التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

الطلب العالمي على الفحم يحطم الأرقام القياسية في عام 2023 (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • الأرقام القياسية السابقة للطلب على الفحم مسجلة في عامي 2022 و2013.
  • الطلب العالمي على الفحم يتجاوز 8.5 مليار طن خلال 2023 لأول مرة في تاريخه.
  • الإنتاج العالمي للفحم يسجل أعلى مستوى في تاريخه عند 8.74 مليار طن.
  • وكالة الطاقة الدولية تتوقّع انخفاض الطلب لأول مرة خلال السنوات الـ3 المقبلة.
  • الطاقة المتجددة وانخفاض الطلب في الصين والاقتصادات المتقدمة أبرز العوامل.

ما زال الطلب العالمي على الفحم مرتفعًا بصورة قياسية رغم كثرة الدعوات المناهضة لاستمراره والإلحاح على وقف استعماله عالميًا بدعوى تلويثه للمناخ أكثر من أي مصدر آخر للطاقة.

وتوقّعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب على الفحم عالميًا خلال عام 2023، باتجاه كسر رقمين قياسيين سابقين في السوق خلال عامي 2013 و2022، بحسب أحدث تقرير صادر عن تحليل سوق الفحم وتوقعاته (15 ديسمبر/كانون الأول 2023).

ورجّح التقرير –الذي حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- ارتفاع الطلب العالمي على الفحم بنسبة 1.4% في عام 2023، ليتجاوز 8.5 مليار طن لأول مرة في تاريخه.

وكسر الطلب العالمي على الفحم رقمين قياسيين سابقين في القطاع؛ حيث تجاوز الطلب في عام 2022 حاجز 8 مليارات طن للمرة الأولى متخطيًا الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2013.

ويعكس الطلب القياسي على الفحم في عام 2023، اختلافات صارخة بين المناطق؛ حيث اتجه استهلاك الفحم للانخفاض في معظم الاقتصادات المتقدمة؛ بما في ذلك الانخفاضات القياسية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بنسبة 20% لكل منهما.

في الوقت نفسه لا يزال الطلب في الاقتصادات الناشئة والنامية قويًا للغاية؛ حيث ارتفع في الهند بنسبة 8%، وفي الصين بنسبة 5% خلال عام 2023، بسبب نمو الطلب على الكهرباء وضعف إنتاج الطاقة الكهرومائية.

توقعات بانخفاض الطلب لأول مرة بحلول 2026

تتوقّع وكالة الطاقة الدولية -استنادًا إلى السياسات الحالية- انخفاض الطلب العالمي على الفحم بنسبة 2.3% حتى عام 2026، مقارنة بالمستويات القياسية في عام 2023، والمتجاوزة 8.5 مليار طن.

وتُعَد هذه المرة الأولى التي تتوقّع فيها وكالة الطاقة الدولية انخفاض الطلب العالمي على الفحم، إلا أنه سيظل فوق 8 مليارات طن حتى عام 2026، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة من التقرير.

وشهد الطلب العالمي على الفحم انخفاضات سابقة في تاريخه، لكنها كانت مؤقتة وقصيرة وسرعان ما عادت لطبيعتها مع زوال الأحداث غير العادية التي أدت إليها، مثل انهيار الاتحاد السوفيتي مطلع التسعينيات، وجائحة كورونا عام 2020.

وتبدو توقعات انخفاض الطلب على الفحم هذه المرة أكثر هيكلية مما سبق، مدفوعة بالتوسع الهائل في تقنيات الطاقة النظيفة؛ ما قد يمثل نقطة تحول تاريخية تلوح في أفق مشهد الطاقة العالمي خلال السنوات المقبلة، بحسب مدير أسواق الطاقة في وكالة الطاقة الدولية كيسكاس ساداموري.

ومن المتوقع أن يكون انخفاض الطلب العالمي على الفحم مدفوعًا بالتوسع الكبير في تركيبات الطاقة المتجددة التي ستُشَغَّل حول العالم ولا سيما في الصين خلال السنوات الـ3 المقبلة حتى 2026.

الطلب في الصين والهند وجنوب شرق آسيا

تمثّل الصين، في الوقت الحالي، أكثر من نصف الطلب العالمي على الفحم، لكن من المتوقّع أن تستحوذ وحدها على أكثر من نصف التوسعات العالمية في قدرات الطاقة المتجددة حتى عام 2026.

استنادًا إلى ذلك، تتوقّع الوكالة انخفاض الطلب على الفحم في الصين خلال عام 2024، تستقر بعدها حتى عام 2026، لكن هذه التوقعات ستظل مرهونة بمدى السرعة في نشر الطاقة المتجددة وظروف الطقس والتحولات الهيكلية في الاقتصاد الصيني.

يوضّح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- خريطة أكبر الدول المعتمدة على الفحم في العالم خلال 2022:

الطلب العالمي على الفحم في أكبر الدول المستهلكة

وشهد الطلب على الفحم وإنتاجه في آسيا تحولات سريعة للغاية، خلال العقود الأخيرة؛ حيث يتوقع أن تمثل الصين والهند ودول جنوب شرق آسيا، ثلاثة أرباع الاستهلاك العالمي للفحم في عام 2023، مقارنة بالربع فقط في عام 1990.

كما يُتوقع أن يتجاوز استهلاك الفحم في منطقة جنوب شرق آسيا، استهلاك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للمرة الأولى في عام 2023.

كما يُرجح أن تظل الهند وجنوب شرق آسيا المنطقتين الوحيدتين المرشحتين لنمو استهلاك الفحم بصورة كبيرة خلال السنوات المقبلة حتى عام 2026، بحسب التقرير.

ذروة الإنتاج العالمي للفحم في 2023

يُتوقَّع أن تكسر الصين والهند وإندونيسيا –أكبر 3 منتجين للفحم عالميًا- الأرقام القياسية في الإنتاج خلال عام 2023، وتمثل البلدان الـ3 في الوقت الحالي أكثر من 70% من إنتاج الفحم العالمي.

استنادًا إلى ذلك، تتوقّع وكالة الطاقة الدولية وصول الإنتاج العالمي للفحم إلى أعلى مستوى قياسي في تاريخه عند 8.74 مليار طن في 2023، وهو عام الذروة للإنتاج العالمي للمعدن الأسود في تقدير الوكالة.

وترجح الوكالة تراجع إنتاج الفحم خلال السنوات المقبلة بالتوازي مع انخفاض الطلب العالمي في الاقتصادات المتقدمة وبعض الاقتصادات الآسيوية العملاقة مثل الصين.

كما يُتوقع انكماش تجارة الفحم العالمية مع انخفاض الطلب خلال السنوات الـ3 المقبلة حتى عام 2026، ومع ذلك ستصل التجارة إلى مستوى قياسي جديد في عام 2023، مدفوعة بالنمو القوي في آسيا.

وتشير التقديرات إلى أن الواردات الصينية من الفحم ستصل إلى 450 مليون طن في عام 2023، بزيادة 100 طن عن الرقم القياسي العالمي السابق الذي سجّلته البلاد في عام 2023.

كما سترتفع صادرات إندونيسيا في المقابل خلال عام 2023 إلى 500 مليون طن، لتسجل رقمًا قياسيًا جديدًا في حجم الصادرات، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير الوكالة.

ورغم توقع الوكالة انخفاض الطلب العالمي على الفحم خلال السنوات المقبلة؛ فإنها ما زالت تطالب الدول بسرعة خفض الاعتماد عليه بمعدلات أكبر من الحالية، لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ حول خفض الانبعاثات.

ويُعَد الفحم في الوقت الحالي أكبر مصدر لتوليد الكهرباء وصناعة الطلب وإنتاج الأسمنت في العالم، كما يمثل في الوقت نفسه أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الأنشطة البشرية عالميًا.

يوضّح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- خريطة انبعاثات الكربون المرتبطة بالطاقة حسب المصدر:

انبعاثات الكربون المرتبطة بالطاقة

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق