اليابان تُخصص أموالًا ضخمة لمواجهة التأثيرات البعدية لتوربينات الرياح البحرية.. ما السر؟
أحمد أيوب
تتصدّى اليابان بقوة لظاهرة التأثيرات البعدية لتوربينات الرياح البحرية بوصفها أحد أصعب التحديات التي تواجهها طوكيو لنشر مزارع الرياح العائمة على نطاق واسع.
ويُقصَد بالتأثيرات البَعْدية للتوربينات العائمة أو ما يُعرف بـ"Wake Effects" ذلك التأثير الذي تُحدِثه كل عنفة رياح، من تخفيض لسرعة الرياح من جهة، وما تُسببه من اضطرابات في مسار الهواء من جهة أخرى؛ ما يؤثّر سلبًا في مزارع الرياح القريبة، ويؤدي إلى خفض كميات الكهرباء المُنتجة من هذه المحطات.
ولتقييم الأثر الحقيقي لظاهرة التأثيرات البعدية لتوربينات الرياح البحرية؛ تُمول الحكومة اليابانية مشروعًا بحثيًا بالتعاون مع عدد من الشركاء طامحة إلى أن يسفر ذلك عن حل حقيقي لهذا التحدي المؤرّق لأحد حلول الطاقة الأساسية بالنسبة لها، وفقًا لما نشره موقع ذا ماريتيم إيكزيكيوتيف The Maritime Executive.
تمويل مشروع بحثي
خصصت "هيئة تطوير الطاقة الجديدة والتكنولوجيا الصناعية" الحكومية تمويلًا ضخمًا للمشروع البحثي المشار إليه؛ لتطوير تقنية لتقييم ظاهرة التأثيرات البعدية لتوربينات الرياح البحرية، وإيجاد حل حقيقي لها.
ويُركز المشروع البحثي على تقديم فهم شامل لهذه الظاهرة التي تُعد بمثابة تحدٍّ كبير أمام نشر مزارع الرياح العائمة في اليابان.
ووفقًا لدراسة بحثية حديثة أجرتها جامعة برغن النرويجية؛ فإن مزارع الرياح البحرية في منطقة ما بإمكانها تقليص كميات الرياح المتجهة إلى المزارع الأخرى الواقعة في نطاق 50 كيلومترًا باتجاه الرياح، وذلك بنسبة تصل إلى 20%، تحت ضغط من ظاهرة التأثيرات البعدية لتوربينات الرياح البحرية، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار القائمون على المشروع إلى أن هذه الظاهرة تتسبب في انخفاض توليد الكهرباء من مزارع الرياح المجاورة، وأكدوا أن ظاهرة التأثيرات البعدية للتوربينات العائمة لم تُدرَس بشكل كافٍ حتى الآن.
شركاء آخرون
اختارت "هيئة تطوير الطاقة الجديدة والتكنولوجيا الصناعية" شركاء المشروع في يونيو/حزيران 2023، وسيُجرى البحث الخاص بدراسة ظاهرة التأثيرات البعدية لتوربينات الرياح البحرية في أحد أنفاق الرياح -الذي يُعد بمثابة محاكاة لدراسة تأثير الهواء على الأجسام- في جامعة كيوشو باليابان.
ومن بين هؤلاء الشركاء؛ شركة "توشيبا إنرجي سيستمز" Toshiba Energy Systems وشركة "هيتاشي زوسن" Hitachi Zosen، وكذا شركة "إن إس كيه" NSK اليابانية.
ويعتقد الفريق البحثي -مُجتمِعًا- أن مشروعه يسهم في إيجاد حلول للمشكلات الفنية لمزارع الرياح البحرية العائمة القائمة على نطاق واسع عبر إدخال تقنيات جديدة مُبتكرة.
وسيعمل الباحثون على التوصل لفهم أعمق تطويرًا لظاهرة التأثيرات البعدية لتوربينات الرياح البحرية، وتطوير التكنولوجيا للتنبؤ والتقييم التي يعتقدون أنها ستوفر الأساس لمزيد من سبل التعاون بين الأبعاد الأكاديمية والعملية.
الرياح البحرية في اليابان
تتوقّع اليابان أن تصبح واحدة من الدول الرائدة في نشر التوربينات العائمة على نطاق واسع خلال الأعوام المقبلة، ويُفسّر ذلك أسباب تصديها لظاهرة التأثيرات البعدية لتوربينات الرياح البحرية.
وتُشير التوقعات إلى نمو سوق طاقة الرياح البحرية بالبلد الآسيوي إلى أكثر من 6 غيغاواط بحلول 2030.
وتستهدف طوكيو دعم تركيب 600 توربين رياح بحري بحلول العام نفسه، لإضافة 6 غيغاواط، ارتفاعًا من 59 توربينًا بقدرة 190 ميغاواط حاليًا، بحسب بيانات مركز كلاركسونس للأبحاث في تقرير نشرته منصة "ري نيوز.بيز" (renews.biz).
وتستهدف اليابان أن تُشكّل قدرات طاقة الرياح لديها نحو 5% من مزيج الكهرباء، وما بين 36 و38% بالنسبة للطاقة النظيفة عمومًا، وذلك بحلول عام 2030.
وتبلغ القدرة المركبة لطاقة الرياح البرية في اليابان 4.5 غيغاواط و52 ميغاواط للرياح البحرية، وتستهدف البلاد إضافة 3.5 غيغاواط لقدرات الرياح البرية ونحو 1 غيغاواط للرياح البحرية بحلول عام 2026.
موضوعات متعلقة..
- كيف تسرق مزارع الرياح البحرية الكهرباء من بعضها؟ نتائج صادمة لدراسة عالمية
- مفارقة صناعة طاقة الرياح العالمية بين خسائر حالية وتوقعات نمو مستدام (تقرير)
- تطوير طاقة الرياح البحرية في اليابان يجذب الاستثمارات البريطانية
اقرأ أيضًا..
- التنقيب عن النفط والغاز في ألاسكا سلاح ترمب للعودة إلى البيت الأبيض
- كيف أثرت فنزويلا في صناعة النفط العالمية.. وما سر العداء لدول الخليج؟ (تقرير)
- سوق غاز النفط المسال العالمية تتجاوز 321 مليار دولار بحلول 2031 (تقرير)