إنتاج الكهرباء النظيفة في آسيا يتفوق على أميركا وأوروبا منذ 2015

يبدو أن إنتاج الكهرباء النظيفة في آسيا قد حقق نموًا أسرع من أميركا الشمالية وأوروبا، على الرغم من دعاية الغرب القوية الداعمة لمصادر الطاقة المتجددة والمناهضة لمصادر الوقود الأحفوري.

وكشفت بيانات حديثة، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أن قارة آسيا تمكنت من تعزيز إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة، وتقليص إنتاجها من النفط والغاز والفحم، بشكل أسرع من أميركا وأوروبا، وذلك منذ عام 2015.

ويسلّط إنتاج الكهرباء النظيفة في آسيا الضوء على تمكّن دول القارة، وفي مقدّمتها الصين والهند، من مقاومة الحملة الغربية التي استهدفت خنق تمويل الكهرباء المنتجة من الفحم ومصادر الوقود الأحفوري الأخرى، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز.

خفض الانبعاثات لمكافحة تغير المناخ

خلال قمة المناخ كوب 28، المنعقدة في الإمارات حاليًا، تعهدت 118 حكومة، بقيادة كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بمضاعفة قدرة العالم على التحول إلى الطاقة المتجددة، وخاصة طاقتي الشمس والرياح -بوصفهما عاملين أساسيين لخفض الانبعاثات ومكافحة تغير المناخ- 3 مرات بحلول عام 2030.

ولم يلقَ هذا التعهد دعمًا من كل من الصين والهند، اللتين شاركتا في قمة المناخ كوب 28، وذلك لأنه ارتباط بالحدّ من استعمال مصادر الوقود الأحفوري، التي يرونها أمرًا ضروريًا لتلبية الطلب المتزايد بسرعة على الطاقة، وبشكل موثوق، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويبدو أن إنتاج الكهرباء النظيفة في آسيا جاء لتعزيز وجهة نظر الصين والهند، في أنه رغم وجود الفحم وارتفاع تكاليف التمويل، فقد تفوقت القارة الآسيوية على أميركا وأوروبا في مكافحة تغير المناخ، من خلال عدد من الإجراءات، التي تشمل زيادة الإنتاج من الطاقة المتجددة.

ويبدو أن هذا الاتجاه قد بدأ منذ اتفاق باريس للمناخ في عام 2015، إذ أظهرت مراجعة لبيانات مركز أبحاث الطاقة "إمبر" (EMBR) من آسيا أن إنتاج الكهرباء النظيفة في آسيا، بما في ذلك الطاقتان الكهرومائية والنووية، قد زاد بشكل ملحوظ.

وسجلت زيادة الإنتاج من مصادر الطاقة النظيفة، متضمنة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والنووية، ضمن إجمالي مزيج إنتاج الكهرباء بنحو 8% إلى 32% بين عامي 2015 و2022، وهي زيادة سريعة ولافتة.

وعلى الجانب الآخر، في الولايات المتحدة وأوروبا، شهدت القارة العجوز ارتفاعًا بحصّة الطاقة النظيفة في مزيج الكهرباء بما يزيد عن 4% لتصل إلى 55%، بينما ارتفعت في أميركا الشمالية بنحو 6%، لتصل إلى 46%.

خفض حصة الوقود الأحفوري

علّق وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الهندي "آر كيه سينغ" على زيادة إنتاج الكهرباء النظيفة في آسيا بالقول، إنه لا يمكن أن يكون هناك أيّ ضغط على بلاده من أجل خفض الانبعاثات، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

في الوقت نفسه، خفضت آسيا حصة الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء بمقدار 8% إلى 68% في عام 2022، مقارنة بعام 2015، ما أسهم في تراجع استعمال الغاز والفحم أكثر من قارة أوروبا وأميركا الشمالية.

ومقارنة بالمدة نفسها في أوروبا، تراجع اعتماد القارة العجوز على الوقود الأحفوري بنسبة 4%، في حين انخفض اعتماد أميركا الشمالية بنسبة 6% فقط، وهو ما علّق عليه المسؤول في التحالف الدولي للطاقة الشمسية "ISA" هوغفين روتر، بالقول، إن الغرب لا يتحرك بسرعة كافية لتوسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة وتخزينها.

وعلى الرغم من زيادة إنتاج الكهرباء النظيفة في آسيا، فإن سرعة النمو التي تشهدها القارة، التي تضم نصف سكان الكوكب، تجعلها مسؤولة عن 60% من انبعاثات الكربون العالمية الناتجة عن إنتاج الكهرباء، بما في ذلك القطاعات المصدّرة للسلع والخدمات إلى أوروبا وأميركا.

وبالتزامن مع ذلك، تواصل كل من الهند والصين بناء محطات كهرباء جديدة عاملة بالفحم، لمواجهة الطلب المتزايد بسرعة على الكهرباء، الأمر الذي يشير إلى أن الانبعاثات ستواصل زيادتها، على الرغم من استمرار زيادة إنتاج الكهرباء النظيفة في آسيا.

موضوعات متعلقة..

• دراسة تسلط الضوء على تكلفة الكهرباء النظيفة لدول شمال شرق آسيا
• خفض توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري تحدٍ كبير أمام كوب 28 (تقرير)
• عدد محطات توليد الكهرباء بالفحم في الصين يرتفع رغم تعهداتها المناخية (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• أكبر 5 صفقات غاز مسال في نوفمبر.. صدارة جزائرية وعمانية
• 4 معلومات عن قطاع النفط في اليمن.. أبرزها الاحتياطيات والإنتاج (رسوم بيانية)
• الشاحنات الهيدروجينية.. هل تجبر أوروبا على التخلص من المركبات الكهربائية؟