وزير الطاقة العماني: لدينا إمكانات تعدين الكربون في الصخور.. وهذا مصير الغاز (فيديو)

قال وزير الطاقة العماني المهندس سالم العوفي، إن صخور الأفيوليت، الموجودة في المناطق المشتركة بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، يمكنها استيعاب وتخزين ثاني أكسيد الكربون، فيما يعرف باسم "تعدين الكربون".

وأوضح العوفي، خلال حوار متلفز مع التلفزيون العماني، طالعته منصة الطاقة المتخصصة، إن عملية هذه، وهي عبارة عن احتجاز ثاني أكسيد الكربون في الصخور تُعَد عملية طبيعية لا جديد فيها، ولكن الجديد في الأمر هو أنه أصبح في الإمكان تسريعها.

وأضاف: "نعتقد في سلطنة عمان أننا يمكننا القيام بعملية تعدين الكربون على أعماق تصل بين 2 و3 كيلومترات بشكل أسرع؛ أي خلال أسابيع معدودة وليس مئات الملايين من السنوات".

ولكن، وفق وزير الطاقة العماني، هناك فريق من وزارة الطاقة وهيئة البيئة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وجامعة السلطان قابوس، كلهم يعملون مع شركة متخصصة لتحديد إذا ما كانت هناك أي أضرار بيئية قد تنجم عن هذا العمل.

تعدين الكربون في سلطنة عمان

وصف وزير الطاقة العماني سالم العوفي، كيفية تعدين الكربون في سلطنة عمان؛ إذ يتم حفر مجموعة من الحفر، التي يجري حقنها بالمياه المشبعة بثاني أكسيد الكربون، سواء ذلك الذي جرى التقاطه من الجو، أو الملتقط من الصناعات.

وأضاف: "يُضخ هذا الماء المحمل بالكربون في التشققات الموجودة على عمق 2 إلى 3 كيلومترات تحت الأرض، وهو ما يسهم في تسريع عملية التعدين، بحيث يصبح جزءًا من الصخور ويتم التخلص منه لمدة طويلة جدًا من الزمن، ولن يعود مرة أخرى".

وعن إمكان تأثير عمليات تعدين الكربون في سلطنة عمان بيئيًا، قال وزير الطاقة العماني إن هذا الأمر لن يتم اكتشافه إلا بالعمل، وهو المشروع الذي من المقرر أن يبدأ حاليًا، لافتًا إلى أنه بحلول منتصف أو نهاية العام المقبل (2024)، سيبدأ ضخ الكربون تحت الأرض بشكل حقيقي.

وتابع: "سوف نستغرق في عملية ضخ المياه المحملة بالكربون تحت الأرض نحو عام، قبل أن نتوقف للتقييم ونعيد الحسابات بشأن التأثيرات البيئية لهذه العملية مرة أخرى، وكيف يمكن التعامل معها، وما هو حجم الكربون الذي يمكن التخلص منه".

ولفت وزير الطاقة العماني إلى أن هناك حاجة أيضًا بعد هذا العام إلى معرفة ما إن كانت المدة الزمنية للتخلص من الكربون في باطن الأرض سريعة بالفعل أم أنها تحتاج إلى مدة أطول، وما إن كانت ستكون هناك آثار بيئية أخرى بالنسبة إلى رجوع الكربون مرة أخرى قبل تعدينه.

وأكد الوزير سالم العوفي أن عملية تعدين الكربون في سلطنة عمان بالكامل لا يمكن التأكد منها في المختبر، ولكنها تحتاج إلى دراستها بعد تطبيقها على أرض الواقع بشكل مصغر جدًا، بحيث لا يترك تأثيرًا كبيرًا، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

مرحلة التشغيل التجاري

نفى وزير الطاقة العماني أن تكون عمليات تعدين الكربون في سلطنة عمان قد وصلت إلى مرحلة التطبيق التجاري، مؤكدًا أن الأمور ما زالت في مرحلة الدراسات، والتي من المرجح أن تستمر حتى منتصف العام المقبل 2024.

وأوضح الوزير أن مرحلة الدراسات سوف تمتد إلى تجارب قد تبدأ بحلول منتصف العام المقبل، وتمتد لنحو عام أو عام ونصف العام، ثم تتوقف عمليات الحقن، التي لن تتجاوز 20 مليون طن، وذلك لتقييم الأثر البيئي لهذه العمليات.

وقال إن خلال مدة التجارب، سوف تكون هناك الكثير من البيانات المتعلقة بعمليات التجريب، إذ من المنتظر أن تقوم إحدى الشركات بتحليل هذه البيانات والرجوع بنتائجها إلى الوزارة مرة أخرى، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

حجم صادرات الغاز العماني

خلال حواره مع التلفزيون الرسمي في سلطنة عمان، أشار وزير الطاقة العماني المهندس سالم العوفي، إلى التحولات في قطاع الغاز، بعد انتهاء العقود الحالية مع كوريا الجنوبية التي استمرت لمدة 25 عامًا، إذ أوضح أن هناك زيادة بنحو 30 إلى 40% في دخل البلاد من الغاز مقارنة بالسنوات الماضية.

وأوضح العوفي أن مدة العقود الجديدة المتعلقة بالغاز العماني تمتد بين 5 و10 سنوات؛ إذ عرضت سلطنة عمان نحو 10.5 مليون طن للبيع في السوق وتلقت طلبات بشراء 70 مليون طن، وفق الأرقام التي أعلنها خلال اللقاء، ورصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولفت الوزير إلى أن سلطنة عمان دخلت سوق الغاز في وقت بلغ فيه الطلب عليه ذروته، موضحًا أن حصة الحكومة العمانية في عقود الغاز الجديدة وأرباح البيع قد زادت بشكل كبير، ولا سيما أن 80% من أسعار الغاز المسال في العقود الجديدة مربوطة بأسعار النفط، و20% بأسعار الغاز في السوق.

وعن حجم التصدير والاستهلاك الداخلي، قال وزير الطاقة العماني إن بلاده تصدر نحو 31% من إنتاجها من الغاز، بينما يُستعمل نحو 69% داخليًا، إلا أنه توقع أن يتراجع حجم استهلاك الغاز في سلطنة عمان، وذلك مع توجه الدولة الخليجية نحو الطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

• سلطنة عمان تتبنى وقود الطيران المستدام عبر شراكات جديدة (فيديو)
• الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان يقود مسارات الحياد الكربوني.. وهذا دور الأمونيا
• بدعم من الطاقة المتجددة.. سلطنة عمان تحقق الحياد الكربوني في 2050

اقرأ أيضًا..

• خطة بايدن لتحول الطاقة تواجه عراقيل "بالجملة" بعد مرور عام على إقرارها (تقرير)
• قناة السويس تدعم تجارة النفط والغاز.. وهذه أهمية المضائق الدنماركية والتركية (تقرير)
• انتشار سيارات الدفع الرباعي يعرقل طموحات خفض الانبعاثات (تقرير)