أول مزرعة رياح بالمياه العذبة في أميركا الشمالية.. هل تتجاوز الخلافات؟ (تقرير)

يثير مشروع مزرعة آيس بريكر ويند (Ice Breaker Wind) -وهو أول مزرعة رياح بالمياه العذبة في أميركا الشمالية، والذي استقطب المجموعات البيئية في ولاية أوهايو الأميركية- جدلًا بين دعاة المناخ ومؤيدي الوقود الأحفوري.

ويشير اسم المشروع (آيس بريكر) إلى طبقة الجليد التي يجب أن تتحملها توربينات المياه العذبة، على عكس التوربينات البحرية المبنية في المياه المالحة، ويُعدّ إشارة إلى نوع جديد من طاقة الرياح، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وستصبح المزرعة عند بنائها، قبالة ساحل كليفلاند، على بعد 12.87 كيلومترًا في المياه الضحلة لبحيرة إيري، أول مزرعة رياح بالمياه العذبة في أميركا الشمالية، حسبما نشرته مؤسسة إنسايد كلايمت نيوز (Inside Climate News) المعنية بالصحافة البيئية.

خلاف بين المؤيدين والمعارضين

يقول مؤيدو أول مزرعة رياح بالمياه العذبة في أميركا الشمالية، إن المشروع يمكن أن يُبرِز إمكانات صناعة الرياح البحرية الوليدة، لتصبح منارة لمدن الغرب الأوسط الأخرى، التي تكافح من أجل الاستغناء عن الوقود الأحفوري.

في المقابل، يرى المعارضون أن هذه التكنولوجيا جديدة، وأن تكاليف المشروع مرتفعة، وأن الدراسات بشأن آثارها غير مكتملة إلى حدّ كبير.

ولزيادة تعقيد القضية، ضخّت إحدى شركات الفحم الأموال في سياق معارك المعارضين الآخرين ضد المشروع.

تجدر الإشارة إلى أن النقاش لا ينصبّ على توربينات مزرعة (آيس بريكر) الـ6، بل على الصناعة التي يأمل المطور أن تطلقها مئات، وربما آلاف، التوربينات التي تعمل بالكامل بالرياح البحرية في بحيرة إيري ومدينة كليفلاند.

ويرى الكثيرون أن مزرعة "آيس بريكر" تُعدّ بمثابة لعبة شد الحبل الرمزية بين مراقبي الطيور والمدافعين عن التوربينات، وبين أموال الوقود الأحفوري ونشطاء الطاقة النظيفة، وأصحاب المنازل المطلة على البحيرة، وغيرهم ممن ينظرون إلى مزرعة الرياح التجريبية بصفتها خطوة مهمة في مكافحة تغير المناخ.

موافقة مجلس ولاية أوهايو للكهرباء

حازت أول مزرعة رياح بالمياه العذبة في أميركا الشمالية على موافقة مجلس ولاية أوهايو للكهرباء (أوه بي إس بي)، وهو الجهة الحكومية الأخيرة التي يجب أن يعطي الضوء الأخضر للبناء، ما يجعلها خطوة أقرب إلى الواقع.

ويشير المحللون إلى أن مزرعة الرياح يجب أن تتمتع بإجراءات أمان إضافية معتمدة قبل إنشاء توربيناتها الـ6، وصناعة طاقة الرياح المستقبلية المحتملة لبحيرة إيري، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولا تسمح موافقة مجلس الإدارة على مشروع (آيس بريكر) -وهو مشروع تجريبي اقترحته شركة ليك إيري إنرجي ديفلوبمنت كوبوريشن، وكان قيد التطوير لأكثر من عقد من الزمان- بمشروعات مستقبلية، أو فتح المجال لبناء توربينات غير محدودة.

وقال رئيس شركة ليك إيري إنرجي ديفلوبمنت كوبوريشن، ديف كاربينسكي: "إذا كان هناك مشروع آخر لاحقًا، فيجب أن يأتي مع تطبيقه الخاص، وبيانات تأثيره البيئي، وتقييماته الخاصة،" معقّبًا بقوله: "سنقوم بهذه العملية برمّتها مرة أخرى."

ووافقت لجنة تحديد مواقع الكهرباء على أول مزرعة رياح بالمياه العذبة في أميركا الشمالية بشهر مايو/أيار الماضي، ولكن مع وجود مشكلة تتعلق بالتوربينات.

مطلب إزالة التوربينات

كان القرار المؤلف من 110 صفحات يتضمن مطلب إزالة" جميع التوربينات الـ6 بأول مزرعة رياح بالمياه العذبة في أميركا الشمالية، أو إيقافها بين عشية وضحاها، لمدة 8 أشهر من العام، من الأول من مارس/آذار الماضي إلى الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وسوف تستمر عملية إبطاء سرعة الشفرات حتى تتمكن شركة ليك إيري إنرجي ديفلوبمنت كوبوريشن من تقديم دليل قاطع على أن التوربينات لا تشكّل خطرًا كبيرًا على الطيور والخفافيش المهاجرة.

وجاءت متطلبات إبطاء سرعة الشفرات بمثابة مفاجأة لشركة ليك إيري إنرجي ديفلوبمنت كوبوريشن (ليدكو)، حسبما نشرته مؤسسة إنسايد كلايمت نيوز (Inside Climate News) المعنية بالصحافة البيئية.

وعلى الرغم من تقديم هذا الطلب قبل أشهر في تقرير موظفي مجلس ولاية أوهايو للكهرباء -وهو تحليل لمشروع آيس بريكر-، فقد أُزيلَ بند إبطاء سرعة الشفرات في نهاية المطاف، بعد المفاوضات مع إدارة الموارد الطبيعية في ولاية أوهايو وخدمة الأسماك والحياة البرية الأميركية.

وأشارت خدمة الأسماك والحياة البرية الأميركية إلى أن الطلب كان غير مبرر، وأن تنفيذه مكلف للغاية بالنسبة لشركة ليدكو.

وكان الهدف من المناقشات هو زيادة سلامة أول مزرعة رياح بالمياه العذبة في أميركا الشمالية، ما أدى إلى وضع خطة لتخفيف الأثر البيئي، وتدابير حماية الأنواع المهددة بالانقراض، ومتطلبات المراقبة بالرادار.

بعد ظهور متطلبات إبطاء سرعة الشفرات مرة أخرى في قرار مجلس ولاية أوهايو للكهرباء النهائي، قدّمت شركة ليك إيري إنرجي ديفلوبمنت كوبوريشن ومعارضو المشروع التماسًا إلى المجلس لإعادة النظر في الحكم.

وفي منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، صوّت مجلس الكهرباء على إزالة شرط متطلبات إبطاء سرعة الشفرات من قراره.

وعلى الرغم من أن القرار أزال العقبة الرئيسة الأخيرة للمشروع، فإنه ما يزال لا يضمن نجاح أول مزرعة رياح بالمياه العذبة في أميركا الشمالية، وهي مشروع (آيس بريكر).

لذلك، يجب أن يوافق المجلس على خطة مراقبة تأثير الحياة البرية لدى شركة ليك إيري إنرجي ديفلوبمنت كوبوريشن، قبل بدء البناء، وهي عملية ليس لها جدول زمني محدد.

موضوعات متعلقة..

• مطورو الطاقة المتجددة في أميركا أمام ورطة جديدة بسبب الصين وروسيا
• هل تقلل الطاقة المتجددة في أميركا الشمالية الاعتماد على الوقود الأحفوري؟ (تقرير)
• أكبر مزرعة رياح بالمياه العذبة في العالم.. كيف تُبنى؟ (فيديو)

اقرأ أيضًا..

• استفتاء فنزويلا.. تأييد شعبي كاسح لضم منطقة غنية بالنفط تحكمها غايانا
• 4 دول عربية قد تقود مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة 3 مرات
• موعد انتهاء قطع الكهرباء في مصر.. وتخفيف مرتقب (خاص)