أبرز خطط السعودية لتنويع مصادر الطاقة وتحقيق الحياد الكربوني في 2060 (تقرير)
نوار صبح
تعتزم المملكة العربية السعودية، الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط ضمن مجموعة الـ20، ولديها أكبر اقتصاد في المنطقة على الإطلاق، تنويع مصادر الطاقة لديها وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
في عام 2016، أعلنت الحكومة "رؤية المملكة 2030"، التي تهدف إلى تحويل البلاد اقتصاديًا، من الاعتماد على النفط، وإنشاء اقتصاد متنوع ومستدام واجتماعي، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويتمثل هدف السعودية الأول لعام 2030 في السماح بتوليد نحو 50% من الكهرباء محليًا من مصادر الطاقة المتجددة، وذلك ضمن خطط تنويع مصادر الطاقة، بينما نسبة 50% المتبقية ستأتي من الغاز، بجزء من برنامج إزاحة السوائل.
جاء ذلك في مقابلة أجراها موقع ذي إنرجي يير (theenergyyear) المعني بأخبار النفط والغاز والطاقة المتجددة مع مدير عام شركة الكهرباء الفرنسية فرع المملكة، عمر الدويش.
تنويع مصادر الطاقة في السعودية
قال مدير عام شركة الكهرباء الفرنسية فرع السعودية عمر الدويش، إن هناك خططًا واضحة وطموحة وضعتها حكومة المملكة لتشكيل مستقبل الاقتصاد، إذ أكدت من جديد التزامها بأهداف اتفاق باريس للمناخ، وقدّمت المساهمات الأولى المحددة وطنيًا المحدثة إلى أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في عام 2021.
وأشار إلى أن المملكة تطور وتنفذ -حاليًا- برامج وسياسات ومبادرات مختلفة لمواجهة تحديات تغير المناخ على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، والتي تشمل مبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والبرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون، والبرنامج الوطني للطاقة المتجددة، والبرنامج السعودي لكفاءة الطاقة، وتطوير تقنيات احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه.
وبحسب عمر الدويش، من المقرر تطوير هذه التقنيات من خلال بنية تحتية جديدة وإنشاء مراكز عالمية لاحتجاز وتخزين الكربون، مثل المركز الذي أعلنته شركة أرامكو خلال معرض المبادرة الخضراء، الذي عُقد مؤخرًا في قمة المناخ كوب 27 في شرم الشيخ، ومن المتوقع أن يتبع ذلك العديد من المراكز الأخرى.
دعم مجموعة كهرباء فرنسا
بدأت شركة الكهرباء الفرنسية رحلتها في المملكة عام 2012، من خلال إنشاء مكتب مجموعتها في الرياض، والتعرف على أصحاب المصلحة المحليين وسلسلة التوريد، وذلك تحسبًا لتأسيس برنامج نووي سعودي طموح، كانت تعتزم من أجله تطوير تكنولوجيا مفاعل الطاقة التطوري (إي بي آر) في المملكة.
بالإضافة إلى ذلك، وبجزء من دعمها جهود تنويع مصادر الطاقة، قال المدير العام عمر الدويش، إن المجموعة أسست تعاونًا مثمرًا مع الشركة السعودية للكهرباء، ركّز على التدريب وبناء القدرات البشرية وتبادل أفضل الممارسات في المرافق.
وبمرور الوقت، بدأت المجموعة تنويع أنشطتها وترسيخ حضور أقوى في المملكة، التي تُعدّ سوقًا إستراتيجيًة للمجموعة، إذ أوضح الدويش أن المجموعة تنشط حاليًا في مجال مصادر الطاقة المتجددة وتبريد المناطق وكفاءة الطاقة، وتعمل على مواءمة جهودها في مجال البحث والتطوير مع الأهداف الإستراتيجية لحكومة المملكة ورؤيتها.
إضافة إلى ذلك، شاركت المجموعة بعدد من العطاءات في المملكة، من خلال ذراعها للطاقة المتجددة، إي دي إف رينيوابلز، وفي يوليو/تموز 2022 نجحت في تشغيل مشروع دومة الجندل، أكبر وأقوى مزرعة رياح في الشرق الأوسط حتى الآن، وتبلغ قدرتها المركّبة الإجمالية 400 ميغاواط
وفي عام 2023، واصلت المجموعة حضورها القوي في مجال مصادر الطاقة المتجددة، من خلال تشغيل أول محطة للطاقة الشمسية على نطاق واسع في المملكة، وهو مشروع نور جدة للطاقة الشمسية بقدرة 300 ميغاواط، وفق الأرقام التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وهذا ما يجعل مجموعة إي دي إف الشركة الوحيدة في المملكة حتى الآن التي تعمل بمزيج من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إذ يتمثل طموحها في تعزيز قطاع الطاقة المتجددة المحلي، وزيادة تطوير أصولها، والمساهمة في تحقيق الهدف الوطني المتمثل في وصول مصادر الطاقة المتجددة إلى 50% في مزيج الطاقة السعودي بحلول عام 2030.
المشاركة في مشروع أمالا العقاري
تلتزم شركة الكهرباء الفرنسية في المملكة التزامًا تامًا بدعم أهداف الاستدامة في السعودية، وتُظهر شراكتها الأخيرة في مشروع "أمالا" على ساحل البحر الأحمر دعمها القوي، حسبما قاله مديرها العام عمر الدويش، لموقع ذي إنرجي يير (theenergyyear).
ومن خلال اتفاقية امتياز المرافق مع شركتي "البحر الأحمر العالمية" و"مصدر"، تقوم المجموعة بتمكين مشروع "أمالا" من العمل خارج الشبكة بالكامل، باستعمال كهرباء نظيفة محايدة كربونيًا من محطة للطاقة الشمسية بقدرة 250 ميغاواط، ونظام تخزين بطارية بقدرة 700 ميغاواط/ساعة.
وتضمن هذه المبادرة توفير الكهرباء والمياه النظيفة لأكثر من 10 آلاف منزل، وتقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يقرب من نصف مليون طن سنويًا، بما يتماشى مع التزام المجموعة بالحياد الكربوني بحلول عام 2050، ويمثّل مشروع "أمالا" رؤية فريدة للرفاهية المستدامة والمسؤولية البيئية.
موضوعات متعلقة..
- سابك السعودية توقع اتفاقًا لبحث إزالة الكربون من صناعة البتروكيماويات
- محطة طاقة شمسية في السعودية تضم 5.6 مليون لوح.. ما القصة؟
- مشروعات الطاقة الشمسية في السعودية تشهد تطورًا جديدًا
اقرأ أيضًا..
- مصادر مصرية: قطع الكهرباء سيستمر مدة طويلة.. والأولوية لتصدير الغاز
- هل تخطط موريتانيا لتوصيل الغاز للمنازل ومتى تبدأ التصدير؟ (خاص)
- وزير النفط السوري لـ"الطاقة": نستورد النفط من الدول الصديقة.. وعجز الكهرباء 75%