التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

وظائف الفحم تواصل الانخفاض عالميًا.. والشرق الأوسط الأقل عددًا (تقرير)

توقعات بتراجعها بين 20% و45% بحلول 2030

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • الصين تستحوذ على 51% من إجمالي وظائف الفحم العالمية
  • عدد الوظائف في أوروبا 100 ألف، ما يعادل ضعف الشرق الأوسط
  • مزيج الكهرباء في الشرق الأوسط يعتمد على النفط والغاز بصورة رئيسة
  • تعدين الفحم في آسيا ما زال كثيف العمالة مقارنة بالاقتصادات المتقدمة
  • مساعدة عمال الفحم العاطلين مشكلة لمسارات تحول الطاقة المتسارعة

شهدت وظائف الفحم انخفاضًا ملحوظًا على مستوى العالم خلال السنوات الأخيرة، مع تسارع خطط تحول الطاقة وخفض الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري، خاصة في أوروبا وأميركا.

وأظهر تقرير تحليلي حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- تراجُع إجمالي عدد وظائف قطاع الفحم عالميًا إلى 6.2 مليون وظيفة عام (2022)، بانخفاض 225 ألف وظيفة عن مستويات عام (2019)، قبل جائحة كورونا.

وأوضح التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية تركُّز أغلب وظائف الفحم عالميًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بقيادة الصين التي تستحوذ وحدها على 51%، تليها الهند وإندونيسيا.

وظائف الفحم في الشرق الأوسط

تعدّ منطقة الشرق الأوسط هي الأقلّ عالميًا في عدد وظائف الفحم، التي لم تتجاوز 50 ألف وظيفة عام 2022، ما يمثّل 0.8% من الإجمالي العالمي.

وتضم منطقة الشرق الأوسط عدّة دول، أغلبها من دول الخليج التي يعتمد مزيج الطاقة والكهرباء فيها على النفط والغاز بصورة رئيسة، ولا تستعمل الفحم باستثناءات طفيفة ومحدودة في بعض الدول، بحسب ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة دوريًا.

بينما بلغ عدد وظائف الفحم في أفريقيا 100 ألف وظيفة عام 2022، ما يمثّل 1.6% من الإجمالي العالمي، وهو عدد مماثل للوظائف في أوروبا التي سجلت 100 وظيفة -أيضًا-.

كما بلغ عدد الوظائف في منطقتي أميركا الشمالية وأميركا الوسطى والجنوبية 100 ألف وظيفة لكل منهما، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.

خريطة وظائف المناطق الكبرى

استحوذت الصين وحدها على 3.1 مليون وظيفة، ما يعادل 51% من إجمالي وظائف الفحم العالمية، تليها الهند بـ1.6 مليون وظيفة تعادل 27% حتى عام 2022.

بينما استحوذت منطقة آسيا والمحيط الهادئ -باستثناء الصين- على 11%، أو ما يعادل 700 ألف وظيفة، لتستحوذ المنطقة شاملة الصين على 62% من الإجمالي العالمي.

أمّا منطقة أوراسيا، فقد بلغ عدد وظائفها المتصلة بقطاعات إمداد الفحم 300 ألف وظيفة، تعادل 4.8% من إجمالي الوظائف العالمية، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

تعدين الفحم في آسيا كثيف العمالة

رغم زيادة إنتاج الفحم الملحوظة في الاقتصاديات المتقدمة منذ الحرب الأوكرانية، فإنها لم تترجم إلى زيادة في عدد العاملين، لكنها أبطأت وتيرة الانخفاض في عمليات التسريح.

على العكس من ذلك، ما تزال الوظائف المرتبطة بقطاعات إمدادات الفحم متركزة في آسيا، لا سيما في الصين والهند وإندونيسيا المستحوذين على 85% من إجمالي وظائف الفحم عالميًا خلال 2022.

ويرجع تركُّز وظائف الفحم في آسيا إلى عوامل عديدة، من أبرزها، كثافة اعتماد كبرى الاقتصادات الآسيوية، مثل الصين والهند وإندونيسيا وجنوب شرق آسيا، على الفحم في توليد الكهرباء.

عمال الفحم في الصين
عامل فحم في الصين- الصورة من The Center for American Progress

كما يتّسم تعدين الفحم في البلدان الـ3 بكونه أقلّ اعتمادًا على الآلات، مقارنة بالتعدين في الاقتصادات المتقدمة في أوروبا وأميركا.

ويحتاج إنتاج طن من الفحم في الصين و الهند -على سبيل المثال- إلى 10 أمثال العمالة المطلوبة لإنتاجه في أستراليا والولايات المتحدة، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وتسمح هذه البيئة بتحقيق مكاسب هائلة في إنتاج العمالة، ما يسمح للعمالة بالبقاء في حالة مستقرة حتى عندما ينخفض الإنتاج ويتعرض لتقلبات موسمية.

توقعات وظائف الفحم بحلول 2030

تتوقع وكالة الطاقة الدولية -استنادًا إلى سيناريو السياسات الحالية- انخفاض إمدادات الفحم بصورة أكبر من مصادر الوقود الأحفوري الأخرى حول العالم بحلول عام 2030.

ويرجح هذا السيناريو انخفاض وظائف الفحم بأكثر من 20%، أو ما يعادل 1.4 مليون وظيفة، ليصل إجمالي الوظائف إلى 4.7 مليون وظيفة بحلول عام 2030.

ويستند هذا التقدير إلى معدلات التحسن في إنتاج العمالة، وزيادة عمليات الميكنة، إلى جانب الانخفاض العالمي المتوقع في إنتاج الفحم، بحسب تفسيرات وكالة الطاقة الدولية.

بينما يتوقع سيناريو الحياد الكربوني للوكالة انخفاض أكبر في وظائف الفحم بنسبة 45%، أو ما يعادل 2.8 مليون وظيفة، ليصل الإجمالي إلى 3.4 مليون وظيفة بحلول عام 2030.

تجربة الصين في مساعدة العمال العاطلين

يشير سيناريو الحياد الكربوني إلى أهمية مساعدة عمال الفحم الزائدين عن الحاجة عبر توفير فرص عمل بديلة أو مساعدتهم بطرق مختلفة، في إطار معالجة التأثيرات الاجتماعية المتوقعة لإغلاق المناجم، مع تقدّم مسارات تحولات الطاقة في العالم.

ونجحت الصين في توفير فرص عمل بديلة لمليون عامل في قطاع الفحم خلال المدة من 2016 إلى 2020، عبر تخصيص مبلغ 100 مليار يوان (15 مليار دولار) إلى صندوق صناعي خاص بدعم عمال المناجم العاطلين.

عمال المناجم في الصين
عمال المناجم في الصين -الصورة من sixth tone

وقدّم هذا الصندوق خيارات مختلفة للعمال من بينها، توفير فرص عمل بديلة، أو التقاعد المبكر، إلى جانب توفير مدفوعات خدمات الرعاية الاجتماعية.

ورغم ذلك، فهناك صعوبات في توفير فرص عمل بديلة لكل عمال المناجم العاطلين في الصين، لأسباب أخرى، من بينها قرب مساكن 90% من العمال من مناطق المناجم، ما يصعِّب عملية البحث عن بدائل في مناطق أبعد، ويجعلها عالية التكلفة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق