البصمة الكربونية للمحاصيل الزراعية.. مصر توثقها للمرة الأولى (خاص)

بدأت وزارة الزراعة المصرية، من خلال مركز البحوث التابع لها، توثيق البصمة الكربونية للمحاصيل الزراعية في البلاد، عبر مشروع تدعمه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو".

ومن شأن هذا المشروع أن يعزز موقع مصر في المفاوضات المتعلقة بتغير المناخ، وكذلك المحادثات المرتبطة بتصدير المحاصيل الزراعية.

وقال ممثل المنظمة في القاهرة نصر الدين حاج الأمين، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن توثيق البصمة الكربونية للمحاصيل الزراعية يندرج تحت عامل التخفيف من آثار تغير المناخ في الدولة العربية الواقعة شمال قارة أفريقيا.

وأضاف، على هامش المؤتمر الختامي لمشروع "تبني الممارسات الزراعية الذكية مناخيًا من خلال مدارس المزارعين الحقلية"، أن المشروع يعمل على حساب البصمة الكربونية لإنتاج المحاصيل من خلال تحديد حجم الانبعاثات لكل إجراء من حزمة المعاملات لهذا المحصول، مثل الري والحصاد والتسميد ومقاومة الأمراض، والمعاملات الحقلية.

تمويل المشروع والجهات المنفذة

موّل مشروع توثيق البصمة الكربونية للمحاصيل الزراعية، الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد"، بمشاركة صندوق البيئة العالمي، وفق المعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ونفّذت الجهات المعنية المشروع في 30 قرية بـ4 محافظات؛ هي كفر الشيخ وبني سويف وأسوان والمنيا، في الأراضي المستصلحة، وبعضها يقع في مناطق نائية لا تصل إليها خدمات زراعية عديدة.

وقال ممثل الفاو في القاهرة: "حسبنا كل هذه المعاملات مجتمعة وتأثيرها في انبعاثات إنتاج كل سلعة وتحديد البصمة الكربونية لها، على سبيل المثال، نسبة هبوط الانبعاثات عند خفض سماد اليوريا في الزراعة، والمياه والتقليل من الري وملوحة التربة والمبيدات في المقاومة". كما عمل المشروع على محاصيل ذات بصمة كربونية أقل.

وأوضح الأمين أن المشروع يستهدف حساب البصمة الكربونية لكل إجراء مستعمل عند إنتاج المحصول، ولكل نوع من المحاصيل التي جرى التعامل معها.

وأضاف: "مثلًا، بالنسبة لمحصول القمح، يجري حساب البصمة الكربونية لهذا المحصول المزروع في موقع محدد بإجراءات محددة"، لافتًا إلى تضمين المشروع محاصيل عديدة مثل القمح والذرة والشمر (الينسون)، والكركدية.

ولفت الأمين إلى أن مشروع توثيق البصمة الكربونية للمحاصيل الزراعية، يحمل أمرًا أكثر أهمية، وهو القدرة على تقدير الانبعاثات.

البصمة الكربونية للمحاصيل الزراعية غير الموثقة

قال ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في مصر نصر الدين حاج الأمين، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن هناك حسابات متناثرة وغير موثقة، وغير رسمية في مجال توثيق البصمة الكربونية للمحاصيل الزراعية في مصر.

ولكن، وفق الأمين، أول توثيق جرى رسميًا من جهات متخصصة في مركز البحوث الزراعية، وحُدِّدَت نسب للقمح والذرة وغيرهما من المحاصيل، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف أن هذا التوثيق الرسمي يفيد في أنه يسمح بوجود منهج في إنتاج المحاصيل المختلفة بكل أنحاء البلاد، بمعنى إمكان وضع منهجية لإنتاج محصول مثل القمح في كل مصر، وتحديد انبعاثات غازات الدفيئة لكل محصول، وهذا ينسحب على إنتاج الثروة الحيوانية أيضًا.

وتابع: "مساهمة مصر في الانبعاثات الكربونية العالمية قليلة، لكن مثل هذا المشروع يوضح إذا كانت تتحرك لمزيد من خفض الانبعاثات من عدمه، وهذا مهم جدًا".

وأوضح أن حساب البصمة الكربونية مهم جدا في كل الأنشطة؛ فكل المفاوضات الدولية حول المناخ وكل المواصفات الدولية الحديثة تأخذ تلك الحسابات الموثقة في الحسبان.

ولفت إلى أنه بقدر ما يكون هناك تقدير وحساب للبصمة الكربونية، تسهل على البلد المعني والخبراء والجهات الرسمية في التفاوض مع العالم الخارجي على أمور متعلقة بتغير المناخ، على أساس معلومات، وعدم توافر تلك المعلومات عن البصمة الكربونية، سيكون هناك نقص في المعلومات الأساسية.

وسيكون لحساب البصمة الكربونية للمحاصيل الزراعية دور أساسي في تبادل السلع والتجارة الدولية بصورة عامة.

وبدأت بعض الدول تتبنى أنظمة تجارة تفرض نسبًا محددة من الانبعاثات عند إنتاج السلع التي تسمح باستيرادها مثل الاتحاد الأوروبي، وفق الأمين.

التخفيف والتكيف

قال ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في مصر نصر الدين حاج الأمين، إن مصر تبذل مجهودات كبيرة في مجال التكيف مع تغير المناخ، وتوثيق البصمة الكربونية للمحاصيل الزراعية، يندرج تحت مجهودات التخفيف من أزمة تغير المناخ، "عادة ما تحظى الدول التي تقوم بمجهودات التخفيف بتقييم أعلى في أي مفاوضات دولية".

وتابع أن الدول النامية تركز على إجراءات التكيف مع تغير المناخ؛ كونها أكثر عرضة للكوارث الطبيعية الناجمة عنه، كما أنها غير قادرة على تحمل الأعباء التمويلية لمشروعات التخفيف، رغم أن مساهمتها في الانبعاثات محدودة تاريخيًا.

ورغم ذلك؛ فقد أكّد الأمين أن المشروع المنفذ في مصر أثبت أن الزراعة الذكية مناخيًا ليست بالضرورة ذات تكلفة مرتفعة.

من جهة أخرى صرّح مدير مشروع الزراعة الذكية مناخيًا من خلال الممارسات الحقلية الدكتور عماد إسماعيل، إلى منصة الطاقة المتخصصة، بأن توثيق البصمة الكربونية للمحاصيل الزراعية في مصر، اقترب على مراحله الأخيرة الخاصة بموافقات جهات مختلفة على إحصاءات تلك البصمة للمحاصيل المدرجة في التقرير، وفور ذلك سيجري نشر التقرير.

موضوعات متعلقة..

• تغير المناخ يضعف تأثير المبيدات الكيماوية.. و"الفاو" تكافح آفات النبات حيويًا (خاص)
• الفاو: التوسع الزراعي وتربية الماشية وراء 90% من إزالة الغابات
• تداعيات تغير المناخ تؤثر في 71% من المزارعين حول العالم (استطلاع)

اقرأ أيضًا..

• سياسات تغير المناخ في أوروبا تتلقى ضربة من هولندا
• وزير البترول المصري يكتب لـ"الطاقة": التحول الطاقي والتوافق البيئي وجهان لعملة واحدة تسمى الاستدامة
• احتياطيات الليثيوم في أفريقيا بقبضة المارد الصيني (تقرير)
• ما تكلفة السيارات الكهربائية.. وهل يسبب توقف نموها أزمة طاقة؟ (تقرير)