سوق خدمات تخزين النفط والغاز العالمية تلامس 1.53 مليار دولار بحلول 2030
محمد عبد السند
- تشهد سوق خدمات تخزين النفط والغاز نموًا بوتيرة سريعة.
- توقعات بنمو سوق خدمات تخزين النفط والغاز إلى 1.53 مليار دولار بحلول 2030.
- تقود أميركا الشمالية سوق خدمات تخزين النفط والغاز.
- يقود القطاع الصناعي سوق خدمات تخزين النفط والغاز.
- الطلب المتسارع على المنتجات البتروكيميائية قاد إلى توسع سريع في سعة أنشطة التكرير.
تُظهِر سوق خدمات تخزين النفط والغاز العالمية آفاقًا إيجابية بفضل النمو المتسارع للاستثمارات في مشروعات النفط والغاز، من قِبل المطورين الدوليين الذين يتطلعون دائمًا لتعزيز حصصهم السوقية في هاتين الصناعتين الإستراتيجيتين.
وتبرز الأسواق الناشئة، مثل الصين والهند وإندونيسيا، العمود الفقري الداعم لتلك السوق الحيوية، بفضل الطلب المتنامي على النفط والغاز في تلك الدول؛ ما يُحفّز البلدان الرئيسة المصدرة لهما على تسريع إنتاجها من السلعتين الحيوتين لتلبية احتياجات الأسواق الأخرى، وزيادة ربحيتها، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويأتي هذا رغم تزايد الدعوات المطالبة بتقليص الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري -النفط والغاز الطبيعي والفحم- والاستعاضة عنها بالطاقة المتجددة في توليد الكهرباء النظيفة المستدامة، اتساقًا مع الأهداف المناخية وتعزيز أمن الطاقة.
وفي هذا المسار وضع تقرير حديث صادر عن مؤسسة كينجز ريسيرش قيمة سوق خدمات تخزين النفط والغاز العالمية عند 1.12 مليار دولار في العام الماضي (2022)، متوقعًا أن ترتفع تلك القيمة إلى 1.53 مليار دولار بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، بنمو سنوي مركّب نسبته 3.97%، خلال مدة التوقعات الممتدة من 2023 إلى 2030.
محفزات النمو
قال التقرير إن الزيادة في مستويات الطلب على النفط، بدعم من الاستعمال المتزايد للمنتجات النفطية مثل البنزين والديزل وأنواع الوقود الأخرى، تؤدي دورًا مهمًا في تسريع وتيرة نمو سوق خدمات تخزين النفط والغاز العالمية.
ووجد التقرير أن الطلب المتسارع على المنتجات البتروكيميائية قاد إلى توسع سريع في سعة أنشطة التكرير.
كما يأتي النمو القوي في سوق خدمات تخزين النفط والغاز مدعومًا بالحاجة إلى بناء منشآت تخزين إضافية مزوّدة بإجراءات سلامة مشددة نتيجة الزيادة في سعة إنتاج المصافي.
وتشتمل خدمات تخزين النفط والغاز على البنية التحتية والمنشآت التي تقدم خيارات تخزين إلى قطاع النفط.
وتُعَد تلك الخدمات حاسمة لإدارة وتخزين النفط الخام والمشتقات النفطية، والغاز الطبيعي عند مراحل مختلفة من سلسلة الإمدادات.
وتعمل محطات التخزين بوصفها مراكز لتسليم وتوزيع وتخزين المنتجات النفطية، وتتألّف تلك المحطات، في أغلب الأحوال، من منشآت لخلط المواد، والبنية التحتية للشحن والتفريغ، وإجراءات ضمان الجودة.
صفقة داعمة للسوق
في مارس/آذار (2023)، استحوذت شركة إنبريدج (Enbridge) العاملة في مجال نقل النفط وتوزيعه ومقرها كندا على منشأة تخزين الغاز تريس بالاسيوس (Tres Palacios) الكائنة في مقاطعة ماتاغوردا بولاية تكساس الأميركية، نظير ما إجمالي قيمته 335 مليون دولار.
وقد أُبرِمت الصفقة بالتعاون مع شركتي بروكفيلد إنفراستراكشر بارتنرز (Brookfield Infrastructure Partners) وكريستوود إكويتي بارتنرز إل بي (Crestwood Equity Partners LP)؛ ما مكّن إنبريدج من توسيع محفظتها الاستثمارية بما إجمالي قيمته 35 مليار قدم مكعبة إضافية من الغاز على طول ساحل خليج المكسيك.
