- السياسات المنظمة لصناعة الهيدروجين الأخضر في أوروبا تواجه انتقادات عديدة
- أول مزاد للهيدروجين الأخضر في الاتحاد الأوروبي يستهدف تعزيز الصناعة
- تحصل المشروعات التي وقع عليها الاختيار في أول مزاد للهيدروجين الأخضر على دعم
- يستطيع منتجو الهيدروجين الأخضر التقدم للحصول على الدعم في شكل قسط ثابت لكل كيلوغرم من الوقود النظيف المُنتَج
- يستهدف نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي مساعدة الدول الأعضاء في التكتل على خفض انبعاثات غازات الدفيئة
يبرهن أول مزاد للهيدروجين الأخضر في الاتحاد الأوروبي على نية صناع القرار داخل التكتل في النهوض ببيئة الاستثمار في هذا الوقود المستقبلي منخفض الانبعاثات، وتذليل العقبات التي تعترض مسار تطويره.
ويُنظر إلى الهيدروجين الأخضر على أنه رقم مهم في معادلة تحول الطاقة الصعبة التي ترتكز على استبدال الكهرباء المولدة بمصادر الطاقة المتجددة بنظيرتها التقليدية، اتساقًا مع الأهداف المناخية.
ولطالما واجهت السياسات المنظمة لصناعة الهيدروجين الأخضر في أوروبا انتقادات كثيرة من قبل مطوري تلك المشروعات الذين يتهمونها بعدم المرونة فيما يتعلق بطول مدة الموافقات اللازمة للحصول على الدعم المالي الذي يقره التكتل لتلك المشروعات، ما يحرم دول القارة العجوز من فرص تعزيز إنتاجية تلك السلعة الحيوية، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا المسار، طرحت المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- أول مزاد للهيدروجين الأخضر بدعم من بنك الهيدروجين الأوروبي، وفق ما ورد في بيان نشره الموقع الرسمي للمفوضية الأوروبية.
ويستطيع منتجو الهيدروجين الأخضر التقدم للحصول على الدعم في شكل قسط ثابت لكل كيلوغرام من الوقود النظيف المُنتَج.
وينبغي أن يَسُد أول مزاد للهيدروجين الأخضر تلك الفجوة الحاصلة بين سعر الإنتاج والسعر الذي يرغب المستهلكون في دفعه خلال الوقت الحالي في سوق ما يزال فيه إنتاج الهيدروجين الأخضر رخيص التكلفة.
تقديم العطاءات
بمقدور مقدمي العطاءات تقديم عروضهم حتى الثامن من فبراير/شباط (2024)، عبر بوابة المناقصات والتمويل التابعة للاتحاد الأوروبي، علمًا بأنه سيجري توقيع اتفاقيات الدعم الممنوح في غضون 9 أشهر من إطلاق الدعوة إلى عقد المزاد.
ويتعيّن أن ترتكز المناقصات في أول مزاد للهيدروجين الأخضر على قسط السعر المقترح لكل كيلوغرام من الهيدروجين الأخضر المُنتَج، وصولًا إلى أقصى سعر تلامس قيمته 4.50 يورو/كيلوغرام.
وسيجري ترتيب العطاءات التي تصل إلى ذلك الحد، وتستوفي شروط التأهيل الأخرى، من الأدنى سعرًا إلى الأعلى سعرًا، ليجري دعمها وفق هذا الترتيب، حتى تُستنفَد الموازنة المخصصة للمزاد، البالغة قيمتها 800 مليون يورو (875 مليون دولار).
(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا)
وستحصل المشروعات التي وقع عليها الاختيار في أول مزاد للهيدروجين الأخضر على دعم، بالإضافة إلى العائدات السوقية التي تحققها من مبيعات تلك السلعة الإستراتيجية، لمدة تصل إلى 10 أعوام على الأكثر.
إنتاج الهيدروجين الأخضر
ما إن تبُرم المشروعات اتفاقيات الدعم الخاصة بها، يتعيّن عليها أن تشرع فورًا في إنتاج الهيدروجين الأخضر في غضون 5 أعوام، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وللمحافظة على بيئة متكافئة لجميع المشروعات المشاركة في أول مزاد للهيدروجين الأخضر، لا يُسمح بتقديم أشكال أخرى من المساعدات من قبل الدول الأعضاء المشاركة في المزاد.
ومع ذلك، تستطيع تلك الدول تمويل المشروعات التي شاركت في المزاد، لكن لم يجر اختيارها للحصول على الدعم من صندوق الإبداع، عبر استعمال آلية "المزادات كخدمة" auctions as a service المقترحة من بنك الهيدروجين الأوروبي.
وتهدف هذه الآلية الإضافية إلى الحد من الروتين والتكلفة، مع المساعدة في منع تفكك السوق إلى جانب تحفيز الخطط.
إزالة الكربون
سيُسهم المزاد التجريبي إيجابًا في خطة "ري باور إي يو" REPowerEU التي تستهدف إزالة الكربون من مستهدف الاقتصاد الأوروبي المتمثل في إنتاج 10 ملايين طن من الهيدروجين محليًا بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، علمًا بأن المفوضية الأوروبية ستطلق جولة مزاد ثانية في الربيع المقبل.
وتتوقع المفوضية أن يزوّدها أول مزاد للهيدروجين الأخضر بمعلومات مهمة حول خط أنابيب مشروع الهيدروجين النظيف في الاتحاد الأوروبي، وتكاليفه وشهية المستثمرين لهذا النوع من الدعم، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
يُشار إلى أن تمويل المزاد يأتي من صندوق الابتكار، الذي تبلغ ميزانيته التقديرية 40 مليار يورو (نحو 44 مليار دولار) من نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي بين عامي 2020 و2030.
ويستهدف نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي مساعدة الدول الأعضاء في التكتل على خفض انبعاثات غازات الدفيئة لديها، عبر شراء حصة الانبعاثات أو بيعها، حتى لا يكون تقليل نسبة الانبعاثات أمرًا مكلفًا.
وقال مفوض العمل المناخي ووبكي هوكسترا: "أول مزاد للهيدروجين الأخضر على مستوى الاتحاد الأوروبي يبعث برسالة واضحة مفادها بأن أوروبا هي أنسب مكان للاستثمار في إنتاج الهيدروجين النظيف، وفي الصناعات القائمة عليه".
وأضاف هوكسترا: "تطوير سوق هيدروجين قوية في الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يعزز قدرتنا التنافسية، ويتيح فرص نمو جديدة للصناعة، ويوفر فرص عمل مجزية للشركات والمواطنين الأوروبيين".
موضوعات متعلقة..
- مشروعات الهيدروجين الأخضر في أوروبا تصطدم بسياسات غير ناجعة
- تقرير يتوقع انخفاضًا كبيرًا بأسعار الهيدروجين في أوروبا
- قدرات مشروعات الهيدروجين في أوروبا تنتظر قفزة في 2023.. ودور مهم لشمال أفريقيا
اقرأ أيضًا..
- بناء أكبر خزانات أمونيا في العالم لمشروع نيوم للهيدروجين الأخضر
- وكالة الطاقة الدولية تحذر شركات النفط والغاز من "وهم" احتجاز الكربون وتخزينه
- إنتاج الغاز في الجزائر يقفز 8 مليارات متر مكعب خلال 9 أشهر (تقرير)
- الطاقة المتجددة في موريتانيا تترقب فرصًا واعدة بقيادة الهيدروجين