (energyvoice).

كما قالت 51% ممن شملهن الاستطلاع، إن السترة الخارجية لم تكن مناسبة من حيث القياس، و19% إن أحذية السلامة كانت غير مناسبة لهن، كما اشتكت أخريات نسبتهن 43% من أن القفازات غير مناسبة من حيث الحجم.

نسبة ضئيلة

تشكل النساء العاملات في قطاع الطاقة ببحر الشمال نسبة ضئيلة تصل إلى 3.4% فقط، حسبما يقول المدير العام لإحدى شركات توريد معدات الحماية الشخصية "ريد وينغ" (Red Wing)، جون بوديكوت.

ولذلك، من الصعب أن توفر كل الشركات مخزونًا ضخمًا من كل القياسات والألوان للأدوات التي تستمر حتى 5 سنوات كاملة.

لكنه أكد أنه من الضروري إنهاء تلك المشكلة، لأنه ينبغي أن تُتاح الفرصة نفسها لكل من يدخل الصناعة مثل أي شخص آخر.

وبحسب بوديكوت، فالمشكلة تتعلق بالقدرات وليس بشيء آخر، موضحًا أن الشركات الصغيرة لا تمتلك القدرة على إنفاق 5 آلاف جنيه إسترليني (6.3 ألف دولار)، لشراء مئزر يدوم 5 سنوات فقط.

وتقول شبكة أكسيس، إنه يتعيّن على كل الشركات توفير أدوات حماية شخصية مجانية للجميع، لأنه "شرط قانوني"، لكن معظم تلك الشركات تعتقد أن القياسات الأصغر من الأدوات والملابس الموحدة للجنسين تفي بهذا الشرط.

غير أن المشكلة هنا هو أن تصميم أدوات الوقاية الموحدة للجنسين ترتكز في الغالب على متوسط أبعاد أجساد الرجال، ولا تأخذ في الحسبان نظيرتها من النساء، وأنها في النهاية غير مناسبة.

قياسات رجالية

يقول المدير العام لشركة "ريد وينغ"، إن القوة العاملة النسائية في بحر الشمال حصلت في عام 2021 على أدوات مصممة للرجال، وأن الشركات نادرًا ما تشتري مآزر مخصصة للنساء.

ولذلك، أطلقت الشركة حملة "قياس صحيح"، لرفع الوعي بالمخاطر التي تفرضها أدوات الحماية غير المناسبة للنساء، ولحث الشركات على تصحيح أخطائها.

يقول المدير العام للشركة بوديكوت، إن شركته أصبحت تتبنى نهجًا مغايرًا للاتجاه العام عبر تعديل القياسات، وتغيير طريقة تصميم الأدوات الوقائية، لتصبح ملابس العمل أفضل وأقل تقييدًا.