التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيسلايدر الرئيسية

خبراء: تغير المناخ وراء ارتفاع معدلات النزوح في مصر والمنطقة العربية (صور)

داليا الهمشري

تتصدّر قضية تغير المناخ وكيفية التصدي لتداعياتها المتزايدة اهتمام الرأي العام الإقليمي والدولي، وذلك بالتزامن مع قمة المناخ كوب 28، المنعقدة حاليًا في دولة الإمارات.

وأبرزت الجلسة النقاشية -التي نظّمتها منصة المناخ بالعربي، الجمعة 8 ديسمبر/كانون الأول (2023)، وحضرتها منصة الطاقة المتخصصة- تأثير التغيرات المناخية في ارتفاع معدلات النزوح الداخلي، والهجرة الخارجية في المنطقة العربية.

وأدارت الجلسة، التي جاءت تحت عنوان: "الهجرة المناخية وأثر النزاعات والحروب"، خبيرة البيئة وتغير المناخ رئيسة مجلس أمناء مؤسسة تأثير للعمل البيئي الدكتورة سوسن العوضي، بحضور نخبة من المتخصصين في مجالات الهجرة غير النظامية والتغيرات المناخية.

تغير أنماط الأنشطة الاقتصادية

سلّط خبير السكان ودراسات الهجرة الدكتور أيمن زُهْري، الضوء على أثر تغير المناخ في التحركات السكانية، موضحًا أن الكوارث الطبيعية أدت إلى تغيير حياة الناس من خلال تأثيرها في إنتاج الغذاء وتغير أنماط الأنشطة الاقتصادية.

وأوضح أن التغيرات المناخية تُعد من الأسباب الرئيسة المؤثرة في قطاع الزراعة والتحول في تركيبة المحاصيل؛ ما يرفع وتيرة الهجرة الداخلية من القرى إلى المدن، والتي تؤدي بدورها إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية.

وأشار إلى أن التأثيرات الاجتماعية للهجرة الداخلية من الريف إلى الحضر -خاصة بين الفئات العمرية الشابة- تؤدي إلى خلل في التركيبة السكانية، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ودعا زُهْري إلى ضرورة إتاحة البيانات الخاصة بالتغيرات المناخية للباحثين والخبراء، مشيرًا إلى أن البحوث في مجال التغيرات المناخية ليست مقصورة فقط على خبراء المناخ.

جانب من ندوة حول آثار تغير المناخ في زيادة معدلات الهجرة
جانب من ندوة حول آثار تغير المناخ في زيادة معدلات الهجرة

عدم الاعتراف بالمهاجر المناخي

أكد الدكتور أيمن زُهْري أن الدراسات المستقبلية ووضع السيناريوهات تُعَد مسائل مهمة للغاية فيما يتعلق بتأثير التغيرات المناخية في التحركات السكانية.

وطالب بضرورة الاعتماد على البيانات الضخمة الكبيرة "Big Data"، مؤكدًا أن التعاون بين الشركاء كافةً يُعَد قضية في غاية الأهمية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن جانبه، عرف مؤسس منصة المهاجر الرقمية المتخصصة في تغطية قضايا الهجرة واللجوء في شمال أفريقيا والشرق الأوسط إيهاب زيدان، "المهاجر المناخي" بأنه أي شخص اضطر لمغادرة بلده أو مدينته لأسباب قهرية جعلته غير قادر على الحياة وكسب العيش الآمن جراء مشكلات بيئية مثل الجفاف أو تآكل التربة والتصحر وإزالة الغابات.

وحذّر زيدان من عدم وجود اعتراف دولي -حتى الآن- بالمهاجر المناخي؛ ما يحرمه من حقوق اللاجئ وفقًا لاتفاقية جنيف، لافتًا إلى أنه رغم مطالبة منظمة الهجرة الدولية بإيجاد حلول للاعتراف باللاجئ البيئي؛ فإن هذا لم يتحقق بعد.

جانب من ندوة حول آثار تغير المناخ في زيادة معدلات الهجرة
جانب من ندوة حول آثار تغير المناخ في زيادة معدلات الهجرة

معدلات التصحر

أوضح إيهاب زيدان أن مصر من أكثر الدول التي تعاني ظاهرة النزوح نتيجة تضرر الأراضي الزراعية بتغير المناخ، مشيرًا إلى أنها أصبحت تحتل المركز الأول عالميًا في معدلات التصحر؛ إذ تخسر نحو 25 ألف فدان سنويًا، وتفقد محافظة الفيوم إحدى محافظات الصعيد قرابة 10 آلاف فدان سنويًا.

وحذّر التقرير الصادر عن مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة عام 2018 بعنوان (المناطق الأكثر تصحرًا وتدهورًا في مصر) من أن هناك 4 أقاليم مصرية تُعد من المناطق الأكثر تضررًا جراء التصحر: وهي إقليم الساحل الشمالي، وإقليم دلتا النيل والوادي، وإقليم الصحراء الغربية، وإقليم الصحراء الشرقية وسيناء.

وأشار إلى أن إجمالي عدد المهاجرين المحليين بين محافظات مصر قدر بنحو 1.1 مليون نسمة في عام 2017، وأن أكثر من 64% منهم اختار القاهرة الكبرى؛ نظرًا إلى توافر فرص العمل.

ولفت إلى أن الفئات المنتجة في المرحلة العمرية بين 15 و44 عامًا قد مثلت 60.9% من إجمالي عدد المهاجرين، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

جانب من ندوة حول آثار تغير المناخ في زيادة معدلات الهجرة
جانب من ندوة حول آثار تغير المناخ في زيادة معدلات الهجرة

خسائر منطقة الخليج

حذر إيهاب زيدان من الخسائر التي تهدد دول الخليج العربي من جراء الهجرة المناخية من دول الهند وبنغلاديش وباكستان.

وتوقع أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدول بمقدار 11% خلال الأعوام المقبلة، إذا لم يحدث تحكم في أزمة تغير المناخ، مشيرًا إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تستضيف أكثر من 23 مليون عامل من دول آسيا فقط.

وقالت رئيس مجلس أمناء مؤسسة المستقلون الدولية والمتخصصة في الهجرة غير النظامية بسمة فؤاد إن العالم يشهد -حاليًا- بداية عصر جديد من الهجرة الناتجة عن تغير المناخ.

وأضافت أن المجتمع الدولي لا يزال غير مؤهل لمواجهة السبب الرئيس للمشكلة المتمثل في مواجهة تغير المناخ نتيجة تقاعس الدول الصناعية الكبرى عن تقديم التمويلات المناخية.

وتابعت أن مصر تُعد إحدى أكثر الدول تأثرًا بتغير المناخ على الرغم من أنها من أقل الدول المُصدرة للانبعاثات الكربونية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق