سجلت صادرات إيران من سوائل الغاز الطبيعي نموًا ملحوظًا هذا العام، ما يمنحها دفعة إيجابية لتعزيز حصتها من تلك السلعة الإستراتيجية في السوق العالمية.
ونمت صادرات إيران من الغاز في العام الماضي (2022 ) بنسبة 9% مقارنة بالعام السابق له 2021، الذي شهد تصدير نحو 17.3 مليار متر مكعب، بما يزيد عن 4 أضعاف متوسط نمو التجارة العالمية للغاز، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا السياق، قال وزير النفط جواد أوجي، إن صادرات إيران من سوائل الغاز الطبيعي سجلت نموًا يقترب من 20% هذا العام، مقارنةً بالعام الماضي (من مارس/آذار 2022 إلى مارس/آذار 2023)، وفق ما أوردته وكالة أنباء النفط الإيرانية شانا (SHANA).
وأضاف أوجي، أن إنتاج إيران من الغاز الطبيعي الخام (غير المنقى من الشوائب) قد شهد زيادة قدرها 50 مليون متر مكعب منذ تولت الحكومة الحالية مهامها في (أغسطس/آب 2021).
وأوضح أن وزارة النفط الإيرانية لديها خُطط رئيسة ومبادرات طموحة لتحسين جودة المنتجات النفطية.
وحدة إنتاج الديزل
جرى -مؤخرًا- تشغيل وحدة إنتاج وقود الديزل وفقًا لمعايير يورو 5، بسعة إنتاج تلامس 20 مليون لتر يوميًا في مصفاة أصفهان، كما يجري تنفيذ مشروعات مماثلة لتحسين الجودة في مصافٍ أخرى.
وأوضح وزير النفط الإيراني جواد أوجي، أن وزارته نجحت في توفير 36 مليون متر مكعب إضافية من الغاز يوميًا، لتشغيل محطات الكهرباء على مدار الأشهر الـ7 الماضية، ما خفّض استهلاك أشكال الوقود السائل، مثل الديزل، بواقع 20 مليون لتر.
وعلاوة على ذلك تلقت الصناعات الكبيرة 6 ملايين متر مكعب إضافية من الغاز يوميًا، مقارنةً بعام 2022.
وبخصوص تجميع غاز الشعلة (flare gas) جرى تجميع 11.5 مليون متر مكعب من هذا الوقود يوميًا من حقول شرق وغرب كارون.
وغاز الشعلة هو الغاز المصاحب للنفط، ويُحرق عند فوهة البئر، ويكون إما مُذوَّب في النفط وإما قبة غازية فوق النفط.
ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 19 مليون متر مكعب يوميًا بحلول نهاية العام الجاري (2023)، ما يعادل حجم الغاز من المرحلة الأولى في حقل بارس الجنوبي.
وسيُحول الغاز المجمع، بعد معالجته، إلى مواد خام تُستعمل في المجمعات البتروكيماوية، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
مفاوضات مع تركمانستان
قال وزير النفط الإيراني جواد أوجي، إن المفاوضات ما تزال جارية مع تركمانستان، من أجل إبرام عقد أكبر بخصوص الغاز.
وفي معرض رده على سؤال بشأن شائعات تتعلق باستقالته من منصبه، أوضح أوجي أنه لا يوجد هناك أي خلاف بينه وبين الحكومة، مؤكدًا أن تلك الأنباء عارية تمامًا من الصحة.
ارتفاع حاد في الاستهلاك
تشهد إيران ارتفاعًا حادًا في نصيب الفرد الاستهلاكي من الغاز، رغم كونها ثالث أكبر منتج في العالم، ولا تمتلك سوى كميات محدودة يمكن توجيهها نحو الصادرات.
ومن 256.7 مليار متر مكعب أنتجتها في عام 2021، استعملت إيران 241.1 مليار متر مكعب محليًا، ليتبقى أقل من 20 مليار متر مكعب متاحة للتصدير عبر خطوط الأنابيب، خصوصًا إلى تركيا والعراق.
ومن ثم تحتاج إيران إلى نحو 13.5 مليار متر مكعب سنويًا من الإنتاج الإضافي، لتغذية مشروع الغاز الطبيعي المسال، الذي تبلغ سعته 10.5 مليون طن سنويًا، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتستهدف إيران تعزيز الإنتاج المحلي من تلك السلعة المهمة إلى 547 مليار متر مكعب سنويًا بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، مقارنة بقرابة 368 مليار متر مكعب سنويًا حاليًا.
ويرى المراقبون أنه حال نجحت طهران في كبح نمو الطلب الجامح الذي شهدته البلاد خلال معظم العقد الماضي، وهو ما فشلت فيه لسنوات عديدة حتى الآن، فإن هذه الإضافات قد لا تكون كافية لتحقيق طموحات تصدير الغاز الطبيعي المسال.
موضوعات متعلقة..
- إيران تستأنف العمل في مشروع لإسالة الغاز الطبيعي رغم العقوبات
- هل تصبح إيران من مصدري الغاز المسال على المدى القريب؟ (مقال)
- الغاز الطبيعي في إيران.. لماذا تواجه صاحبة ثاني أكبر احتياطي عالميًا أزمة؟ (مقال)
اقرأ أيضًا..
- أوروبا تحدد انبعاثات غاز الميثان بحلول 2030.. والجزائر وأميركا أبرز المتضررين
- تقرير سعودي يرسم ملامح الطلب على النفط والمعروض في 2023 و2024
- مخاطر نقص إمدادات الغاز قد تظهر في الشتاء.. وهذه شروط ارتفاع الأسعار