عادت آخر محطة لتوليد الكهرباء بالفحم في بريطانيا إلى أعلى مستوياتها، في ظل الانخفاض الشديد لدرجات الحرارة الذي يشهده الكثير من الدول في مختلف أنحاء العالم.
وأسهم الفحم بأكبر حصة في توليد الكهرباء يوم الإثنين (15 يناير/كانون الثاني 2024) منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وساعدت آخر محطة نشطة للفحم في بريطانيا، راتكليف أون سور، بتوليد 3.4% من إجمالي الكهرباء المنتجة بداية الأسبوع، وهو أعلى بكثير من المتوسط على مدار العام.
ويأتي ذلك مع انخفاض درجات الحرارة في بريطانيا، ويمكن أن تصل إلى 10 درجات مئوية تحت الصفر في الأيام المقبلة، ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع الطلب على الكهرباء.
يُذكر أن الحكومة البريطانية تخطط لإغلاق المحطة -المملوكة لشركة يونيبر الألمانية (Uniper)- في سبتمبر/أيلول المقبل.
خطر انقطاع الكهرباء في بريطانيا
رغم أن استعمال الفحم في نظام الطاقة البريطاني انخفض إلى أدنى مستوياته التاريخية خلال العام الماضي (2023)، فقد ظل جزءًا نشطًا من المزيج خلال أشهر الشتاء الباردة.
ويُمكن أن تكون محطة راتكليف أون سور في طريقها لتحقيق أسبوعها الأكثر ازدحامًا منذ عام على الأقل، بعد أن أسهمت بنسبة 2.3% في توليد الكهرباء خلال الأسبوع الماضي، وهو أحد أعلى المستويات في الشهور الـ12 الماضية.
وبينما انخفض الضغط على الشبكة بفضل توليد طاقة الرياح بشكل جيد يوم الإثنين (15 يناير/كانون الثاني 2024)، فإن الأيام المقبلة قد تكون أكثر صعوبة إذا تغير هذا الوضع، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن صحيفة "ذا تيليغراف" البريطانية (The Telegraph).
في هذه الحالة، يمكن أن تلجأ الشبكة الوطنية البريطانية ناشيونال غريد (National Grid) إلى دفع أموال للعائلات لإيقاف تشغيل الأجهزة الكهربائية لإدارة الطلب، وهو ما قامت به بالفعل مرتين هذا الشتاء.
وكان لدى الشبكة الوطنية 5 محطات للفحم في وضع الاستعداد الشتاء الماضي لإضافة سعة إضافية في أوقات ذروة الطلب، ولكن هذا الشتاء، لم تبقَ سوى راتكليف قيد الخدمة بعد إغلاق المحطات الـ4 الأخرى.
وقالت كاثرين بورتر، من شركة وات لوجيك (Watt-Logic)، إن الارتفاع الأخير في الفحم كان "من مخلّفات الغزو الروسي لأوكرانيا" إذ كانت أسعار الغاز ما تزال أعلى بمرتين مما كانت عليه قبل الغزو.
وقالت بورتر: "على الرغم من أن أسعار الغاز تطورت في العام الماضي (2023)، فإنها ما تزال ضعف ما كانت عليه قبل ذلك، ولم نشهد الديناميكية نفسها في سوق الفحم.. لقد كان استعمال الفحم قبل تشغيل بعض محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالغاز هذا الشتاء أمرًا اقتصاديًا".
وحذّرت من أن هناك "خطرًا حقيقيًا لانقطاع التيار الكهربائي قرب نهاية العقد"، إذا أُغلقت محطة الفحم الأخيرة كما هو مخطط لها في أيلول/سبتمبر، وأُغلقت محطات الطاقة النووية كما هو مقرر، دون توفير طاقة إضافية.
انخفاض توليد الكهرباء بالفحم والغاز في 2023
كانت كمية الكهرباء المولدة من محطات توليد الكهرباء بالفحم والغاز في بريطانيا قد انخفضت بنسبة 20% في العام الماضي (2023)، مع انخفاض استهلاك الوقود الأحفوري إلى أدنى مستوى له منذ عام 1957.
وأنتجت محطات توليد الكهرباء بالغاز في العام الماضي 31% من الكهرباء المنتجة في البلاد، أو 98 تيراواط/ساعة، وفقًا لتقرير صادر عن مجلة الصناعة كاربون سامري (Carbon Summary).
بينما أنتجت آخر محطة كهرباء تعمل بالفحم ما يكفي لتلبية 1% فقط من الطلب على الكهرباء في بريطانيا، أو 4 تيراواط/ساعة، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن صحيفة الغارديان البريطانية (The Guardian).
ووجد التقرير أن محطات توليد الكهرباء بالغاز والفحم شكّلت ما يزيد قليلًا عن ثلث إمدادات الكهرباء في بريطانيا عام 2023، في حين قدّمت الطاقة المتجددة أكبر مصدر منفرد للكهرباء للشبكة بنسبة قياسية بلغت 42%.
وكان هذا هو العام الثالث خلال العقد الذي تتفوق فيه مصادر الطاقة المتجددة، بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة المائية وطاقة الكتلة الحيوية، على الوقود الأحفوري، وفقًا للتقرير.
وساعدت مصادر الطاقة المتجددة والمفاعلات النووية في بريطانيا، التي ولّدت 13% من إمدادات الكهرباء في العام الماضي (2023)، على تشكيل الكهرباء منخفضة الكربون بنسبة 55% من الكهرباء المنتجة في بريطانيا في عام 2023.
موضوعات متعلقة..
- توليد الكهرباء بالفحم عالميًا يتجه إلى ذروته في 2023 (تقرير)
- تسريع التخلص من محطات توليد الكهرباء بالفحم يفيد 3 فئات (دراسة)
- بريطانيا تلجأ إلى توليد الكهرباء بالفحم من المحطات الاحتياطية للمرة الأولى
اقرأ أيضًا..
- قضية فساد النفط في الجزائر تصعد بسهم سايبم الإيطالية
- صادرات الغاز المسال الأميركية قد ترتفع 22% بحلول 2025 (تقرير)
- المغرب يدرس تخزين الهيدروجين الأخضر في المواني وتصديره للخارج
- أفضل 10 سيارات كهربائية في 2024.. المواصفات والأسعار (صور)