التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

نشطاء يتوقعون فشل قمة المناخ كوب 29 بعد اختيار أذربيجان لاستضافتها

باكو تروج للغاز فور إعلان فوزها برئاسة القمة

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • باكو ليس لديها خطة للتوقف عن التنقيب عن النفط والغاز
  • %90 من صادرات أذربيجان نفط وغاز
  • النفط والغاز يمثّلان 50% من الناتج المحلي الأذربيجاني
  • خبير أسواق مال: قمم المناخ الثلاث الأخيرة تنظّمها دول ذات أنظمة استبدادية

عدَّ بعض نشطاء البيئة والسياسيين اختيار أذربيجان لاستضافة قمة المناخ كوب 29 مؤشرًا على فشل جديد قادم لهذا الحدث الأممي الدولي، إذ إنها ثالث دولة يعتمد اقتصادها بنسبة كبيرة على الوقود الأحفوري تحظى بالمهمة، بعد مصر والإمارات.

واستضافت مدينة شرم الشيخ المصرية قمة المناخ كوب 27 في عام 2022، في حين عُقِدت قمة المناخ كوب 28 في دبي بالإمارات العام الماضي (2023)، وكانت روسيا ذات اليد العليا في أسواق النفط والغاز العالمية، حتى بعد غزوها لأوكرانيا، وفرض عقوبات غربية عديدة عليها، قد عرقلت الموافقة على استضافة بلغاريا للقمة، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقبل انتهاء قمة المناخ كوب 28، اختيرَت أذربيجان لاستضافة قمة المناخ كوب 29، "ورغم وجود كثير من العوامل التي تثير القلق نحو احتمالات فشل القمة، فإن أذربيجان قادرة على استغلال الفرصة وإثبات خطأ المتشككين"، وفق مقال لخبير أسواق المال فيكتور تكيييف.

حق النقض

اختيرَت أذربيجان لتستضيف قمة المناخ كوب 29، التي تُعقَد نهاية العام الجاري (2024)، بعد استعمال روسيا حق النقض ضد استضافة بلغاريا لها، وهي من البلدان التي كانت قد اعترضت على غزو موسكو كييف في فبراير/شباط 2022، وفق مقال لخبير أسواق المال وفق مقال لخبير أسواق المال فيكتور تكيييف، نُشر الأسبوع الماضي في "إنرجي تراكر آسيا".

وأوضح الكاتب أن أذربيجان لديها فرصة فريدة للعمل من خلال قمة المناخ على عدد من الإجراءات، مثل: زيادة التمويل للفئات الأكثر هشاشة، وتسريع خطى التخلص التدريجي من الفحم، والحث على أهداف أكثر طموحًا.

ويرى الكاتب -في مقاله الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أن قمة المناخ كوب 29 ستكون محورية، ففي الوقت الذي تكون فيه الدول ملزمة بتقديم خطط علاج تغير المناخ المحدثة، أو إسهاماتها الوطنية، ستسعى الدولة التي ترأس القمة لممارسة ضغوط على الدول لوضع سياسات مناخية أكثر طموحًا، وتعهدات بالتمويل.

وقال الكاتب: "إن الدولة المستضيفة لقمة المناخ عادةً ما يكون عليها دور مهم تؤدّيه في سبيل تحول الطاقة العالمية".

وكانت بلغاريا، التي نجحت روسيا في إزاحتها من طريق استضافة قمة المناخ كوب 29، من الممكن أن تصبح أداة الاتحاد الأوروبي لإثبات قيادة تلك الكتلة للمجهودات المناخية، رغم أن سمعة أوروبا في هذا الشأن ليست نظيفة تمامًا؛ إذ إنها مازالت تستورد الغاز من أذربيجان، في إطار فطم نفسها عن الغاز الروسي.

إلّا أن الاتحاد الأوروبي يظل الأكثر طموحًا مناخيًا بين الدول المتقدمة، ويحرز تقدمًا في سياساته التي تستهدف علاج تغير المناخ، مثل: التعجيل بالتخلص التدريجي من الفحم، والحدّ من استعمال الغاز، وزيادة اعتماد الطاقة النظيفة، وتقديم دعم مالي كبير للدول المعرّضة لتغير المناخ.

كما أن الاتحاد الأوروبي لديه هدف ملزم قانونًا لخفض الانبعاثات بنسبة 55% بحلول عام 2030، ويدرس المجلس الاستشاري المعني بتغير المناخ التابع للكتلة -حاليًا- زيادة هذا الهدف إلى 90% أو 95% بحلول عام 2040.

