قمة المناخ كوب 28.. تعهدات بزيادة الطاقة المتجددة 3 أضعاف في 2030
نشطاء يرفضون التوسع في الطاقة النووية
حياة حسين
تعهدت أكثر من 110 دول في قمة المناخ كوب 28، المنعقدة بدبي في الإمارات، بزيادة الطاقة المتجددة بمقدار 3 أضعاف بحلول عام 2030، في حين اتفقت 20 دولة على رفع الطاقة النووية بالنسبة ذاتها، لكن في 2050.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لاين، خلال مشاركتها في القمة، أن المتعهدين بزيادة الطاقة المتجددة "سيسعون لأن يصبح الاتفاق جزءًا من مستهدفات القمة النهائية"، وفق تقارير اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
غير أن وضع هذا الهدف ضمن اتفاق قمة المناخ كوب 28 النهائي يتطلب موافقة بالإجماع من الدول الـ200 المشاركة، حسبما ذكرت وكالة رويترز، اليوم السبت 2 ديسمبر/كانون الأول 2023.
ورغم أن كلًا من الصين والهند، اللتين تحتلان المركز الأول والثالث بين أكبر الدول المصدرة للانبعاثات الكربونية عالميًا، بالإضافة إلى أنهما أكبر دولتين معتمدتين على الفحم، الأكثر تلويثًا للبيئة، أبدتا إشارات دعم لزيادة الطاقة المتجددة 3 أضعاف، إلا أنهما لم تؤكدا دعم ضم هذا الهدف، والموافقة على خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري في الاتفاق النهائي للقمة.
وقادت الدولتان تعهدات قمة المناخ كوب 26، التي انعقدت في غلاسكو الإسكتلندية عام 2021، إلى اتفاق نهائي أكثر هشاشة، بسبب إصرارهما على تعديل تعهد التخلص التدريجي من الفحم، المدرج في المسودة الأولى للقمة، إلى الخفض التدريجي لاستعمال الفحم.
إدمان الطاقة النووية
كانت الإمارات، التي تستضيف قمة المناخ كوب 28، من بين الدول التي تعهّدت برفع الطاقة المتجددة بمقدار 3 أضعاف بحلول عام 2030. كما انضمت دول أخرى إلى هذا التعهد مثل: جنوب أفريقيا وأميركا وفيتنام وأستراليا واليابان وكندا وتشيلي.
ونادت 20 دولة -أيضًا- بزيادة الطاقة النووية بمقدار 3 أضعاف بحلول عام 2050، مقارنةً بمستوى عام 2020، وفق مسؤولين من تلك الدول مشاركين في القمة.
ومن بين هذه الدول: أميركا واليابان والسويد والمملكة المتحدة وفرنسا ورومانيا والإمارات وكوريا الجنوبية، وفق بيان تلقته منصة الطاقة المتخصصة من مجموعة نشطاء البيئة "350".
وعارضت المجموعة المناخية هذه الدعوة، كونها تهدّد البيئة والمناخ بصورة عامة من وجهة نظر أعضائها.
وقالت عضوة المجموعة عن اليابان ماسايوشي ليودا: "اليابان تفتقر إلى مساحات أراضٍ كبيرة تسمح بتوسع الطاقة النووية الخطرة بما يتناسب مع احتياجات تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ".
وأضافت: "عاشت اليابان كارثة محطة فوكوشيما عام 2011، التي يعيش العديد من الناس معاناة بسببها حتى الآن.. اليابان يجب أن تتوقف عن التحجج بأزمة المناخ لتبرير إدمانها للطاقة النووية، رغم أنها خطيرة ومكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا لإتمام المشروعات، وفي الوقت ذاته تبعد نظرها عن الحلول السهلة من الطاقة المتجددة".
وفي 2011، ضرب زلزال المنطقة، ما أثر سلبًا على محطة فوكوشيما النووية، ودمّر نظام التبريد وسبّب تسربًا إشعاعيًا أدّى إلى إخلاء المنطقة.
كما اعترض ممثل المجموعة في أوروبا نيكولو وجودا، الذي انتقد المملكة المتحدة خاصةً ومشاركتها في هذا التعهد، ووصم رئيس الوزراء ريشي سوناك بالفشل في التوصل إلى حلول للأزمة المناخية.
تضرر الزراعة
لم تكن مجموعة 350 المعارضة الوحيدة لاتفاقات قمة المناخ كوب 28 الأولية، التي انطلقت يوم الخميس 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، فقد أصدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" تقريرًا مساء أمس الجمعة 1 ديسمبر/كانون الأول، انتقدت فيه تجاهل الدول الأضرار والخسائر الزراعية في مناقشات تمويل الصندوق بوصفها من القضايا الرئيسة و"ليست الهامشية".
وكان صندوق الخسائر والأضرار أهم نتائج قمة المناخ كوب 27، التي انعقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية في 2022، الذي لم يُحدد قيمة التمويل المفترض له، لكن تكهنات عديدة سابقة كانت تدور حول 100 مليار دولار.
وقال تقرير المنظمة، الذي تلقت منصة الطاقة المتخصصة نسخة منه: "إن الزراعة تواجه مخاطر تغير المناخ بصورة متزايدة، وإنه على الرغم من دور تغير المناخ في المنظومة بدءًا من الإنتاج مرورًا بالتوزيع ووصولًا للاستهلاك، فإن المناقشات لم تضع ذلك في البنود الرئيسة".
وجاء التقرير بعد يوم من إعلان عدة دول تمويلات بقيمة 300 مليون دولار للصندوق، وفق المنظمة.
يُذكر أن الزراعة تمثّل مصدرًا لنحو 25% من انبعاثات غازات الدفيئة، لكنها الأكثر تأثرًا بكوارث تغير المناخ الطبيعية، خاصة الجفاف الذي يضرب مساحات شاسعة من الأراضي في العالم، وعلى وجه الخصوص في الدول الأكثر هشاشة اقتصاديًا، ما يعني مزيدًا من الفقر والجوع.
موضوعات متعلقة..
- خفض توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري تحدٍ كبير أمام كوب 28 (تقرير)
-
قمة كوب 28 تعلن تفعيل صندوق الخسائر والأضرار المناخية.. والإمارات أول المساهمين
-
رئيس كوب 28 يدعو الأمم المتحدة إلى تحركات ملموسة لمواجهة تغير المناخ
اقرأ أيضًا..
- 5 دول عربية توفر ثلث صادرات الغاز المسال العالمية (تقرير)
-
تخزين النفط السعودي يُنهي معاناة بنغلاديش لتأمين احتياجات المصافي (صور)
-
6 وزراء ومسؤولين يكتبون لـ"الطاقة" بمناسبة قمة المناخ (ملف خاص)