غازتقارير الغازرئيسية

صادرات الغاز التركمانستاني إلى إيران تتوقف خلال 2024

محمد عبد السند

تواجه إيران شتاءً صعبًا بعد توقف صادرات الغاز التركمانستاني المتجهة إليها، الأمر الذي سيعمّق أزمة شُح الوقود التي تعانيها طهران في الأصل، ما قد يذكي حالة الاستياء العام من الحكومة.

وحال استمر توقف تلك الصادرات خلال الشتاء، فإن إيران قد تجد نفسها مضطرة إلى زيادة استهلاكها من المازوت في محطات الطاقة والقطاع التصنيعي، إذ يسلط انهيار الاتفاقيات المتعلقة بالغاز الضوء على الحاجة الملحة إلى مواجهة أزمة الطاقة في إيران.

وفي ضوء هذا السيناريو، أوقفت تركمانستان صادراتها من الغاز المتجهة إلى إيران، بما فيها صفقة مبادلة الغاز مع أذربيجان خلال العام الجاري (2024)، ما يهدّد بتفاقم أزمة النقص في تلك السلعة الحيوية في طهران، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويُسبب هذا تحديًا كبيرًا بالنسبة إلى إيران التي تعاني نقصًا حادًا في إمدادات الغاز المحلية خلال أشهر الشتاء، وسط تنامي الطلب المحلي.

مليارا دولار ديون

يعود قرار تعليق صادرات الغاز التركمانستاني لإيران إلى يناير/كانون الثاني (2017)، حينما تذرعت عشق آباد بالتأخيرات الطويلة من قبل طهران في سداد ديون الطاقة المستحقة عليها، وعلقت الصادرات المذكورة، وفق ما أورده موقع إيران إنترناشيونال (Iran International).

وأصدرت محكمة العدل الدولية حكمًا يُلزم إيران بدفع ملياري دولار إلى تركمانستان، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال وزير النفط الإيراني جواد أوجي، إن بلاده قد أقدمت على تسوية ديونها المستحقة لتركمانستان حتى شهر يوليو/تموز (2022)، وجرى استئناف صادرات الغاز التركمانستاني المحدودة إلى طهران.

ووفق تقديرات صادرة عن الشركة الوطنية الإيرانية للغاز، لامست قيمة صادرات الغاز التركمانستاني إلى إيران 775 مليون متر مكعب في المتوسط خلال الأشهر الـ4 الأولى من السنة المالية الإيرانية الحالية التي بدأت في 22 مارس/آذار.

الغاز الإيراني

توازن في المعروض

ساعد الاستئناف المبدئي لصادرات الغاز التركمانستاني إلى إيران على تحقيق التوازن في إمدادات الأخيرة من تلك السلعة الإستراتيجية، إذ نجحت طهران في خفض استهلاكها اليومي من مصادر الوقود الملوثة للبيئة مثل المازوت، والديزل في القطاع الصناعي ومحطات الطاقة.

وخلال العامين الماضيين، واجهت إيران نقصًا حادًا في الغاز الطبيعي، ليس فقط خلال أشهر الخريف والشتاء، بل في فصلي الربيع والصيف كذلك، إذ تستهلك البلاد 20 مليون لتر من المازوت يوميًا في القطاع التصنيعي، لا سيما محطات الطاقة حتى خلال الفصول الدافئة.

وخلال الشتاء تشتد أزمة نقص الغاز في إيران، ما يظهر بوضوح في اضطراب الإمدادات المخصصة لمصانع إنتاج البتروكيماويات.

كما لامس معدل الاستهلاك اليومي للمازوت في محطات الطاقة أكثر من 45 مليون لتر، ومن الممكن أن يحل كل متر مكعب من الغاز محل قرابة لتر واحد من المازوت أو الديزل.

مفاوضات بلا جدوى

خلال الشهور الأخيرة، دخلت إيران سلسلة من المفاوضات مع تركمانستان، بهدف إحياء اتفاقية سابقة بشأن استيراد 30 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي.

وعلاوة على ذلك، انطلقت المفاوضات الخاصة بمبادلة يومية قوامها 25 مليون متر مكعب من الغاز التركمانستاني إلى العراق، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وينص الاتفاق على أن تسلم تركمانستان الغاز إلى شمال شرق إيران، على أن تتولى طهران تسليم الغاز إلى العراق، وتحديدًا جنوب غرب البلاد.

وتتحصل إيران على رسوم نسبتها 15% من عمليات تبادل الغاز بين تركمانستان وأذربيجان.

منشأة غاز في إيران
منشأة غاز في إيران - الصورة من بلومبرغ

أذربيجان حاضرة

في عام 2023، تسلمت أذربيجان ما يقرب من 1.5 مليار متر مكعب من صادرات الغاز التركمانستاني عبر إيران، وفق الإحصاءات الرسمية الأذرية، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولذا حصلت إيران على نحو 250 مليون متر مكعب من الغاز رسومًا من صفقة المبادلة، رغم أن تلك أرقام صغيرة نسبيًا، نظرًا إلى استهلاك طهران اليومي، البالغ نحو 800 مليون متر مكعب.

وبالنسبة إلى أذربيجان، تبرز أهمية صفقة مبادلة الغاز، حال كان هناك فرق كبير في السعر بين الغاز التركمانستاني ونظيره في السوق الأوروبية.

غير أن السعر الحالي في الأسواق الأوروبية يلامس قرابة 350 دولارًا لكل 1000 متر مكعب، أي ثُلث الأسعار التي كانت سائدة في الشتاء السابق.

ومن ثم لم يَعد لدى أذربيجان رغبة في مواصلة استيراد الغاز من تركمانستان عبر إيران وإعادة تصديره إلى القارة العجوز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق