التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

طموحات طاقة الرياح البحرية في أميركا "غير واقعية".. هل تتحقق مستهدفات بايدن؟

هبة مصطفى

وقعت طاقة الرياح البحرية في أميركا حائرة بين المستهدفات الطموحة لإدارة الرئيس جو بايدن بحلول نهاية العقد الجاري، وبين تحديات رصدها تنفيذيون قد تعوق مواصلته مسار التحول وتنوع الموارد.

وتحظى الصناعة -التي تعتمد على التثبيت البحري للتوربينات- بقبول ورواج واسع في أوروبا، ومؤخرًا تسعى حكومة بايدن لنقل تقنياتها والتوسع بها لزيادة مصادر الكهرباء النظيفة الهادفة وتخلّص الشبكة من الانبعاثات الكربونية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وحمل مؤتمر "إيه سي بي أوف شور وايند باور" -الذي عُقِد قبل أسبوع في مدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند الأميركية، بحضور ألفي مشارك ذوي صلة بالصناعة- بين أروقته عددًا من المخاوف والتحديات تشير إلى صعوبة تحقيق الهدف الرئاسي، بحسب ما ورد بصحيفة فاينانشيال تايمز (Financial Times).

مستهدفات الرياح البحرية

تعتزم الإدارة الأميركية تعزيز نطاق الرياح البحرية في الولايات المختلفة بنقلة نوعية ترفع سعتها من 1 غيغاواط فقط في الآونة الحالية إلى 30 غيغاواط في غضون 8 سنوات، بحلول نهاية العقد الجاري (2030).

الرياح البحرية في أميركا
توربينات الرياح البحرية - الصورة من (CNN)

ومن شأن الهدف الجديد لطاقة الرياح البحرية في أميركا تزويد ما يصل إلى 10 ملايين منزل بالكهرباء النظيفة وتلبية الطلب.

ويركّز بايدن على نقل مبادئ الصناعة من أوروبا -التي تشتهر دولها بمزارع الرياح الممتدة لمساحات شاسعة- إلى الولايات الأميركية، ضمن مستهدفات الدولة لإزالة الكربون وانبعاثاته عن شبكة الكهرباء واستبدال مصادر نظيفة بمصادر الوقود الأحفوري من شأنها التماشي مع مسار الحياد الكربوني.

وتثق إدارة بايدن في قدرتها على تحقيق المستهدفات الضخمة، رغم الفجوة الشاسعة بين السعة الحالية والمستهدفة، ورغم المعوقات والتحديات التي تقيّد أهداف الصناعة الطموحة لإنعاشها من مستواها الحالي منخفض الأداء.

تحديات وصعوبات

تستعد شفرات توربينات مشروع "فينيارد وايند"، المقدَّر بنحو 800 ميغاواط، الواقع قبالة سواحل ولاية ماساتشوستس، لبدء الانطلاق إيذانًا ببدء المشروع الذي يُنظر إليه بصفته مشروعًا بحريًا رئيسًا في أميركا، ولم يكن مشروع "فينيارد" وحده في القائمة الأميركية، لكن الصعوبات والتحديات قد تحدّ نسبيًا من تقدُّم تلك المشروعات.

وتعدّ التصاريح والمعارضات البيئية أبرز التحديات التي تواجه تطوير صناعة طاقة الرياح البحرية في أميركا، فضلًا عن وقوف سبل تأجير المساحات وراء انخفاض الإقبال على عروض المياه الفيدرالية، خاصة في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي المقدَّرة بنحو 4.4 مليار دولار.

ودفعت تكلفة الإيجارات -بجانب التحديات الأخرى- نحو خروج شركتي إكوينور النرويجية وأورستد الدنماركية من دائرة العروض المطروحة، وسبق وصف الشركة الدنماركية تجربتها مع صناعة طاقة الرياح البحرية في أميركا خلال العام الجاري بأنها "فرصة فائتة".

وبالإضافة إلى ذلك، تواجه صناعة الرياح البحرية في أميركا تحديًا يتعلق بتعطُّل سلاسل التوريد وعدم توافر المعدّات، في حين تُصرّ الولايات على تضمين معدّات بعينها ضمن عقود المشروعات.

ويوضح الرسم البياني أدناه سعة طاقة الرياح البرية والبحرية خلال عامي (2020) و(2021) في كل من آسيا وأوروبا وأميركا وأفريقيا وغيرها، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة:

سعة طاقة الرياح

 

مشروعات تحت التهديد

قال تنفيذيون ومنخرطون بصناعة طاقة الرياح البحرية في أميركا، إن تلك الصعوبات والتحديات قد تقف عائقًا أمام تحقيق مستهدفات إدارة بايدن، من ضمنها بطء إصدار التصاريح والموافقات، بجانب ارتفاع تكلفة الإيجارات، وعدم إتاحة المعدّات اللازمة بصورة دائمة.

ومن جانبها أوضحت المسؤولة الجديدة عن أعمال مجموعة الطاقة النرويجية "إكوينور" في أميركا، مولي موريس، أن التأخيرات التي تواجهها الصناعة بفعل التحديات الراهنة قد تزيد من صعوبة الوصول لهدف 30 غيغاواط من الرياح البحرية في غضون 8 أعوام.

وأضافت موريس أن شركتها تركّز على أبرز المشروعات وأكبرها، غير أن ذلك يشير إلى صعوبة الوفاء بأهداف الصناعة، إذ ما كان يصعب على شركة إكوينور إتمام مشروعاتها بسهولة.

وبجانب ذلك، طالت المعوقات الشركات المحلية أيضًا، إذ انتقدت شركة "دومنيون إنرجي" الأميركية مستويات الأسعار والتكلفة، لا سيما أن ولاية فيرجينيا ألزمتها بضوابط قاسية في حالة عدم وفاء أداء مشروع مزرعة الرياح الخاصة بها بمستهدفاته.

وأوضح النائب الأول لرئيس عمليات التطوير في الشركة مارك ميتشل أن مزرعة الرياح التي تعتزم الشركة بناءها في ولاية فيرجينيا تواجه مستويات عالية في أسعار الإيجار.

تمسُّك الإدارة الأميركية

الرياح البحرية في أميركا
مزرعة رياح ترفع العلم الأميركي - الصورة من (offshore wind)

رغم الصعوبات والتحديات التي طرحها التنفيذيون وممثّلو الشركات -خلال لقائهم- فإن إدارة بايدن ما زالت تتمسك بأهدافها الطموحة حيال صناعة الرياح البحرية في أميركا.

وأشارت مديرة المجلس الأميركي لإدارة طاقة المحيطات أماندا ليفتون إلى أن بناء الدولة للصناعة والتأسيس لها يتطلب التعاون مع شركاء لتجاوز الصعوبات الحالية، مضيفةً أن عمليات التطوير متواصلة للتغلب على تلك التحديات.

ورغم تخوُّف الشركات ورائدي الصناعة، فإن ليفتون كانت على ثقة من قدرة إدارة بايدن على دعم مستهدفات طاقة الرياح البحرية في أميركا، وإحداث نقلة نوعية في غضون 8 سنوات؛ للوصول إلى 30 غيغاواط بحلول عام 2030، وتجاوز تلك المستويات أيضًا.

بينما نصحت مسؤول التطوير البحري في شركة فيستاس الدنماركية لتصنيع التوربينات بالتركيز على طرح التزامات واقعية تتعلق بالمشروعات المخطط بناؤها من عام 2025 حتى 2027، مع مراعاة القانون الأميركي الذي يمنع نقل التوربينات وأجهزة الصناعة باستخدام سفن غير محلية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق