أهداف السيارات الكهربائية "في المسار الخاطئ".. ما القصة؟
معدلات استعمال الفحم الحالية تدق ناقوس الخطر
نوار صبح
رغم أن مبيعات السيارات الكهربائية بدأت تتماشى -مؤخرًا- مع سيناريو 1.5 درجة مئوية لأول مرة، فإن حصة السيارات الكهربائية تمثّل في مبيعات سيارات الركاب الهدف الوحيد الذي سيُحَقَّق بحلول عام 2030، في حين إن 41 هدفًا آخر "خرجت عن مسار" هذا السيناريو أو "تمضي في الاتجاه الخاطئ"، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
جاء ذلك في تقرير، صدر الثلاثاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني، عن المؤسسات الخيرية بيزوس إيرث فانْد وكلايمت ووركس فاونديشن، والمؤسسة العلمية كلايمت آكشن تراكر، ومنظمة "أبطال الأمم المتحدة رفيعي المستوى لتغير المناخ"، ومعهد الموارد العالمية (دبليو آر آي)، بحسب وكالة أرغوس ميديا (argusmedia).
وتماشت مبيعات السيارات الكهربائية مع الأهداف المناخية، بعد أن وصلت إلى 10% من إجمالي مبيعات السيارات الخفيفة في عام 2022، وهي في طريقها لتحقيق هدف يتراوح بين 75 و95% بحلول عام 2030.
وعلى الرغم من أن ذلك يدعم سياسات جديدة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فقد أشار التقرير إلى أن نمو السيارات الكهربائية يقتصر إلى حدّ كبير على الصين وأوروبا والولايات المتحدة، مضيفًا أن "هناك حاجة لجهود إضافية لتوسيع هذه الفرصة لدى الدول النامية".
التخلص التدريجي من استعمال الفحم
ذكر التقرير الجديد الصادر عن مؤسسات عالمية معنية بالبيئة وتغير المناخ أن التخلص التدريجي من استعمال الفحم في توليد الكهرباء يجب أن يحدث بشكل أسرع 7 مرات من المعدلات الحالية لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.
وأفادت المنظمات: "هذا يعادل تقاعد ما يقرب من 240 محطة كهرباء متوسطة الحجم تعمل بالفحم سنويًا حتى عام 2030".
وأوضحت أنه على الرغم من أن توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح زاد بمعدل سنوي قدره 14% في السنوات الأخيرة، فإنه يحتاج إلى زيادة بنسبة 24% سنويًا لتحقيق أهداف 2030.
وتبرز الحاجة إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 43% والميثان بنسبة الثلث بحلول عام 2030 للوصول إلى 1.5 درجة مئوية، وهو الحدّ الأقصى لدرجات الحرارة الأكثر طموحًا في اتفاق باريس للمناخ، وفقًا للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن البنية التحتية العالمية للنقل العام تحتاج إلى زيادة أسرع بـ6 مرات مما هي عليه حاليًا، وهو ما يعادل بناء أنظمة النقل العام نحو 3 أضعاف حجم شبكة نيويورك سنويًا بحلول نهاية العقد.
وقال الرئيس التنفيذي لمعهد الموارد العالمية، آني داسغوبتا: "لقد أحرز العالم بعض التقدم - وفي بعض الحالات، نجاحًا هائلًا- ولكن عمومًا، نحن متخلفون، بسبب تحرّك العديد من الاتجاهات بسرعة في الاتجاه الخاطئ".
وقد سُجِّلت تراجعات كبيرة في الجهود الرامية إلى إلغاء التمويل العام للوقود الأحفوري، والحدّ بشكل كبير من إزالة الغابات، وزيادة نطاق التمويل العام العالمي، وتوسيع أنظمة تسعير الكربون، بحسب ما نشرته وكالة أرغوس ميديا (argusmedia).
ووجد التقرير أن المعدل السنوي لإزالة الغابات يجب أن ينخفض 4 مرات أسرع بحلول عام 2030، ويعادل ذلك إزالة مساحة 15 ملعب كرة قدم في الدقيقة في عام 2022، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضحت المنظمات: "في عام 2021... زاد التمويل الحكومي للوقود الأحفوري للمرة الأولى منذ عام 2018، إذ تَضاعف تقريبًا عن عام 2020 ليصل إلى أعلى المستويات المسجلة منذ ما يقرب من عقد من الزمن".
وخلص التقرير إلى ضرورة زيادة تمويل المناخ العالمي بشكل أسرع 8 مرات، بمقدار 490 مليار دولار سنويًا، طوال المدة المتبقية من هذا العقد.
اقرأ أيضًا..
- تسليم أول نظام لخلايا وقود الهيدروجين البحري (صور)
- تقرير سعودي يرسم ملامح الطلب على النفط والمعروض في 2023 و2024
- أنس الحجي: فشل مزارع الرياح البحرية صفعة لـ"بايدن".. والفحم والغاز رابحان