الأسواق الناشئة تدعم
مثّلت الزيادة في معدلات استهلاك الوقود، ولا سيما في الأسواق الناشئة مثل الصين والهند وإندونيسيا، عنصرًا رئيسًا في دعم سوق خدمات تخزين النفط والغاز، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وهذا الطلب المتصاعد على المنتجات النفطية يحفز منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" والولايات المتحدة الأميركية على تسريع وتيرة إنتاجهما النفطي وتعزيز جهود التنقيب والاستكشاف.
ونتيجة لذلك كانت هناك زيادة ملحوظة في إنتاج النفط والغاز؛ ما عزز بدوره الاستثمارات في سوق خدمات تخزين النفط والغاز .
ومع تنامي أعداد السكان عالميًا، وازدهار الأنشطة الاقتصادية قياسًا بأوقات سابقة، تبرز حاجة متزايدة لموارد الطاقة بهدف دفع التنمية الصناعية، وتوليد الكهرباء، والنقل، والعمليات الحيوية الأخرى التي تعول عليها الصناعات المختلفة.
أميركا الشمالية تقود السوق
حقّقت أميركا الشمالية أعلى الإيرادات في سوق خدمات تخزين النفط والغاز خلال العام الماضي (2022)، وجاء النمو في تلك السوق الإقليمية مدعومًا -أساسًا- بالصعود الكبير في صادرات النفط الخام والمنتجات النفطية من قِبل الولايات المتحدة الأميركية؛ ما أسهم في تحفيز الاستثمارات بمحطات التخزين في تلك المنطقة الحيوية من العالم.
وتساعد الزيادة في عمليات التنقيب والاستكشاف بالولايات المتحدة على التوسع في سوق خدمات تخزين النفط والغاز بأميركا الشمالية.
وعلاوة على ذلك تُركِّز الحكومات على استحداث ودعم مبادرات تخزين النفط بوصفها وسيلة لحماية الاقتصاد وتحصينه ضد أزمات الطاقة، وتقليص انبعاثات غازات الدفيئة، المسبب الرئيس لظاهرة التغيرات المناخية.
أنشطة الاستكشاف والإنتاج
أسهمت أنشطة التكرير والتصنيع أو ما يُطلق عليه داون ستريم Downstream بنصيب الأسد في سوق خدمات تخزين النفط والغاز في عام 2022، مقارنةً بأنشطة الاستكشاف والإنتاج الآب ستريم (Upstream)، أو أنشطة النقل الميد ستريم (Midstream).
ويشتمل قسم الداون ستريم على أنشطة التكرير والمعالجة والتوزيع التي تحوّل الخام إلى منتجات قيّمة مثل البنزين والديزل ووقود الطائرات والمواد البتروكيميائية.
وتؤدي تلك الأنشطة دورًا حيويًا في سد احتياجات الطاقة العالمية، وضمان إمدادات مستمرة للمشتقات النفطية لصناعات مختلفة ومستهلكين مختلفين.
التطبيقات الصناعية
من حيث التطبيق، يقود القطاع الصناعي سوق خدمات تخزين النفط والغاز، وهو ما يُعزى إلى الاستعمال المتنامي لتلك الأنشطة في قطاع التصنيع، والبتروكيماويات، وتوليد الكهرباء والعمليات الصناعية المختلفة.
ويأتي التوسع في نمو القطاع التصنيعي مدعومًا بالزيادة في الأنشطة الصناعية، والنمو الاقتصادي المتواصل، إلى جانب الحاجة إلى عمليات كثيفة الاستهلاك للكهرباء.
موضوعات متعلقة..
- التنقيب عن النفط والغاز في بريطانيا ينتعش بـ27 رخصة جديدة
- استمرار التنقيب عن النفط يتصدر أولويات المرشحة لرئاسة حكومة بريطانيا
-
إطلاق أول جولة تراخيص في بحر الشمال للتنقيب عن النفط والغاز منذ عام 2019
-
بريطانيا تواجه اتهامات بـ"الجنون" بعد حظر مشروعات النفط الجديدة
اقرأ أيضًا..
- الألواح الشمسية في غزة.. هل تحل أزمة نقص الكهرباء المتفاقمة؟
- سوق خلايا وقود الطائرات تلامس 6 مليارات دولار بحلول 2035
- أكبر 5 صفقات نفطية في أكتوبر تشهد أضخم استحواذين خلال 2023 (تقرير)
- تقرير يحذر من ارتفاع أسعار النفط فوق 150 دولارًا.. متى يحدث ذلك؟