رئيسيةأخبار الغازغاز

مشروع توتال إنرجي للغاز المسال في موزمبيق يواجه مخاطر وقف التمويل

قيمته تصل إلى 20 مليار دولار

أحمد أيوب

يواجه مشروع توتال إنرجي للغاز المسال في موزمبيق، البالغ قيمته 20 مليار دولار، مخاطر وقف التمويل، في ظل تحركات يقودها عدد من النشطاء ومجموعات الضغط، ما قد يعرقل طموح البلد الواقع في شرق أفريقيا إلى استغلال موارده الطبيعية.

وطالب نشطاء ومجموعات ضغط بيئية مؤسسات التمويل الدولية بوقف دعمها لأحد أكبر مشروعات الغاز في موزمبيق الذي يتطلّب تمويلات ضخمة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأرسلت الجماعات البيئية رسالة إلى أكثر من 20 من المصارف ومؤسسات التمويل العالمية، المُقرر مشاركتها في تمويل محطة الغاز المسال في موزمبيق -التي تمتلك شركة "توتال إنرجي" الفرنسية النسبة الأكبر فيها-، لحثها على عدم المشاركة في تمويل المشروع لأضراره البيئية، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز، يوم الجمعة 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

"لا تموّلوا المشروع"

جاءت الرسالة المبعوثة من قِبل النشطاء وجماعات الضغط البيئية إلى البنوك ومؤسسات التمويل الدولية، التي تعتزم المشاركة في تمويل مشروع توتال إنرجي لبناء واحدة من أكبر محطات الغاز المسال في موزمبيق تحمل شعارات "لا تموّلوا هذا المشروع".

وقالت الرسالة: "يتعيّن على المصارف ومؤسسات التمويل العالمية المنخرطة في دعم المشروع سحب التمويلات المرتقبة للمحطة التي تبلغ استثماراتها 20 مليار دولار" .

وتأتي الرسالة في توقيت مفصلي بالنسبة إلى عملاقة الطاقة الفرنسية التي تستعد لإعادة إطلاق المشروع الذي يُعد أكبر استثمار أجنبي مباشر في أفريقيا.

موقع تابع لتوتال إنرجيز في موزمبيق
موقع تابع لتوتال إنرجي في موزمبيق - الصورة من لوموند

ويحذّر الناشطون من أن المشروع قد يؤدي إلى تفاقم مظاهر التغيرات المناخية في الدولة الفقيرة الواقعة في جنوب شرق أفريقيا.

وجاء في الرسالة التي يدعمها أكثر من 100 منظمة وناشط بيئي، بما في ذلك منظمة "أكشن إيد إنترناشيونال" و"غرين بيس فرانس"، الموجهة إلى جهات التمويل: "بصفتك داعمًا ماليًا مهمًا للمشروع، فإنك تتحمل مسؤولية مباشرة ومهمة في آثاره المروعة".

هل يستجيب الممولون؟

أُبرمت اتفاقات تمويل مشروع الغاز المسال في موزمبيق التابع لتوتال إنرجي في عام 2020 بقروض مباشرة، مغطاة من 8 وكالات لائتمان الصادرات، و19 مصرفًا تجاريًا إلى جانب بنك التنمية الأفريقي.

وقالت شركة الطاقة الفرنسية، إن ترتيبات تمويل المشروع ما تزال قائمة على الرغم من إعلان "القوة القاهرة" التي أدت إلى توقف المشروع في عام 2021 لتهديدات أمنية.

وفي الشهر الماضي، قال المُشرِّعون في هولندا، إنهم يُصرون على إجراء مناقشات مُعمَّقة بشأن مخاوف السلامة وحقوق الإنسان قبل موافقتهم على قرض بقيمة مليار يورو (1.06 مليار دولار) لمشروع الغاز المسال في موزمبيق، المتوقف منذ أبريل/نيسان 2021.

(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا)

ورحّبت ناشطة التمويل الخاص في منظمة أصدقاء الأرض في فرنسا لوريت فيليبو، بالقرار الهولندي بصفته خطوة مهمة، وقالت إن النشطاء "يأملون في أن يتخذ الممولون الآخرون إجراءات التقييمات المناسبة والانسحاب من المشروع الذي يُعد بمثابة قنبلة موقوتة".

في المقابل، قال مسؤول ائتماني مطلع على المفاوضات، إن نحو 15 مليار دولار من التمويل تجري مراجعتها، ما يعكس البدء مُجددًا في الإجراءات الخاصة بالتمويل.

وقال القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمؤسسة ائتمان الصادرات في جنوب أفريقيا، نتشنجيدزيني مافولا، إن المؤسسة تعتزم الحصول على موافقة مجلس الإدارة مطلع العام المقبل بشأن حصتها من التمويلات للمشروع.

وقال بنك إكسيم الأمريكي، الذي يقدم ضمانات إلى المشروع بقيمة 5 مليارات دولار، إنه يجري تنفيذ إجراءات بشأن خطط استئناف التمويلات.

مشروع الغاز المسال

يُعد مشروع توتال إنرجي أول مشروعات الغاز المسال في موزمبيق الذي يُطوّر من خلال محطتي إنتاج، إذ يعتمد على حقليْن بحريين هما غولفنهو وأتوم، وتبلغ سعتهما 13.1 مليون طن سنويًا.

مشروع الغاز المسال في موزمبيق تابع لشركة توتال إنرجي
أحد مشروعات الغاز المسال في موزمبيق - الصورة من موقع شركة ميتسوي اليابانية

وتستحوذ توتال إنرجي على حصة 26.5% في المشروع، في حين تؤول ملكية باقي الحصص إلى كل من: "إي إن إتش" الموزمبيقية، و"ميستوي آند كو" اليابانية، و"بي تي تي إي بي" التايلاندية، بالإضافة إلى 3 شركات هندية هي "أو إن جي سي فيدش"، و"بارات بتروليوم"، و"أويل إنديا ليمتد".

وكان من المتوقع تسليم أولى شحنات الغاز المسال من المشروع خلال العام المقبل (2024)، مع إنتاج يصل إلى 43 مليون طن من الغاز سنويًا.

وأعلنت شركة توتال إنرجي الفرنسية في مايو/أيار الماضي استعدادها لإعادة إطلاق عمليات مشروعها الضخم للغاز المسال في موزمبيق بعد توقف دام لمدة طويلة بسبب التهديدات الأمنية، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز آنذاك، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق