شركات النفط والغاز الكبرى تستحوذ على 8% من سوق الهيدروجين منخفض الكربون
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
تستحوذ شركات النفط والغاز الكبرى على حصة متواضعة من سوق الهيدروجين منخفض الكربون، لكنها من المرجح أن تعمل على زيادة حصتها السوقية مستقبلًا، مع وجود عدد من المشروعات المخططة.
وبحسب تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة-، تبلغ الحصة السوقية لعمالقة النفط والغاز 8% فقط من الطاقة الإنتاجية لمشروعات الهيدروجين منخفض الكربون المعلنة، التي تعادل 102.6 مليون طن سنويًا.
ويشير التقرير، الصادر حديثًا عن شركة الأبحاث وود ماكنزي، إلى أن شركات النفط والغاز الكبرى تركّز على تنفيذ مشروعات صغيرة، بهدف زيادة استثماراتها في صناعة الهيدروجين منخفض الكربون خلال العقد المقبل.
مستقبل سوق الهيدروجين
تتوقع وود ماكنزي نمو إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون عالميًا إلى 200 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050، مقابل مليون طن سنويًا في عام 2023، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم امتلاك شركات النفط والغاز الكبرى حصة متواضعة من خطط مشروعات الهيدروجين منخفض الكربون، لم يستبعد التقرير أن تؤدي مجموعة من المشروعات غير المعلنة -حتى الآن- إلى تغيير المشهد بصورة أسرع.
وتؤكد وود ماكنزي أن قطاع الهيدروجين منخفض الكربون قد يشهد صفقات دمج واستحواذ، مشيرة إلى وجود أكثر من 750 مشروعًا مشتركًا حتى الآن، متوقعة زيادة حصة شركات النفط والغاز الكبرى مع تعزيز استثمارات القطاع.
وتمتلك كل من إكوينور النرويجية وبي بي البريطانية وشل العالمية متعددة الجنسيات، أكبر حصص من قدرة مشروعات الهيدروجين منخفض الكربون المعلنة من عمالقة النفط والغاز.
وتأتي شركة إكوينور النرويجية في المقدمة فيما يتعلق بإجمالي القدرة الإنتاجية المعلنة، بينما تأتي شركة إكسون موبيل في مقدمة شركات النفط والغاز الكبرى فيما يخص سعة المشروعات التي في مراحل متقدمة من التطوير.
كما تقود الشركتان العالميتان (إكوينور وإكسون موبيل) جهود القطاع في إنتاج الهيدروجين الأزرق، بفضل خبرتهما في مجال التقاط الكربون وتخزينه، في حين تعدّ شركات بي بي وشل وتوتال إنرجي الفرنسية أكثر تعرضًا للهيدروجين الأخضر.
هيمنة في إنتاج الهيدروجين الأزرق
بصفة عامة، تعدّ شركات النفط والغاز الكبرى أكثر هيمنة في قطاع إنتاج الهيدروجين الأزرق، بحصّة سوقية تصل إلى 23%، مستفيدة من الميزة التنافسية بامتلاكها مواقع لإنتاج الغاز والبنية التحتية الملائمة.
وتمثّل مشروعات إنتاج الهيدروجين الأزرق فرصة أمام عمالقة النفط والغاز للتوسع في سوق الهيدروجين منخفض الكربون، مقارنة بالهيدروجين الأخضر الذي ينتج من خلال التحليل الكهربائي للمياه باستعمال الطاقة المتجددة.
ويرجع ذلك إلى خبرة تلك شركات النفط والغاز الكبرى في تقليل انبعاثات غاز الميثان، وفق التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
كما أن مشروعات الهيدروجين الأزرق لديها القدرة على المنافسة فيما يتعلق بالتكلفة مقارنة بالأنواع الأخرى، سواء كثيفة الكربون أو النوع الأخضر.
وتهتم شركات النفط والغاز الأميركية ومعها شركة إكوينور النرويجية بزيادة استثماراتها في قطاع الهيدروجين منخفض الكربون، مستفيدة من خبرتها بمجال احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه.
وعدَّت وود ماكنزي استحواذ شركة إكسون موبيل على شركة بايونير ناتشورال سوليوشنز (Pioneer Natural Resources) بأنه يوفر للشركة المستحوذة ميزة الوصول إلى احتياطيات غاز أكثر في حوض برميان، ما يدعمها في تطوير أعمال الهيدروجين الأزرق.
ورغم ذلك، هناك مخاوف من أن يؤدي انتشار الهيدروجين الأخضر إلى تعريض 70% من إمدادات الهيدروجين العالمية المنخفضة الكربون للخطر بحلول عام 2050.
وأجاب تقرير وود ماكنزي على تلك المخاوف، بأن قطاع الهيدروجين الأخضر ما يزال في مرحلة مبكرة للغاية، الأمر الذي يوفر الوقت لشركات النفط والغاز الكبرى لتعديل محافظها الاستثمارية بناءً على وضع السوق.
وتوقعت شركة الأبحاث أن يشهد القطاع عمليات دمج واستحواذ بمجرد وجود رؤية أفضل على النطاق التجاري لمشروعات الهيدروجين الأخضر.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية: تباطؤ الدعم الحكومي يهدد مشروعات الهيدروجين منخفض الكربون
- الهيدروجين منخفض الكربون يحظى بدعم إضافي مع أزمة الطاقة (تقرير)
- إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون يرتفع إلى 90 مليون طن سنويًا في 20 دولة
اقرأ أيضًا..
- تكلفة خطوط أنابيب نقل الهيدروجين تصدم خطط 5 دول عربية
- خريطة الطاقة المتجددة في دول الخليج.. الحالة الراهنة والإمكانات المتاحة (تقرير)
- أكبر 5 صفقات غاز مسال في نوفمبر.. صدارة جزائرية وعمانية
- خبير أوابك: مشروع الغاز المغربي النيجيري لن يرى النور.. وهذه 6 أسباب