حظر الصين تقنيات استخراج المعادن الأرضية النادرة يهدد أميركا (تقرير)
نوار صبح
- • المعادن الأرضية النادرة تُستعمل في تقنيات الدفاع، بما في ذلك الصواريخ وأشعة الليزر
- • المعادن الأرضية النادرة تُستعمل في العديد من تقنيات الطاقة النظيفة التي تُعدّ أساسية لإزالة الكربون
- • الصين تنتج حاليًا 60% من المعادن النادرة في العالم، وتعالج نحو 90% منها
- • التوسع السريع في قدرات المعالجة المحلية يشكّل أهمية بالغة لحماية الأمن القومي وأمن الطاقة
ينطوي إعلان الصين حظر تقنيات استخراج وفصل المعادن الأرضية النادرة، في 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، على تأثير كبير في الأمن القومي والاقتصادي وأمن المعادن النادرة للولايات المتحدة.
وبحسب تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن هذه المعادن -وهي مجموعة مكونة من 17 معدنًا- تُستعمل في تقنيات الدفاع، بما في ذلك الصواريخ وأشعة الليزر والمنظومات المحمولة على المَركبات، مثل الدبابات والاتصالات العسكرية.
بالإضافة إلى ذلك، تدخل المعادن الأرضية النادرة، التي تهيمن الصين على صناعتها عالميًا، في صناعة أجهزة الحاسوب والتلفزة والهواتف الذكية والعديد من تقنيات الطاقة النظيفة، التي تُعدّ أساسية لإزالة الكربون من الغلاف الجوي.
المعادن الأرضية النادرة عالميًا
تنتج الصين في الوقت الحالي نحو 60% من المعادن الأرضية النادرة في العالم، ولكنها تعالج ما يقرب من 90%، ما يعني أنها تستورد هذه المعادن من دول أخرى وتعالجها، ما منح بكين شبه احتكار لها، حسبما نشره مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (csis.org)، ومقرّه واشنطن.
وتُعدّ الولايات المتحدة معرّضة لقيود معالجة المعادن النادرة الثقيلة، نظرًا لأن بكين تفصل 99.9% منها، حسبما أشارت شركة "بنشمارك مينرالز إنتليجنس" Benchmark Minerals Intelligence البريطانية المعنية بأسواق المعادن.
وتوضح الشركة أن الولايات المتحدة كانت على علم بهذه الثغرة الأمنية، ولكنها لم تتعامل معها بشكل هادف إلّا في السنوات القليلة الماضية من خلال قرارات التمويل التالية:
شهد نوفمبر/تشرين الثاني 2020 مساهمة برنامج قانون الإنتاج الدفاعي الأميركي بقيمة 9.6 مليون دولار في جهود شركة إم بي ماتيريالز MP Materials الأميركية لبناء قدرة فصل للمعادن الأرضية النادرة الخفيفة في موقع عمليات الاستخراج في ماونتن باس بولاية كاليفورنيا.
وتُعدّ هذه التجربة عملية استخراج المعادن الأرضية النادرة الوحيدة في الولايات المتحدة
وفي فبراير/شباط 2021، قدّم برنامج قانون الإنتاج الدفاعي الأميركي مبلغ 30.4 مليون دولار لشركة ليناس رير إيرس Lynas Rare Earths لتطوير قدرات الفصل المحلية للمعادن الأرضية النادرة الخفيفة.
وفي يونيو/حزيران 2022، قدّم برنامج قانون الإنتاج الدفاعي مبلغ 120 مليون دولار أميركي لشركة ليناس رير إيرس لبناء منشأة واسعة النطاق، لفصل ومعالجة المعادن الأرضية النادرة الثقيلة.
وفي فبراير/شباط 2022، منحت وزارة الدفاع مبلغ 35 مليون دولار لشركة شركة إم بي ماتيريالز الأميركية لفصل ومعالجة المعادن الأرضية النادرة الثقيلة في موقع ماونتن باس Mountain Pass، وإنشاء عملية سلسلة قيمة كاملة، بدءًا من الاستخراج وحتى تصنيع المغناطيس في منشأة واحدة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، نشرت اللجنة المعنية بالمنافسة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والحزب الشيوعي الصيني تقريرًا بعنوان "إعادة الضبط والمنع والبناء: إستراتيجية للفوز بالمنافسة الاقتصادية الأميركية مع الحزب الشيوعي الصيني".
وأوصت اللجنة بأن "يحفّز الكونغرس إنتاج مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة، التي تمثّل الاستعمال النهائي للمعادن الأرضية النادرة، وتُستعمل في السيارات الكهربائية، وتوربينات الرياح، والتكنولوجيا اللاسلكية، وعدد كبير من المنتجات الأخرى".
وأكدت اللجنة ضرورة وضع الكونغرس حوافز ضريبية لتشجيع التصنيع في الولايات المتحدة.
وتوجد احتياطيات عالمية كبيرة من المعادن الأرضية النادرة خارج الصين، بما في ذلك 19% في فيتنام، و18% في البرازيل، و6% في الهند، و4% في أستراليا، وهو ما يعادل قرابة نصف المعروض العالمي، حسبما نشره مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (csis.org).
وترتبط هذه الدول بعلاقات ودية مع الولايات المتحدة وحلفائها، ما يعني أن هناك فرصة كبيرة لتنويع المصادر، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
أهمية التوسع في المعالجة المحلية
يمثّل التوسع السريع في قدرات المعالجة المحلية أهمية بالغة لحماية الأمن القومي وأمن الطاقة، وأصبحت الاستفادة من السياسات الصناعية، مثل الحوافز الضريبية والإعانات المالية، لخفض تكلفة ممارسة الأعمال التجارية لشركات المعالجة، أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق هذه الغاية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ تأخّر الولايات المتحدة في تطوير قدرات معالجة المعادن الأرضية النادرة سوف يعوق إمكانات بناء الأمن القومي وأمن الطاقة والأمن الاقتصادي، ويوجد سببان رئيسان لهذا:
السبب الأول، هو تمتُّع الصين بالدراية الفنية في هذا المجال التي تفتقر إليها الدول الأخرى، إذ لديها ميزة مطلقة في معالجة استخلاص مذيبات المعادن الأرضية النادرة لأن الشركات الغربية كافحت من أجل تنفيذ هذه العمليات التقنية المتقدمة، إلى جانب المخاوف المتعلقة بالتلوث.
أمّا السبب الثاني، فهو أنه على الرغم من كون العديد من مرافق الفصل والمعالجة والتصنيع قيد الإنشاء، فقد يستغرق الأمر سنوات لاستكمال بنائها وتشغيلها بالكامل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
لذلك، ينبغي أن يكون فرض قيود التصدير على تقنيات الغرافيت والغاليوم والجرمانيوم واستخراج المعادن الأرضية النادرة وفصلها، في أقلّ من عام، إشارة قوية لصانعي السياسات في الولايات المتحدة، أنه على الرغم من تأخّرهم في ميدان المعادن المهمة، فإن هناك حاجة كبيرة إلى ذلك.
موضوعات متعلقة..
- نفايات المناجم.. هل تحرر العالم من سيطرة الصين على المعادن الأرضية النادرة؟
- هذه خطط الصين لجني تريليون دولار من المعادن الأرضية النادرة في أفغانستان
- سيطرة الصين على المعادن الأرضية النادرة تهدد استقلال أميركا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تجمد آبار الغاز الأميركية يقفز بالأسعار إلى أعلى مستوى منذ 2022
- ليبيا تنافس الجزائر والمغرب على تصدير الغاز النيجيري إلى أوروبا
- أفضل 10 سيارات كهربائية في 2024.. المواصفات والأسعار (صور)