تعدين الليثيوم في أفريقيا يفاقم معاناة شعوبها.. والشركات تستغل العمال
حياة حسين
يضيف تعدين الليثيوم في أفريقيا نقمة جديدة إلى شعوب القارة السمراء، فرغم اكتشاف الثروات المعدنية الهائلة على مرّ العصور، من الذهب والنحاس، وصولًا إلى خامة إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية الرئيسة، ما تزال الشعوب تعاني من الفقر، وعدم الحصول على أيّ جزء من تلك الثروات بسبب الفساد.
ووجد تقرير حديث، اطّلعت على نتائجه منصة الطاقة المتخصصة، أنّ تحول الطاقة قد يكون بمثابة عصا سحرية تغير وجه أفريقيا بسبب الثراء بالمعادن المطلوبة لهذا التحول.
غير أن التقرير وجد -أيضًا- أن تعدين الليثيوم في أفريقيا بات مرتعًا للفساد وانتهاك حقوق الإنسان، وفق ما نشرته منظمة "إنسايد كليمت نيوز" (Inside Climate News) غير الربحية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
استغلال الشركات الأجنبية
كشف التقرير أن الشركات الأجنبية تواصل استغلال عمال المناجم، وخاصة مناجم الليثيوم في أفريقيا، متجاهلةً المعارضة المحلية.
وعلى سبيل المثال، ضخّ عدد من الشركات الصينية نحو 678 مليون دولار في حقول الليثيوم ومشروعاته في زيمبابوي خلال العام الماضي (2022).
ورصد التقرير حادث مقتل عامل خارج منجم مخصص لتعدين الليثيوم في أفريقيا، وتحديدًا في مقاطعة ماسفينغو بدولة زيمبابوي، في مارس/آذار 2023، بعد إطلاق النار عليه.
كان العامل الفقير الذي يعيش على حدّ الكفاف، ويدعى دارلينغتون فيتو، يبحث عن قطع أو أجزاء من خام الليثيوم في كومة من المخلفات أمام المنجم، إلّا أن رجُل الأمن أطلق عليه الرصاص، دون سابق إنذار، ليفارق الحياة بعد أسبوع من الحادث.
وبات تعدين الليثيوم في أفريقيا فرصة لشخص مثل فيتو، والسكان المحليين للخروج من دائرة الفقر التي تسيطر على نسبة كبيرة من دول القارة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وساعد على ذلك زيادة الطلب على هذا المعدن الخفيف، الذي يدخل في أهم الصناعات الحديثة واللازمة لتحول الطاقة مثل السيارات الكهربائية وبطاريات تخزين الطاقة، إضافة إلى الهواتف المحمولة.
وتشير التوقعات إلى أن الطلب على الليثيوم سيرتفع 40 ضعفًا في 2040 مقارنةً بـ 2020، بسبب تحرك العالم بعيدًا عن الوقود الأحفوري، والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، للتخفيف من أزمة تغير المناخ.
فرص عمل
وجد بعض مواطني زيمبابوي وظائف رسمية في 7 مناجم تعمل في مجال تعدين الليثيوم في الدولة الأفريقية، إلّا أن الآلاف منهم اضطروا للعمل بصورة غير رسمية في تلك المناجم.
ويعمل هؤلاء بأدوات بدائية لقطع واستخراج المعدن وبيعه لتجّار، يقومون بدورهم بإعادة بيعه إلى تجّار آخرين خارج زيمبابوي في جنوب أفريقيا، لتصديره لدول أخرى، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ورغم تأكيد رئيس زيمبابوي إمرسون منانغاغوا أن تعدين الليثيوم سيدعم اقتصاد البلاد المتعثر، فإن منظمات المجتمع المدني وجماعات مراقبة ترى أن هذه الوعود والشعارات متكررة، وقد سمعوها من قبل على تعدين ثروات البلاد من الألماس والذهب والمعادن الأخرى.
كما أكدت تلك المجموعات أن منافع تلك الثروات تقتصر على أصحاب الثروات في البلاد، في وقت يستمر فيه استغلال عمال البلاد والأنظمة البيئية بها.
يُذكر أنه على الرغم من أن زيمبابوي تمتلك بعض أكبر مناجم الليثيوم في العالم، فقد ركّزت في المقام الأول على إنتاج البيتاليت (أحد أشكال الليثيوم المستعمل في السيراميك وصهر الألومنيوم والزجاج) في شركة بيكيتا للمعادن منذ الخمسينيات.
موضوعات متعلقة..
- دولة أفريقية قد توفر 20% من صادرات الليثيوم للعالم
- الليثيوم في أفريقيا.. بوابة الصين للسيطرة على سوق بطاريات السيارات الكهربائية
- أسعار الليثيوم ترتفع 500% في عام واحد مع زيادة مبيعات السيارات الكهربائية
اقرأ أيضًا..
- مصر تصدر أول شحنة أمونيا في العالم من الطاقة المتجددة
- قمة المناخ في الإمارات.. 6 أهداف طموحة تنتظر كوب 28
- أمين عام أوابك: دول النفط والغاز تواجه تحديات.. و4 بلدان لديها خطط كبيرة للطاقة المتجددة (حوار)
- إعلان اكتشافات غاز بأرقام كبيرة في السعودية