وفي المقابل، فإن الصورة لدى أذربيجان مختلفة، وفق الكاتب؛ ما دفع العديد من الناشطين للتساؤل عمّا إذا كانت قمة المناخ كوب 29 ستصبح "مجرد قمة فاشلة جديدة لعلاج تغير المناخ".

احتجاجات نشطاء البيئة ضد الوقود الأحفوري في قمة المناخ كوب 28
احتجاجات نشطاء البيئة ضد الوقود الأحفوري في قمة المناخ كوب 28 - الصورة من صحيفة الغارديان

تساؤلات نشطاء المناخ

يثير نشطاء تساؤلات عن عقد قمة المناخ كوب 29 في أذربيجان؛ بسبب علاقة باكو الوثيقة بموسكو، إضافة إلى أن اقتصادها يقوم على إنتاج النفط والغاز، كما أن لديها سجل مشكوك فيه بمجال حقوق الإنسان.

لذلك عبّر المسؤولون في أوروبا الشرقية عن خيبة أملهم فور فوز أذربيجان باستضافة قمة المناخ كوب 29، وأكدوا أن استضافة دولة نفطية أخرى للقمة يعني أن العالم لن يصبح صديقًا للبيئة أبدًا.

ويمثّل إنتاج النفط والغاز مصدرًا لنحو 50% من الناتج المحلي الإجمالي لأذربيجان، وأكثر من 90% من صادراتها.

وقال خبير أسواق المال فيكتور تكيييف، في مقاله الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إنه فور إعلان فوز أذربيجان باستضافة قمة المناخ كوب 29، بدأ كبار المسؤولين بالدولة الترويج لاحتياطيات الغاز في البلاد، بوصفها أداة مساعدة في المرحلة الانتقالية لتحول الطاقة؛ كون الغاز أنظف أنواع الوقود الأحفوري.

وقال مستشار السياسة الخارجية لرئيس أذربيجان حكمت حاجييف، عندما سأله بعضهم عن أن قمة المناخ كوب 29 ستأتي بنتائج ضعيفة: "إن الدول المصدّرة للنفط يجب أن تكون قدوة".

وأكد أنه حتى الآن لا وجود لسياسة واضحة للتوقف عن البحث والتنقيب عن النفط، وأشار إلى أن بلاده تدعم مرحلة انتقالية بدلًا من التوقف الفوري عن الوقود الأحفوري.

وسلّط قادة العالم في قمة المناخ كوب 28 الضوء على أهمية السكان الأصليين في الدول، ورغم أنهم يمثّلون 5% فقط من سكان العالم، فإنهم يحمون 80% من التنوع البيولوجي المتبقي على الكرة الأرضية، لذلك يجب أن تكون تلك القضية مهمة في قمّتي المناخ كوب 29، وكوب 30 التي تُعقَد في البرازيل، وفق الكاتب.

جانب من اجتماعات قمة المناخ كوب 27 في مصر
جانب من اجتماعات قمة المناخ كوب 27 في مصر - الصورة من وكالة رويترز

أنظمة استبدادية

يصف خبير أسواق المال فيكتور تكيييف، في مقاله، أنظمة الحكم في البلدان الثلاثة المستضيفة لقمم المناخ الأخيرة، بداية بمصر ومرورًا بالإمارات ثم لاحقًا أذربيجان، بـ"الاستبدادية".

وصُنّفت أذربيجان على مؤشر "فريدم هاوس" بأنها دولة غير حرة، وحصلت على 9 من 100، كما عدّتها منظمة العفو الدولية بلدًا يفتقر لحرية التعبير.

وأضافت المنظمة أن السلطات تنفّذ اعتقالات تعسفية ومحاكمات ذات دوافع سياسية للناشطين وقادة المعارضة والأكاديميين، وتواجه المنظمات المستقلة ووسائل الإعلام الضغوط، بينما تواجه النساء والفتيات التمييز العنصري ضدّهن.

كما يعتقد الخبراء أن روسيا، من خلال علاقتها الوثيقة مع أذربيجان، ستعمل على ضرب خطط الدول في إحراز أيّ تقدّم في مجال التخلص من الوقود الأحفوري، خلال قمة المناخ كوب 29 التي تُعقَد في دولة حليفة، كانت يومًا مع روسيا ضمن الاتحاد السوفيتي.

ومع ذلك، يرى الكاتب أن أذربيجان لديها فرصة الآن لدحض كل هذه الشكوك، وأنها رغم الاعتماد على الوقود الأحفوري، نجحت في تغيير اتجاه البوصلة نحو الطاقة الخضراء، خاصةً أنها بدأت في تبنّي مشروعات عديدة وكبيرة مؤخرًا في هذا المجال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق