قمة كوب 28 تعلن تفعيل صندوق الخسائر والأضرار المناخية.. والإمارات أول المساهمين
الطاقة
تبنّت قمة المناخ كوب 28 (COP28)، التي انطلقت فعالياتها اليوم الخميس 30 نوفمبر/تشرين الثاني (2023) في الإمارات، تفعيل إنشاء صندوق "الخسائر والأضرار" المناخية لتعويض الدول الأكثر تضررًا من تغير المناخ.
تهدف الخطوة تاريخية إلى تخفيف التوترات المتعلقة بالتمويل بين دول الغنية والنامية، وأعلنت الإمارات الإسهام بمبلغ 100 مليون دولار في الصندوق، في حين تعهدت بعض الدول الأخرى، ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، بالإسهام في الصندوق.
وبلغت قيمة المساهمات الإجمالية للصندوق ما يزيد على 300 مليون دولار، إلّا أنها تعدّ ضئيلة مقارنة بعشرات المليارات الدولارات اللازمة لتمويل الأضرار المناخية للدول النامية والفقيرة.
ويعدّ القرار التاريخي الذي حيّاه مندوبو نحو 200 دولة مشاركة في قمة المناخ كوب 28، بالتصفيق وقوفًا، ثمرة مؤتمر كوب 27 الذي عُقد العام الماضي في مصر، إذ تمّت المصادقة على إنشاء الصندوق مبدئيًا، لكن لم تُحَدَّد آنذاك خطوطه العريضة.
مواجهة التحديات بالعمل الجماعي
أكد رئيس قمة المناخ كوب 28، سلطان الجابر، ضرورة التحرك العاجل لإيجاد مسار جديد يحتوي الجميع، ويخلو من الحواجز والمعوقات السابقة، موضحًا أن السبيل لذلك يبدأ بتقديم استجابة فعالة وملموسة تستجيب لنتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، وتعيد العالم إلى المسار الصحيح، وتسهم في تسريع العمل على تحقيق مستهدفات عام 2030.
وشدد خلال المراسم الرسمية لتسلّمه رئاسة قمة المناخ من وزير الخارجية المصري رئيس كوب 27، سامح شكري، على ضرورة معالجة النقص العالمي في تمويل "التكيّف"، ودعا الأطراف إلى الوفاء بتعهدها بتفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار وترتيبات تمويله.
وقال، إن رئاسة قمة المناخ COP28 تحرص على دعم مساعي توفير مزيد من التمويل لضمان عدم اضطرار دول الجنوب العالمي إلى الاختيار بين التنمية والعمل المناخي.
وأشار إلى أهمية الحدّ من انبعاثات منظومة الطاقة الحالية، موضحًا اتخاذ كوب 28 قرارًا جريئًا بالتواصل بشكل استباقي مع شركات النفط والغاز، وأجرت معها نقاشات مكثفة، وتعهّد الكثير منها لأول مرة بالحدّ من انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030، وتعهّد العديد من شركات النقط والغاز الوطنية في أنحاء العالم بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 لأول مرة.
قمة المناخ كوب 28
تتجه أنظار العالم نحو قمة المناخ كوب 28"COP28"، الذي انطلقت فعالياته اليوم بمدينة إكسبو دبي، بمزيد من الآمل والتفاؤل من أجل إحراز تقدّم ملموس بشأن العمل المناخي العالمي.
وترتكز الأولويات الإستراتيجية الدولية للدورة الحالية على توحيد الجهود العالمية لتقليل انبعاثات الكربون وتسريع الجهود لخفض وتيرتها، وتعزيز انتقال العالم نحو الطاقة النظيفة، وتسريع الانتقال الأخضر، وتحديد حلول عالمية للحدّ من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية.
وستخصص مساحة واسعة خلال المؤتمر للحديث عن أهمية إبقاء حرارة الأرض دون 1.5 درجة مئوية، لما لهذا الأمر من أهمية بالغة في حفظ الحياة البشرية للأجيال المقبلة، والحفاظ على توازن النظام البيئي، والحدّ من تأثيرات التغير المناخي الكارثية المحتملة.
