رئيسيةأخبار الغازغاز

جنوب أفريقيا تختار غازبروم بنك الروسي لإعادة تشغيل مصفاتها

دينا قدري

حصل غازبروم بنك الروسي على ثقة الحكومة في جنوب أفريقيا، من أجل تجديد مصفاة توقفت عن العمل منذ نحو 3 سنوات.

وصرّحت الحكومة بأنها أيّدت توصية من شركة النفط والغاز الوطنية بترو إس إيه (PetroSA)، للعمل مع الذراع الأفريقية لثالث أكبر بنك في روسيا في المشروع، الذي تُقدَّر تكلفته بنحو 200 مليون دولار.

وبدت الشركة الجنوب أفريقية واثقة من أنها لن تقع تحت طائلة العقوبات الغربية بعد اختيارها غازبروم بنك أفريقيا الروسي، بوصفه شريكًا استثماريًا مفضلًا لإعادة تشغيل مصفاتها في خليج موسيل، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة

وقال مسؤولون في الشركة، إنهم تلقّوا المشورة القانونية، ولا يعتقدون أنهم سينتهكون العقوبات الغربية إذا استمرت صفقة غازبروم بنك لإعادة تشغيل مصفاة تحويل الغاز الطبيعي إلى وقود سائل.

اختيار غازبروم بنك الروسي

قالت بترو إس إيه -في وقت سابق من العام الجاري (2023)-، إنها ستعطي الأفضلية للشركاء المملوكين للدولة من الدول المنتجة للنفط والغاز في عروض تمويل المصفاة.

وعلى الرغم من الاهتمام الذي أبدته شركة النفط الوطنية الأذربيجانية وشركة هندسة الآلات الصينية المملوكة للدولة، فإن غازبروم بنك كان الوحيد من بين مقدّمي العروض الـ20 الذي تأهّل.

وأوضح مجلس وزراء جنوب أفريقيا أن "اختيار غازبروم بنك ما يزال يعتمد على قرار الاستثمار النهائي الذي سيستند إلى دراسة جدوى مشتركة قابلة للتمويل المصرفي"، وشروط أخرى سيجري الوفاء بها العام المقبل (2024).

وتؤكد صفقة جنوب أفريقيا كيف أصبح غازبروم بنك قناة رئيسة للدولة الروسية للقيام باستثمارات في مجال الطاقة في الخارج، في مواجهة العقوبات الغربية بسبب غزو البلاد لأوكرانيا، وفق ما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times).

ويخضع البنك لعقوبات أميركية بشأن تمويل الديون والأسهم منذ بداية الحرب، لكنه يظل جزءًا من نظام الدفع بين البنوك (Swift) للسماح بتداول الطاقة والحبوب.

وتمويل غازبروم بنك لمصفاة جنوب أفريقيا لتحويل الغاز إلى وقود سائل، من شأنه أن يمنحه حصة من الأرباح بمجرد تشغيل المصفاة مرة أخرى، كما سيمنحه دورًا مركزيًا في أزمة الطاقة التي يعاني منها اقتصاد جنوب أفريقيا.

شعار غازبروم بنك الروسي
شعار غازبروم بنك الروسي - الصورة من وكالة رويترز

مصفاة جنوب أفريقيا

توقفت المصفاة في خليج موسيل على الساحل الجنوبي لجنوب أفريقيا عن العمل منذ عام 2020، بسبب نقص إمدادات الغاز.

ومع إغلاق مصافي تكرير أخرى، زاد هذا الأمر من اعتماد البلاد على الواردات، ولا سيما إمدادات الديزل الطارئة لشركة إسكوم (Eskom)، الشركة الحكومية المضطربة التي تحتكر الكهرباء، والتي فرضت انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي خلال العام الجاري (2023).

ومثل شركة إسكوم، تضررت شركة بترو إس إيه من سوء الإدارة، وهي تتعافى -حاليًا- من سنوات من الخسائر.

وقال التحالف الديمقراطي -حزب المعارضة الرئيس في جنوب أفريقيا-، إن مشاركة غازبروم بنك ستزيد من خطر فرض عقوبات دولية؛ إذ نجحت البلاد في رأب الصدع مع الولايات المتحدة خلال العام الجاري (2023)، بسبب التقارب الملحوظ بين بريتوريا وموسكو.

وبُنيت مصفاة جنوب أفريقيا في الأصل للتهرب من العقوبات النفطية المفروضة على النظام السابق، من خلال إنتاج البنزين والديزل البديلين من الغاز.

وكانت حكومة جنوب أفريقيا تأمل بإمداد المنشأة -في نهاية المطاف- من حقول الغاز البحرية التي اكتشفتها شركة توتال إنرجي الفرنسية (TotalEnergies) في السنوات الأخيرة، لكنها كانت بطيئة في وضع اللمسات الأخيرة على صفقة الإنتاج المستقبلي.

وبحثت بترو إس إيه عن مستثمرين لمحاولة استعادة العمليات في المصفاة، في ظل قلق جنوب أفريقيا بشأن أمن إمدادات الوقود، بعد إغلاق أكبر مصفاتين لديها، سابريف وإنريف، بسبب حوادث وقرارات تجارية، وفق ما أفادت به وكالة رويترز.

رئيس جديد لشركة الكهرباء

في سياقٍ آخر، عيّنت حكومة جنوب أفريقيا، يوم الجمعة (8 ديسمبر/كانون الأول 2023)، دان ماروكاني رئيسًا تنفيذيًا لشركة الكهرباء الحكومية إسكوم، التي نفّذت أسوأ حالات انقطاع التيار الكهربائي على الإطلاق خلال العام الجاري (2023).

وقال وزير المؤسسات العامة برافين غوردان -في بيان-، إن ماروكاني، الذي شغل سابقًا مناصب عليا في إسكوم، سينضم مرة أخرى في موعد أقصاه 31 مارس/آذار من العام المقبل (2024)، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وقال رئيس مجلس إدارة إسكوم متيتو نياتي، عن ماروكاني: "سيبدأ العمل بقوة.. هذا ما تحتاج إليه إسكوم وجنوب أفريقيا في الوقت الحالي".

وظلت إسكوم دون رئيس تنفيذي دائم منذ فبراير/شباط، عندما غادر الرئيس التنفيذي آنذاك أندريه دي رويتر بأثر فوري، وتولّى المدير المالي كاليب قاسم منصبه بصفة مؤقتة.

وتكافح الشركة المثقلة بالديون من أجل إبقاء الكهرباء بأكثر الاقتصادات الصناعية في أفريقيا منذ أكثر من عقد من الزمن.

إلّا إن انقطاع التيار الكهربائي في العام الجاري (2023) كان سيئًا بشكل خاص، إذ ترك الأسر والشركات في الظلام لمدّة تصل إلى 10 ساعات يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق