رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةطاقة متجددة

مزرعة رياح في تسمانيا الأسترالية تفوز بمعركة قضائية ضد "الببغاء"

دينا قدري

حققت مزرعة رياح في تسمانيا الأسترالية انتصارًا قضائيًا، يمكّنها من توليد كهرباء متجددة، وهو الأمر الذي أثار معارضة شديدة من منتقدي المشروع.

وقد حصل مشروع طاقة الرياح، الذي تبلغ قيمته أكثر من مليار دولار في جزيرة روبنز في مضيق باس قبالة شمال غرب الولاية، على موافقة هيئة حماية البيئة في عام 2022، بشرط إغلاق التوربينات لمدّة 5 أشهر سنويًا، عندما يهاجر الببغاء ذو البطن البرتقالية.

يبلغ عدد طيور الببغاء، الذي يطير بين البر الرئيس لأستراليا وجنوب غرب تسمانيا، نحو 70 طائرًا، ويُدعم من خلال إطلاق برنامج التربية في الأسر، الذي يتمثل في تربية الحيوانات البرية في مرافق مثل حدائق الحيوان ومتنزهات الحياة البرية، للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.

وقضت المحكمة المدنية والإدارية في تسمانيا بأن مشروع 900 ميغاواط يمثّل خطرًا "منخفضًا للغاية" على استعادة الببغاء، ولا ينبغي رفضه على هذا الأساس، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

حكم قضائي مهم

فازت شركة "إيه سي إي إن أستراليا" (ACEN Australia)، المؤيدة لإنشاء مزرعة رياح في تسمانيا، يوم الإثنين (27 نوفمبر/تشرين الثاني 2023)، باستئناف ضد شرط الإغلاق الذي سيسمح للمشروع بالعمل على مدار العام.

ووصف رئيس وزراء تسمانيا جيريمي روكليف القرار بأنه "عملي"، وفق ما نقلته منصة "رينيو إيكونومي" (Renew Economy).

وقال: "هذا القرار يعترف بضرورة إيجاد توازن مناسب بين تمكين مشروعات الطاقة المتجددة وحماية الأنواع المحلية لدينا".

وتابع: "تتفهم حكومتنا الحاجة إلى مزيد من الإمدادات المتجددة، ولا يمكننا أن نسمح للخطط ذات التفكير الواحد بتجاوز المصالح الفضلى لجميع سكان تسمانيا".

ومن جانبها، أوضحت شركة "إيه سي إي إن" أن مزرعة الرياح ستخلق ما يصل إلى 400 وظيفة بناء، وما يصل إلى 65 وظيفة مستمرة.

وقال المدير العام لشركة "إيه سي إي إن أستراليا" ديفيد بولينغتون، إن الشركة أجرت تقييمات بيئية شاملة وقوية.

وأشار إلى أن ذلك يشمل تقليل أعداد التوربينات وارتفاعاتها، وأجهزة مراقبة مسار طيران الطيور باستعمال الذكاء الاصطناعي، لإيقاف التوربينات عندما تطير الطيور عبر المنطقة.

مزرعة رياح في تسمانيا

قالت مؤسسة بوب براون، إن الاقتراح كان كارثة، وسيكون مدمرًا للببغاء والحياة البرية الأخرى، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة.

وقال الدكتور براون: "بدلًا من إيقاف الكهرباء المهدرة، سندمّر معقلًا آخر لتنوع الحياة البرية الطبيعية في أستراليا".

وفي المقابل، أوضح خبير سوق الطاقة غرانت دريبر، الذي قدّم أدلة لصالح الشركة، أن إغلاق توربينات مزرعة رياح في تسمانيا لأكثر من 4 أسابيع كان سيجعل المشروع غير قابل للتطبيق.

وقالت المحكمة، إن خبراء الطيور الذين قدّموا أدلة اتفقوا على أن جزيرة روبنز كانت ضمن مسار الهجرة المعروف للببغاء، لكن لم يجرِ الجدل حول أن جميع الببغاوات عبرت الجزيرة.

توربينات مزرعة رياح في تسمانيا
توربينات مزرعة رياح في تسمانيا - الصورة من منصة "رينيو إيكونومي"

واستمعت المحكمة أيضًا إلى أدلة بُحِث فيها على مدى أكثر من 10 سنوات في مزرعتين للرياح ضمن مسار هجرة الببغاوات، ولم تُكتَشف أيّ جثة من هذا النوع من قبل.

وأخذت المحكمة في الحسبان التعويضات التي قدّمتها الشركة من أجل الحفاظ على الببغاء، بما في ذلك مبلغ 100 ألف دولار سنويًا لمدة عقد من الزمان من أجل التربية لدى الأسر.

واقترحت الشركة أيضًا المساهمة بمبلغ 250 ألف دولار في برنامج تتبّع لاسلكي للببغاء.

وقالت المحكمة: "هذه التعويضات لديها القدرة على تحسين المعرفة عن الببغاوات بطريقة يُمكن أن تؤدي إلى مزيد من تدابير الحماية، وما يترتب على ذلك من تخفيضات بالوفيات في المناطق غير المخصصة للتكاثر عمومًا".

أزمة 6 مزارع رياح في تسمانيا

في سياقٍ متصل، قال حزب العمال المعارض في تسمانيا إن 6 مزارع رياح "على الأقل" مقترحة للتطوير في الولاية تواجه تأخيرات كبيرة، أو ما هو أسوأ من ذلك، في تداعيات قرار خفض مشروع مارينوس لينك المثير للجدل إلى النصف.

تُعدّ خطة مارينوس لينك -المدعومة من الحكومة الفيدرالية وحكومة ولاية فيكتوريا لتركيب خطّين لنقل الكهرباء تحت البحر عبر مضيق باس- حاسمة على نطاق واسع لخطط "بطارية الأمة" في تسمانيا، والتي تشمل تصدير مصادر الطاقة المتجددة إلى البر الرئيس لأستراليا.

ومع ذلك، خُفضت هذه الخطة إلى النصف في سبتمبر/أيلول، بعد أن أثارت الحكومة الليبرالية في تسمانيا مخاوف بشأن ارتفاع التكاليف، وفق ما نقلته منصة "رينيو إيكونومي".

واستنادًا إلى التكلفة المرتفعة المتوقعة، أبرمت الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات صفقة لتقليصها إلى خط بحري واحد بقدرة 750 ميغاواط فقط، مع موافقة الحكومة الفيدرالية أيضًا على الحصول على حصة أكبر في مارينوس لينك، لتقليل العبء المالي على تسمانيا.

في المقابل، أعلنت شركة النقل المملوكة للدولة "تاس نتوركس" (TasNetworks) منذ ذلك الحين، أنها ستقوم بتسليم عمليات تطوير النقل الشمالية الغربية على مرحلتين.

وتتضمن المرحلة الأولى عمليات التطوير المطلوبة لخط مارينوس لينك الأول، مع الحفاظ على المرونة لتوصيل الشبكة اللازمة لخط مارينوس لينك الثاني.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق