حجم التجارة البحرية يتضاعف 3 مرات بحلول 2050.. والنتيجة تنامي انبعاثات الشحن (تقرير)
نوار صبح
وسط التوقعات بتضاعُف حجم التجارة البحرية 3 مرات بحلول عام 2050 نتيجة لازدياد الطلب، يتسبب الاعتماد على الوقود، الذي يُطْلق الكربون لتشغيل سفن الشحن، في خسائر بيئية كبيرة لتمثّل انبعاثات الشحن البحري بذلك نحو 3% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.
وتُظهر هذه الخسائر البيئية الحاجة الملحّة لتخفيف الانبعاثات وتحقيق إزالة الكربون بالكامل بما يتماشى مع المبادرات العالمية لمكافحة تغير المناخ، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وعلى الرغم من الدور البارز الذي تؤديه الصناعة في المجتمع، خاصة في ظل نمو التجارة العالمية، فإن إيجاد حل قابل للتطبيق للطاقة النظيفة كان أمرًا صعبًا، لا سيما بسبب التحدي الأساس المتمثل في كثافة الطاقة، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
الخيارات البديلة
فشلت الخيارات البديلة التقليدية الحالية، مثل البطاريات، بتلبية احتياجات السفن الكبيرة في الصناعة.
وعلى الرغم من سعي الصناعة للتغلب على تحدي إزالة الكربون، يتوقع المدير الإداري لشركة أموجي Amogy النرويج، كريستيان بيرغ، تحولًا هائلًا في العام المقبل، حسبما نشره موقع سبلاش 24/7 (Splash 24/7) المتخصص بأخبار قطاع الشحن البحري العالمي.
وأضاف كريستيان بيرغ أنه مع توسّع مشهد الطاقة والتقنيات الجديدة التي تقترب من تحقيق الجدوى التجارية، أصبح القطاع البحري على وشك القيام باستثماره الأكثر أهمية في الطاقة النظيفة، وهذا سيتيح إزالة الكربون من الصناعة، ويجعل المستقبل الأكثر استدامة ممكنًا.
انبعاثات الشحن العالمية
لمواكبة أهداف المناخ العالمية، ذكرت وكالة الطاقة الدولية أن انبعاثات الشحن العالمية يجب أن تظل ثابتة حتى عام 2025، يليها انخفاض سنوي لاحق بنسبة 3% حتى نهاية العقد.
وبالنظر إلى أن متوسط عمر سفينة الشحن يبلغ 25 عامًا، فإن السفن التي ستُبنى في عام 2025 أو بعده يجب تشغيلها إمّا بوقود بديل أو أن تكون مجهزة بمحركات يمكن تحويلها بسهولة إلى هذا الوقود.
وهذا يؤكد الحاجة الملحّة لاستثمارات كبيرة في حلول الطاقة النظيفة لضمان الامتثال للأهداف المحددة، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويتمثل النبأ المشجع في أن الحلول القابلة للتطبيق أصبحت في متناول اليد، ويشهد القطاع البحري مجموعة متزايدة من أنواع الوقود البديلة وخيارات إزالة الكربون، ويستكشف أصحاب المصلحة في الصناعة بنشاط تكامل أنواع الوقود هذه عبر أنواع السفن البحرية المختلفة.
إضافة إلى ذلك، تنفّذ الصناعة مجموعة متنوعة من المشروعات التجريبية والإيضاحية الهادفة إلى اختبار أنواع الوقود هذه والتقنيات المتطورة.
على سبيل المثال، تقوم شركة أموجي الأميركية الناشئة بتعديل زورق قطر يعود تاريخه إلى عام 1957، وكان يعمل في السابق بمولدات الديزل والمحركات الكهربائية بنظام طاقة محايد كربونيًا بقدرة 1 ميغاواط، يعمل على تحويل الأمونيا إلى كهرباء.
ومن المقرر أن تبحر السفينة في عام 2024، ما سيثبت للصناعة أن الأمونيا هي حل نظيف ممكن على المدى القريب، حسبما نشره موقع سبلاش 24/7 (Splash 24/7) المتخصص بأخبار قطاع الشحن البحري العالمي.
ووصل الطلب على السفن البحرية التي تستعمل الوقود البديل إلى أعلى رقم له في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو أكثر في الأعوام المقبلة، وفقًا لمنصة بيانات وأبحاث الشحن كلاركسونز ريسيرتش.
وتمثّل السفن التي تعمل بالوقود البديل 12% من طلبات السفن الجديدة في عام 2023، إذ ارتفعت من الصفر تقريبًا في عام 2013.
وتضاف إلى هذا الزخم الإيجابي الخطط التنظيمية وإستراتيجيات السياسة الحكومية التي تساعد في تسهيل هذا النمو.
من ناحية ثانية، حددت وثائق السياسة التوجيهية، مثل خطة العمل الأميركية لمناخ المحيطات (أوه سي إيه بي) والدليل الفني لكفاءة الطاقة وإزالة الكربون، التي طورتها عدّة إدارات اتحادية، أهدافًا وبنود عمل لتطوير واستعمال حلول الطاقة النظيفة في مجال الشحن.
وأكد المدير الإداري لشركة أموجي النرويج، كريستيان بيرغ، أن "رحلة القطاع البحري نحو الاستدامة معقّدة، وتتطلب التعاون بين أصحاب المصلحة العالميين للتغلب على التحديات وتحقيق الأهداف الطموحة والمطلوبة بشدة".
وأضاف أن "هذه الجهود التعاونية بين الصناعة والحكومة ستؤدي دورًا حيويًا في دفع القطاع البحري نحو إزالة الكربون، وعلى الرغم من التحديات، فإن المشهد الحالي يمثّل لحظة مناسبة لإحراز التقدم".
وأوضح أن "خيارات الوقود البديل آخذة في التوسع، وقد وصلت التكنولوجيات الجديدة إلى الجدوى التجارية، وتعمل السياسات والإطار التنظيمي على تيسير التحول الأكثر سلاسة من أيّ وقت مضى".
وأردف أن "عام 2024 سيكون عامًا محوريًا للصناعة البحرية، وأن شركة أموجي Amogy تترقب ما سيأتي به هذا العام".
اقرأ أيضًا..
- وزير النفط الليبي: لدينا ثروات نفط وغاز يجب استغلالها.. ودولة عربية فقط تستثمر لدينا (1/2) - حوار
- وحدة أبحاث الطاقة تنشر حصاد 2023 على مدار يومين
- توقعات أسواق النفط في 2024.. وهل تستمر تخفيضات أوبك+؟