أخبار الغازسلايدر الرئيسيةغاز

شل تطور حقل غاز عملاقًا احتياطياته تتجاوز 4 تريليونات قدم مكعبة

أحمد أيوب

تبدأ شركة شل (Shell) العالمية متعددة الجنسيات تطوير حقل غاز عملاق باحتياطيات تصل إلى 4.2 تريليون قدم مكعبة خلال المدة المقبلة، في خطوة من شأنها أن تدعم إمدادات الطاقة العالمية.

وأعطت فنزويلا الضوء الأخضر إلى شركتي شل، والغاز الوطنية في ترينيداد وتوباغو (NGC)، لتطوير حقل غاز طبيعي بحري واعد، وتصدير إنتاجه إلى الدولة الكاريبية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وبموجب الخطة من المتوقع أن يحصل قطاع الغاز المسال في ترينيداد وتوباغو على إمدادات جديدة من الغاز الفنزويلي خلال المرحلة المقبلة بدعم من إنتاج حقل غاز دراغون (Dragon Gas Field) المملوك لكاراكاس.

يأتي ذلك بعد إعلان الإدارة الأميركية تخفيف العقوبات المفروضة على فنزويلا، وهو ما سمح بتعزيز نطاق تعاونها مع ترينيداد وتوباغو في مجال النفط والغاز، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المُقرر زيادة مستويات الغاز المسال في ترينيداد وتوباغو مع بدء استيراد الغاز من حقل دراغون للغاز الفنزويلي، الذي منحت حكومة كاراكاس امتياز تطويره لشركتي "شل" والغاز الوطنية في ترينيداد وتوباغو، وفقًا لما نشره موقع ناسداك Nasadaq، في 21 ديسمبر/كانون الأول 2023.

حقل غاز دراغون

حصلت شركتا "شل" (Shell PLC)، والغاز الوطنية في ترينيداد وتوباغو "إن جي سي" (NGC) على ترخيص من حكومة فنزويلا لتطوير حقل غاز دراغون، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 4.2 تريليون قدم مكعبة، وهو ما يسمح بالاستفادة من إنتاجه في تعزيز إمدادات الغاز المسال بترينيداد وتوباغو.

وقالت نائبة الرئيس الفنزويلي، دلسي رودريغيز -في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي-، إن هذه هي المرة الأولى التي تنتج فيها كاراكاس الغاز وتُصدّره من خلال تطوير حقل غاز دراغون.

ومن المقرر أن تدير شركة شل المشروع بحصّة 70%، في حين ستمتلك شركة إن جي سي ترينيداد "NGC" (شركة الغاز الوطنية في ترينيداد وتوباغو) حصة الـ30% المتبقية، ولن يكون لشركة النفط الفنزويلية "بدفسا" PDVSA، التي اكتشفت احتياطيات حقل غاز دراغون ودفعت تكاليف البنية التحتية القائمة، حصة في المشروع، لكن فنزويلا ستحصل على أموال نقدية أو جزء من إنتاج الغاز على صورة إتاوات.

وكانت شركة النفط الوطنية الفنزويلية قد انتهت في عام 2013 من اختبار إنتاج الغاز في حقل دراغون، لكنه لم يكن نشطًا تجاريًا على الإطلاق، بسبب افتقار الشركة إلى رأس المال، ومؤخرًا بسبب العقوبات الأميركية.

وقالت شركة "بي دي في إس إيه"، إن وزير الطاقة الترينيدادي، ستيوارت يونغ، أكد أن شركتي "إن جي سي" و"شل" ستعملان جنبًا إلى جنب مع الحكومة الفنزويلية في المشروع المهم، الذي يستهدف زيادة إمدادات الغاز المسال في ترينيداد وتوباغو.

وقال رئيس وزراء ترينيداد، كيث رولي، في منشور على صفحته الرسمية عبر فيسبوك: "لقد حصلنا على ترخيص حقل غاز دراجون".

وأكد متحدث باسم شل -أيضًا- الصفقة، مُضيفًا أنها ما تزال تخضع لقرارات الاستثمار النهائية.

وهناك أخبار متشائمة عن مصدر مقرب من المحادثات تُشير إلى أن المناقشات بين شل وشركة النفط الحكومية الفنزويلية حول صيغ التسعير المطبقة على أسعار الغاز الطبيعي المسال المستقبلية تهدد بعرقلة الصفقة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

الغاز الفنزويلي

يقع حقل غاز دراغون في المياه الفنزويلية بالقرب من الحدود البحرية بين ترينيداد وتوباغو وفنزويلا، وقد طرحته شركة "بي دي في إس إيه" قبل نحو عقد من الزمن بعد إجراء اختبارات الإنتاج وبناء خط غاز بصورة جزئية.

وتأخرت أعمال تطوير حقل الغاز الفنزويلي، بسبب ضعف الاستثمارات في البلد اللاتيني، الذي عانى سنوات طويلة تحت وطأة العقوبات الأميركية.

وفي 21 سبتمبر/أيلول (2023)، أبرمت ترينيداد وتوباغو وفنزويلا اتفاقية للاستكشاف المشترك للغاز في المياه الإقليمية التي تشترك فيها الدولتان، إلى جانب العمل معًا على تطوير حقل غاز دراغون الذي يشهد زيادة في إنتاج الغاز المسال لدى ترينيداد وتوباغو.

حقل دراغون في فنزويلا
حقل دراغون للغاز في فنزويلا - الصورة من رويترز

وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد أصدرت تعديلًا على الترخيص الممنوح إلى حكومة ترينيداد، ما مكّن الأخيرة من التطوير المشترك لمشروع غاز دراغون مع كاراكاس، حسبما أورد موقع أوفشور إنرجي OFFSHORE ENERGY.

تجدر الإشارة إلى أنه بموجب العقوبات الأميركية المفروضة على كاراكاس، يتعين على الشركات والحكومات الحصول على تصريح من وزارة الخزانة الأميركية لمزاولة الأعمال مع شركة "بي دي في إس إيه" الحكومية.

ويقع حقل دراغون على بُعد 10 أميال (15 كيلومترًا) من ساحل ترينيداد، إذ تقع محطة "هيبسكس" (Hibiscus) للغاز المسال المملوكة لشركتي "إن جي سي" و"شل".

وتسعى السلطات في البلد الكاريبي إلى تعزيز إمدادات الغاز المسال في ترينيداد وتوباغو التي عانت خلال السنوات الأخيرة بسبب نقص الإمدادات المحلية.

وستسمح الرخصة بحجم أولي قدره 300 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز الفنزويلي بالذهاب إلى ترينيداد لإنتاج الغاز المسال، بدءًا من أواخر عام 2026، و50 مليون قدم مكعبة يوميًا إضافية إلى مصانع البتروكيماويات.

ترينيداد وتوباغو والغاز المسال

يوجد مشروع مهم لمعالجة الغاز المسال في ترينيداد وتوباغو، وهو "أتلانتيك للغاز المسال".

ويتضمّن مشروع "أتلانتيك للغاز المسال" في البلد الكاريبي 4 خطوط معالجة، يمكنها إنتاج ما يصل إلى 15 مليون طن متري سنويًا من الغاز المسال، لكن أظهرت الأرقام الرسمية أن المنشأة أنتجت في العام الماضي 8.2 مليون طن سنويًا فقط.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، طالبت حكومة ترينيداد وتوباغو الولايات المتحدة الأميركية بالسماح لها باستقبال وارداتها من الغاز الفنزويلي، لإعادة تشغيل وحدة إسالة غاز متوقفة لديها، وفق ما أوردته وكالة رويترز، نقلًا عن مصادر مطّلعة.

من المتوقع أن يبدأ تشغيل وحدة إسالة الغاز المذكورة -التي تقع ضمن مشروع "أتلانتيك للغاز المسال"- البالغ سعتها 500 مليون قدم مكعبة يوميًا، بحلول منتصف العقد الحالي (2025)، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

الغاز المسال في ترينيداد وتوباغو
مشروع "أتلانتيك للغاز المسال" في ترينيداد وتوباغو - الصورة من الموقع الرسمي للمشروع

وتُعدّ وحدة إسالة الغاز تلك مشروعًا مشتركًا يضم شل، وشركة النفط البريطانية بي بي، والغاز الوطنية الحكومية "إن جي إس"، في ترينيداد وتوباغو.

وتبرز ترينيداد وبيرو المصدّرتين الوحيدتين للغاز المسال في أميركا اللاتينية، وهو ما يجعل استيراد الأولى الغاز الفنزويلي خطوة إيجابية، لتلبية الطلب المتنامي على هذا الوقود في دول القارة، وخارجها.

وقال وزير الطاقة الترينيدادي، إن الدولة يُمكن أن تُعزّز صادرات الغاز المسال لديها إلى جيرانها المتعطشين للغاز في منطقة البحر الكاريبي وأميركا الجنوبية، لتوليد الكهرباء بمجرد اكتمال إعادة هيكلة مشروع "أتلانتيك للغاز المسال".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق