الغاز الجزائري يؤمن احتياجات أوروبا الشرقية بصفقة مع تركيا
الجزائر - عماد الدين شريف
يشكّل الغاز الجزائري أحد مصادر الإمدادات الموثوقة لدول أوروبا الساعية إلى تنويع الإمدادات بعيدًا عن روسيا في أعقاب حرب أوكرانيا التي اندلعت في فبراير/شباط من العام الماضي (2022).
وقد تشكّل الصفقة التي وقّعتها شركة النفط والغاز الحكومية سوناطراك، مع شركة بوتاش التركية، أمس الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني (2023) بوابة جديدة لعبور الصادرات الجزائرية إلى دول شرق أوروبا.
إذ توّجت زيارة الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان إلى الجزائر بتوقيع مجموعة من الاتفاقيات، من أبرزها تلك المتعلقة بقطاع الطاقة، وتجديد توريد الغاز الجزائري إلى أنقرة لمدة 3 سنوات إضافية.
ووقّع المدير العام لمجمع سوناطراك الجزائري، رشيد حشيشي، والرئيس التنفيذي لشركة "بوتاش" التركية عبدالواحد هيدان، اتفاقية تجارية تتعلق ببيع وشراء الغاز المسال، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
تفاصيل الصفقة الجديدة
تنص الصفقة الجديدة الموقّعة من الجانبين -حسب بيان حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه- على تمديد الاتفاقية التجارية لبيع الغاز الجزائري المسال لمدة 3 سنوات إضافية، إذ ستواصل سوناطراك تزويد بوتاش التركية بالغاز إلى نهاية عام 2027، والعقد الحالي ينتهي في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
بموجب الاتفاقية الموقّعة، من المقرر ضخ إمدادات تُقدَّر بـ4.4 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، وهي الخطوة التي تندرج ضمن التأكيد على العلاقات التاريخية بين البلدين في مجال الطاقة.
وكانت "بوتاش" قد وقّعت أول اتفاقية مع سوناطراك لتزويد تركيا بالغاز الجزائري المسال، عام 1988.
إمدادات الغاز إلى أوروبا الشرقية
تسعى السوق التركية -التي تمثّلها مؤسسة "بوتاش"- إلى التوسع في الحصول على إمدادات من الغاز الجزائري لتأمين احتياجاتها والتصدير إلى الدول المجاورة، في ظل مساعي أنقرة للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة الطاقة.
وتندرج الصفقة في إطار الاستفادة من العلاقات السياسية والتقارب الأخير بين الجزائر وأنقرة، وتفعيل موقع تركيا الجغرافي الإستراتيجي المطلّ على المتوسط، لاستقبال شحنات الغاز الجزائرية المنقولة بحرًا، وتوجيه أجزاء منها إلى أسواق البلدان المجاورة، ومن ثم تنويع عملاء الجزائر من الغاز.
ويؤكد توقيع الاتفاقية بين الشركتين التقارب بين البلدين، بالإضافة إلى ارتفاع الإنتاج الجزائري من الغاز الطبيعي المسال، إذ بلغ إنتاج محطتي أرزيو وسكيكدة 25.3 مليون طن سنويًا، وجّهت حصة كبيرة منها نحو فرنسا وتركيا.
وتستعمل "بوتاش" ميناء مرمرة لاستقبال لاستقبال ناقلات الغاز المسال القادمة من أهم المموّنين، لا سيما أن تركيا ضاعفت في السنوات الأخيرة حجم وارادات من الغاز، ما قد يضعها في موقع بوابة نحو أوربا الشرقية.
واستقبلت الشركة البلغارية "بلغار غاز"، خلال أبريل/نيسان 2023، الشحنة الأولى من الغاز الطبيعي المسال القادم من تركيا، في إطار اتفاقية مع "بوتاش" وقّعها الطرفان في يناير/كانون الثاني الماضي، يمتد لـ13 سنة، وينص على تحويل الغاز بقدرة تصل إلى 1.5 مليار متر مكعب سنويًا.
موضوعات متعلقة..
- أسعار الغاز الجزائري إلى إسبانيا تقترب من اتفاق جديد
- تركيا بوابة عبور الغاز الجزائري لأوروبا الشرقية.. هل تنتعش الشراكة؟
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف غاز في مصر على يد شركة عالمية
- التنقيب عن الذهب والفضة في المغرب يستقطب استثمارات كندية جديدة
- وكالة الطاقة الدولية ترسم ملامح التحول الأخضر في إستونيا وتحديات الصخر النفطي