تواصل شركة سوناطراك الجزائرية مساعيها للعودة إلى استثماراتها في قطاع النفط الليبي، وذلك بعد إعلان مؤسسة النفط الليبية رفع حالة القوة القاهرة عن المناطق التعاقدية، في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (2023).
وفي هذا الإطار، اجتمع رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط الليبية، فرحات بن قدارة، اليوم الأحد 14 يناير/كانون الثاني (2024)، مع المدير العام للشركة الحكومية الجزائرية رشيد حشيشي، وعدد من مسؤوليها، لمتابعة ما أُنجِزَ حتى الآن، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وشهد الاجتماع توقيع التعديل الأول لمذكرة التفاهم الموقّعة بين سوناطراك الجزائرية ومؤسسة النفط الليبية في 10 فبراير/شباط (2022)، والذي تضمَّن تمديد مدة مذكرة التفاهم عامين إضافيين، بالإضافة إلى توسيع مجالات التعاون الفنية في صناعة النفط والغاز والطاقات البديلة والتدريب وتبادل الخبرات.
قطاع النفط الليبي
وقّع رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط الليبية، فرحات بن قدارة، مع المدير العام لشركة سوناطراك الجزائرية رشيد حشيشي، ملاحق تمديد اتفاقيات "الإبسا" للمنطقة 95/96، وذلك بهدف تعويض مدة التوقف بسبب حالة القوة القاهرة.
ومن شأن هذه الملاحق الجديدة تمكين الشركة الحكومية الجزائرية من العودة لاستكمال التزاماتها التعاقدية المتبقية في قطاع النفط الليبي، وذلك في أقرب وقت ممكن، وفق ما جاء في بيان لمؤسسة النفط الليبية، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
يشار إلى أن الاتفاقية الموقّعة بين الجانبين، في شهر فبراير/شباط 2022، استهدفت استئناف نشاط شركة سوناطراك في ليبيا، من أجل استكمال التزاماتها التعاقدية والشروع في تطوير حقول النفط والغاز المكتشفة في ليبيا.
وسبق أن استثمرت الشركة الجزائرية العملاقة المملوكة للدولة نحو 150 مليون دولار في قطاع النفط الليبي، وأعلنت قبل عامين أنها تعتزم استثمار 50 مليون دولار أخرى في 3 قطع استكشافية، في غدامس قرب الحدود الليبية الجزائرية.
ويستهدف الاستثمار المشترك بين مؤسسة النفط الليبية وشركة سوناطراك الجزائرية تلبية الطلب على النفط والغاز في بعض الأسواق العالمية، وفي مقدّمتها السوق الأوروبية التي يرتفع فيها الطلب على الطاقة، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وهو الشهر نفسه الذي شهد توقيع الاتفاق.
يُذكر أن رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط الليبية السابق، مصطفى صنع الله، كان قد أشار إلى أن احتياطات الغاز المعلنة في ليبيا تصل إلى 55 تريليون متر مكعب، ويمكن أن يتضاعف هذا الرقم، في حالة احتساب الاحتياطيات في عرض البحر.
الجزائر.. الدولة العربية الوحيدة
في حوار له مع منصة الطاقة المتخصصة، قال وزير النفط الليبي محمد إمحمد عون، إن الشركة الوحيدة التي دخلت قطاع النفط الليبي هي شركة سوناطراك الجزائرية، مؤكدًا أنه لا توجد شركات عربية أخرى حتى الآن.
وأوضح الوزير محمد عون، على هامش مؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر الذي نظّمته منظمة أوابك في العاصمة القطرية الدوحة، خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن مؤسسة النفط تخطط لجولة استكشاف خلال العام الجاري 2024.
ولفت إلى أن الجولة ستكون "عطاءً عامًا"، ولكن ليبيا تسمّيها "جولة استكشافية"، وستشمل مساحات شاسعة من الدولة الليبية، سواء برًا أو بحرًا، ومن ثم فإنها ستكون فرصة متاحة للشركات العربية والشركات الأجنبية في الوقت نفسه للاستثمار في قطاع النفط الليبي.
وأشار الوزير إلى أن بلاده كانت تستهدف زيادة إنتاجها من النفط الخام إلى نحو 2 مليون برميل يوميًا، إلّا أنها تحتاج إلى ما لا يقلّ عن 3 إلى 5 سنوات، لتصل إلى هذا الحجم الإنتاجي.
أضاف: "سيكون ذلك مشروطًا بأن تكون في إدارة المشروعات وإنجازها إدارة تتّسم بالكفاءة والخبرة والشفافية"، موضحًا أنه كان مقررًا بلوغ حجم إنتاج 1.3 مليون برميل يوميًا بنهاية 2023، ولكن تعذَّر ذلك.
موضوعات متعلقة..
- سوناطراك الجزائرية تتواصل مع شركات أذربيجانية متخصصة بخدمات النفط والغاز
- سوناطراك تعلن 6 اكتشافات نفط وغاز جديدة في الجزائر
- وزير النفط الليبي: مشروع الغاز المسال لم يكتمل.. وهذا رأيي في تخفيضات أوبك+ (2/2) - حوار
اقرأ أيضًا..
- مدير وحدة أبحاث الطاقة: إنتاج دول أوبك سجل أكبر انخفاض منذ 2020.. وهذا دور السعودية
- أمين عام أوابك: الدول المصدرة للنفط لا تملك الموارد الكافية للاستثمار
- تجمد آبار الغاز الأميركية يقفز بالأسعار إلى أعلى مستوى منذ 2022
- ليبيا تنافس الجزائر والمغرب على تصدير الغاز النيجيري إلى أوروبا