دافع مسؤول كبير من داخل أكبر مصدري الغاز المسال الأميركي، عن النفط والغاز، في مواجهة انتقادات واتهامات جماعات الدفاع عن البيئة بإطلاق الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال مدير العمليات في شركة شينير إنرجي (Cheniere Energy)، وهي الأكبر في أميركا، كوري غريندال، إن الغاز الأحفوري كان "أساسيًا لإبقاء الأضواء مضاءة في أوروبا".
وأضاف: "أرغب حقًا في الاعتقاد بأننا الأخيار.. نحاول أداء دورنا لنكون المشغل الآمن والموثوق الذي يريده عملاؤنا لإبقاء الأضواء مضاءة".
وشهدت أوروبا أزمة طاقة مريرة بعد انقطاع إمدادات الغاز الروسي -المزود الرئيس سابقًا- في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا، والعقوبات الغربية التي استهدفت تجفيف منابع تمويل حرب الكرملين على كييف، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت شينير إنرجي من بين كبار مصدري الغاز المسال إلى القارة العجوز في العام الماضي (2023)، وأبرمت صفقات طويلة الأمد مع شركات إكوينور النرويجية (Equinor) و"بي إيه إس إف" الألمانية (BASF) و"أو إم في" النمساوية (OMV).
وحاليًا، تتبنى الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس جو بايدن، مساعي لخفض استهلاك الوقود الأحفوري لصالح الطاقة المتجددة، وفي سبتمبر/أيلول (2023) دعا دول العالم إلى القيام بالمثل.
لكن أحدث التقارير تشير إلى أن الولايات المتحدة تصدرت دول العالم في 2023 لتصبح أكبر مصدري الغاز المسال في العالم، متجاوزة قطر وأستراليا.
أسباب الهجوم على الصناعة
كان نصيب صناعة الغاز المسال من انتقادات حماة البيئة ومنها غرينبيس (Greenpeace) وافرًا؛ إذ اتهموا الشركات باستغلال أزمة الطاقة لإبرام صفقات تستمر سنوات طويلة مقبلة.
كما تعرضت الصناعة إلى ضغوط من قِبل القلقين بشأن تأثيرات حرق الوقود الأحفوري ولا سيما الغاز المسال في تفاقم أزمة تغير المناخ.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أرسل أكثر من 60 مشرعًا ديمقراطيًا بالكونغرس خطابًا إلى وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم؛ لحثها على إعادة التفكير فيما إذا كان إصدار تراخيص جديدة لتصدير الغاز المسال، يصب بمصلحة المواطن الأميركي في ضوء تأثيره بظاهرة الاحتباس الحراري.
ويتكون الغاز الطبيعي بصورة أساسية من الميثان القادر على حبس الحرارة بصورة أكبر من ثاني أكسيد الكربون.
ووفقًا لتقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة؛ فالميثان أقوى 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون فيما يتعلق بحبس الحرارة في الغلاف الجوي خلال أول 20 عامًا من إطلاقه.
وخلال فعاليات مؤتمر المناخ كوب 28 الذي استضافته الإمارات، أرسلت أكثر من 300 منظمة خطابًا مشتركًا تدعو فيه إدارة الرئيس بايدن إلى إنهاء دعم الغاز المسال، لأن التوسع في البنية الأساسية لنقل الغاز المسال يحبس الانبعاثات لعقود طويلة.
وفي عام 2015، تبنّت 197 دولة اتفاق باريس للمناخ وعلى رأسها الولايات المتحدة الذي يدعو إلى الحفاظ على حرارة الأرض دون 1.5 درجة مئوية، عبر الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
يوضح الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز ملامح اتفاق باريس للمناخ:
رد أكبر مصدري الغاز المسال الأميركي
علّق مدير العمليات في شركة شينير أكبر مصدري الغاز المسال الأميركي على الاتهامات الخاصة بانبعاثات الميثان، بقوله إن شركته تنشر تقنيات مثل الطائرات دون طيار والأقمار الاصطناعية لرصد تسرييات الميثان في مواقعها.
وأكد، في حوار مع صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن "الغاز المسال جزء من تحول الطاقة"، مشيرًا إلى أنه لا يمكن لمصادر الطاقة المتجددة التوسع سريعًا بالدرجة الكافية لتزيح الغاز من مزيج الطاقة".
وأضاف: "الغاز المسال سيكون مطلوبًا خلال العقدين المقبلين".
الغاز إلى أوروبا
في عام 2023، شكّل الغاز المسال الأميركي أكثر من 40% من إجمالي واردات أوروبا، وفق بيانات شركة كبلر (Kpler).
وبالنسبة لشركة شينير إنرجي وهي أكبر مصدري الغاز المسال الأميركي؛ فقد صدّرت 769 شحنة إلى أوروبا منذ بدء غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022؛ أي أن واحدة من كل 5 شحنات صدرتها الشركة قد ذهبت إلى أوروبا.
وبالإضافة إلى ذلك، يقول مدير العمليات بالشركة كوري غريندال، إن شينير تجري محادثات مع المزيد من الكيانات الأوروبية بشأن إبرام صفقات غاز مسال جديدة.
صادرات الغاز المسال الأميركي
كشفت أحدث بيانات تتبع السفن عن أن صادرات الغاز المسال الأميركي سجّلت مستويات قياسية شهرية وسنوية في ديسمبر/كانون الأول المنصرم (2023)، وهو ما جعل الولايات المتحدة أكبر مصدر للغاز المسال في العالم خلال 2023 متجاوز قطر وأستراليا.
وجاءت الولايات المتحدة في المركز الثالث على قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في العالم خلال عام 2022، وخلال النصف الأول من عام 2023 المنصرم كانت الأولى.
وارتفع إجمالي الصادرات الأميركية بنسبة 14.7% إلى 88.9 مليون طن في 2023، بدعم من استئناف تشغيل محطة فريبورت للغاز المسال بكامل طاقتها، وزيادة كفاء قدرات المعالجة بالمحطات الأخرى.
يُقارن ذلك الرقم بتصدير 77.5 مليون طن في 2022، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت أوروبا الوجهة الرئيسة لصادرات الغاز المسال الأميركي في ديسمبر/كانون الأول 2023 وبلغ إجمالي الشحنات 5.43 مليون طن، أي ما يعادل أكثر من 61% من إجمالي الشحنات.
وحلّت آسيا في المرتبة الثانية على قائمة كبار مستوردي الغاز المسال الأميركي خلال ديسمبر/كانون الأول واستقبلت 2.29 مليون طن وشكلت 26.6% من الصادرات الأميركية.
واستوردت أميركا اللاتينية أقل من 6% من إجمالي صادرات الغاز المسال الأميركي في الشهر الماضي، عند نصف مليون طن.
موضوعات متعلقة..
- صادرات الغاز المسال الأميركي تحقق رقمًا قياسيًا في نهاية 2023
- ما علاقة الغاز المسال الأميركي بالسياسة؟ أنس الحجي يجيب (صوت)
- بعد معركة الغاز المسال الأميركي.. خبير أوابك: 4 دول عربية مصدر موثوق للإمدادات
اقرأ أيضًا..
- إغلاق حقل الشرارة رسميًا.. وليبيا تفقد 350 ألف برميل نفط يوميًا
- مخاوف من نقص الغاز في أوروبا وارتفاع الأسعار
- أفريقيا تستضيف أكبر مشروع تعدين في العالم.. تكلفته 20 مليار دولار
- أقدم محطات استيراد الغاز المسال في أميركا تستعد للإغلاق