يُعَد استمرار صادرات الغاز الروسي إلى المجر قضية مهمة للغاية؛ بوصفها أهم مصادر الوقود لدى بودابست؛ على الرغم من القيود الأوروبية المفروضة على واردات الوقود من موسكو.
وتحصل المجر على الغاز الروسي عبر بلغاريا؛ إذ تعد بودابست دولة حبيسة لا تطل على أي سواحل، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويبدو أن هناك خلافًا بين بلغاريا والمجر ظهرت بوادره من خلال تهديد الأخيرة باستعمال حق النقض (الفيتو) ضد انضمام بلغاريا لمنطقة الشنغن الأوروبية؛ بسبب رسوم تفرضها الأولى على واردات الغاز الروسي إلى المجر، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز، في 16 ديسمبر/كانون الأول 2023.
أزمة رسوم نقل الغاز
قالت وزارة الخارجية المجرية إن بودابست ستستعمل حق النقض (الفيتو) ضد انضمام بلغاريا إلى منطقة شنغن الأوروبية.
وربطت الوزارة تخليها عن معارضة انضمام بلغاريا لمنطقة شنغن بمسألة إلغاء رسوم نقل إمدادات الغاز الروسي إلى المجر التي تفرضها صوفيا.
وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو: "لقد أوضحنا للبلغاريين أنهم إذا أبقوا الرسوم المفروضة على وارداتنا من الغاز الروسي، وإذا عرّضوا سلامة إمدادات الطاقة إلى المجر للخطر لمدة طويلة؛ فبإمكاننا استعمال حق النقض ضد انضمامهم إلى منطقة شنغن".
وأكد وزير الخارجية أن بلاده ستتخلى عن حق الفيتو المتعلّق بهذا الأمر بمجرد إلغاء ضريبة مرور صادرات الغاز الروسي إلى المجر.
تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من القيود المفروضة من قِبل دول القارة العجوز على إمدادات الوقود الروسي؛ فإن الكثير من هذه الدول لا يزال يعتمد بصورة كبيرة على صادرات الغاز القادمة من موسكو.
وكانت الدول الأوروبية تعتمد على روسيا في تلبية نحو 40% من احتياجاتها من الغاز، وذلك قبل غزوها أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وفقًا لما نشره موقع ذا يوروبيان كونسيرفاتيف The European Conservative، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وحاليًا، يأتي الغاز الروسي في المرتبة الثانية بين أكبر الصادرات إلى القارة العجوز، بما يعادل 12% من احتياجاتها، متقدمةً بذلك على دول مثل قطر والجزائر والنرويج ونيجيريا.
المجر والغاز الروسي
في حين بذلت دول أوروبا الغربية جهودًا كبيرة للتخلص من اعتمادها على الغاز القادم من موسكو؛ فإن صادرات الغاز الروسي إلى المجر تبلغ 4.5 مليار متر مكعب سنويًا.
وكان البلدان قد وقّعا اتفاقًا مشتركًا في عام 2021 لنقل الغاز من موسكو إلى بودابست عبر بلغاريا وصربيا بشكل رئيس.
وعقب مشاركة المجر في منتدى الحزام والطريق، الذي عُقِد في الصين، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، بمشاركة موسكو، أعلنت بودابست زيادة إمدادات الغاز الروسي إلى المجر.
وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو، إن فرض رسوم على عبور الغاز الروسي إلى المجر من خلال حكومة بلغاريا يتعارض مع اللوائح الأوروبية ويهدد سلامة الإمدادات ليس فقط في المجر، ولكن أيضًا في صربيا ومقدونيا الشمالية.
وقال اقتصاديون في بنك يونيكريديت UniCredit: "بينما تستهدف الرسوم المفروضة من قِبل بلغاريا تقليل أرباح غازبروم، إلا أن هذه الرسوم قد تؤدي مع ذلك إلى اضطرابات النقل وارتفاع التكاليف بالنسبة للدول التي تستقبل الغاز الروسي عبر هذه المسارات.
موضوعات متعلقة..
- تركيا توقع صفقة تاريخية لتصدير الغاز إلى المجر
- إمدادات الغاز القطري تتدفق إلى المجر بحلول 2027
- الطاقة النووية الروسية على رادار العقوبات الأوروبية.. والمجر تهدد بـالفيتو
اقرأ أيضًا..
- واردات الغاز المسال العالمية تسجل أعلى مستوياتها منذ يناير 2023 (تقرير)
- بوادر انفراج في صراع النفط بين فنزويلا وغايانا.. هل يحلّه الحوار؟
- هل يتوسع التعاون النووي بين تركيا واليونان؟ (مقال)