وستكون قمة المناخ كوب 28 "COP28" محطة انطلاق عالمية فاصلة نحو إنجازات أكبر من خلال تضافر الجهود الدولية الفاعلة للإسهام في خلق مستقبل مستدام لشعوب العالم والحفاظ على كوكب الأرض، من خلال التصدي الحاسم لمشكلة التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية التي تفاقمت على نحو منذر خلال المدة الأخيرة.
وستشهد القمة لأول مرة تقييمًا لما تحقّق من إنجازات باتجاه تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ، وكذلك إقرار صندوق الخسائر والأضرار المناخية، الذي أُنشئ من حيث المبدأ خلال قمة العام الماضي، التي استضافتها مصر.
يهدف صندوق الخسائر والأضرار المناخية إلى تقديم مساعدات مالية للدول الفقيرة بغية مساعدتها لمواجهة العواقب السلبية الناجمة عن تغير المناخ.
ويتعين على الدول والوفود المشارِكة في قمة كوب 28 الخروج باتفاق حيال الموضوعات الشائكة والخاصة بصندوق الخسائر والأضرار، لا سيما الدول التي سوف تحصل على تعويضات من الصندوق، وكذلك الدول التي سوف تدفع المخصصات المالية، فضلًا عن كيفية إدارة الصندوق.
ويأتي من بين أهم الإجراءات الدولية العاجلة التي يجب اتخاذها بشأن تغير المناخ ضرورة الحدّ من الانبعاثات الناتجة عن الوقود الأحفوري في إنتاج الكهرباء والنقل والصناعة، بحيث يشمل ذلك الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى تحسين كفاءة الطاقة في المباني ووسائل النقل وعمليات التصنيع، وهو ما سيسهم بشكل كبير في تقليل الانبعاثات.
ومن ضمن الإجراءات الفاعلة حماية واستعادة النظم البيئية، إذ تؤدي الغابات والمحيطات والأراضي الرطبة دورًا حيويًا في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، ومن ثم فان حماية هذه النظم واستعادة المناطق المتدهورة يمكن أن تعزز قدرتها بصفتها مصارف للكربون، إضافة إلى ضرورة تحويل الممارسات الزراعية إلى أكثر استدامة، بما في ذلك الاستعمال الفعال للماء والأسمدة الطبيعية، وتبنّي تقنيات الزراعة الذكية مناخياً.
ومن أجل مواجهة التحديات المتعددة الجوانب لتغير المناخ بفعالية، لا بدّ من العمل على زيادة التمويل لجهود التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه، خاصة في البلدان النامية التي تكون أكثر عرضة لتأثيرات المناخ، وتطبيق وتنفيذ سياسات وقوانين مناخية قوية تعزز التنمية منخفضة الكربون، وتحدّ من الأنشطة عالية الانبعاثات، وزيادة الوعي حول تأثيرات تغير المناخ وتعزيز خيارات الأسلوب المستدام بين الأفراد والمجتمعات، وتعزيز التعاون العالمي لمشاركة التكنولوجيا والخبرات والموارد من أجل عمل مناخي فعّال.
اتفاق باريس
قال المتحدث الرسمي الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن الدورة الحالية من مؤتمر المناخ تمثّل أهمية بالغة في كشف نتائج العمل العالمي لمواجهة التغير المناخي منذ اتفاق باريس وموافقة الدول الأطراف على بنود الاتفاقية في عام 2016، والتي تهدف إلى الحدّ بشكلٍ كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، مع الحدّ من زيادة درجة الحرارة العالمية في هذا القرن إلى درجتين مئويتين، والسعي للحدّ من الزيادة إلى 1.5 درجة.
وأفاد وربرج بأن مشاركة الولايات المتحدة في كوب 28 تشهد زخما كبيرًا بحضور نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والمبعوث الأميركي للمناخ جون كيري وعدد من القيادات الأميركية.
ويتضمن اتفاق باريس التزامات من جميع الدول لخفض انبعاثاتها والعمل معًا للتكيف مع آثار تغير المناخ، ويوفر الاتفاق طريقًا للدول المتقدمة لمساعدة الدول النامية في جهود التخفيف من حدّة المناخ والتكيف معها، مع إنشاء إطارٍ للرصد والإبلاغ الشفّافَين عن الأهداف المناخية للدول.
ونصَّ اتفاق باريس على إجراء عمليتَي مراجعة، كل واحدة على مدى 5 سنوات، وتستغرق كل عملية مراجعة عامين، تشمل 3 مراحل، الأولى جمع البيانات، والثانية تقييم هذه البيانات، والثالثة المتوقع إعلانها خلال "كوب 28" تتمثل بكشف نتائج الجهود المحققة في التعامل مع التغيرات المناخية وفقًا لبنود الاتفاقية.
ويعدّ تنفيذ الاتفاق أمرًا ضروريًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لأنه يوفر خارطة طريق للإجراءات المناخية التي من شأنها تقليل الانبعاثات وبناء القدرة على الصمود مع تغير المناخ.
لحظة حاسمة
أكدت هيئة الأمم المتحدة أن قمة المناخ كوب 28 تعدّ لحظة حاسمة للعمل المناخي العالمي، إذ تقدّم فحصًا واقعيًا يمثّل تتويجًا لعملية "التقييم العالمي" حول مدى التقدم الذي أحرزه العالم في معالجة أزمة المناخ ومدى التصحيح المطلوب لهذا المسار.
وقالت المنظمة، في تقرير نشرته مساء أمس الأربعاء: "في وقت تستمر فيه درجات الحرارة العالمية بتسجيل مستويات قياسية، وترتفع حرارة النشاط الدبلوماسي العالمي، تتجه الأنظار نحو الإمارات التي تحتضن "COP28" في المدة ما بين 30 نوفمبر/كانون الثاني و12 ديسمبر/كانون الثاني 2023".
وأضافت سيجتمع زعماء العالم في المؤتمر لرسم طريق طَموح إلى الأمام في المعركة العالمية ضد تغير المناخ، هذا إلى جانب أكثر من 60 ألف شخص يُتوقع مشاركتهم في الحدث، بمن فيهم ممثلو الدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وقادة الصناعة، والناشطون الشباب، وممثلو مجتمعات السكان الأصليين، والصحفيون، وغيرهم من أصحاب المصلحة.
وتوقعت أن يمثّل (COP28) الذي تستضيفه الإمارات "نقطة تحول"، إذ لن تتفق البلدان على الإجراءات المناخية الأقوى التي ستُتَّخَذ فحسب، بل سيوضح المؤتمر أيضًا كيفية تنفيذها، مشيرة إلى أن قياس التقدم نحو تحقيق أهداف باريس بشأن تقليل الآثار والتكيف وتمويل المناخ، وتكييف الخطط الحالية، يعدّ جزءًا أساسيًا من صور العمل في مواجهة التغير المناخي.
وأوضحت "الأمم المتحدة" في تقريرها أن عام 2023 يتجه إلى أن يكون العام الأكثر سخونة، في حين كانت السنوات الثماني الماضية هي الأكثر دفئًا على الإطلاق على مستوى العالم، تغذيّها زيادة تركيزات غازات الدفيئة والحرارة المتراكمة.
موضوعات متعلقة..
- كوب 28 فرصة حاسمة للتحول النظيف (مقال)
- نشطاء يحاصرون محطة شل لاستيراد النفط في الفلبين.. ما علاقة كوب 28؟
اقرأ أيضًا..
- البصمة الكربونية للمحاصيل الزراعية.. مصر توثقها للمرة الأولى (خاص)
- توتال إنرجي تشارك بمشروع أطول خط كهرباء بحري في العالم بين المغرب وبريطانيا
- الجفاف يحاصر الجزائر.. والطاقة الكهرومائية أبرز ضحاياه (تقرير)