سعة استيراد الغاز المسال في أوروبا تواصل الارتفاع رغم تراجع الطلب (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
زادت سعة استيراد الغاز المسال في أوروبا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، ما يوسع الفجوة بين قدرات الإسالة والطلب على الغاز الآخذ في الانخفاض، بالتزامن مع الإجراءات التي اتخذتها القارة العجوز لتقليل الاعتماد على الإمدادات الروسية.
وبحسب تقرير حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- ارتفعت قدرة استيراد الغاز الطبيعي المسال في أوروبا بمقدار 36.5 مليار متر مكعب منذ أوائل عام 2022.
يأتي ذلك رغم ارتفاع استهلاك الغاز الطبيعي المسال بمقدار 4.8 مليار متر مكعب فقط منذ بداية العام الجاري (2023)، مقابل زيادة بلغت 46.2 مليار متر مكعب خلال المدة نفسها في عام 2022، وفقًا للتقرير الصادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.
محطات إسالة الغاز في أوروبا
منذ بداية العام الماضي (2022)، أُضيفت 6 محطات جديدة إلى سعة استيراد الغاز المسال في أوروبا، إلى جانب توسعة أخرى قائمة، وإعادة تشغيل محطة كانت متوقفة مؤقتًا، فضلًا عن محطة غاز مسال عائمة، ولكنها لم تعمل حتى الآن.
وفي مقابل ذلك، استقرت واردات الدول الأوروبية من الغاز الطبيعي المسال، واستمر استهلاك الغاز في التراجع، وفق ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.
ومن المتوقع أن تصل سعة استيراد الغاز المسال في أوروبا إلى 406 مليارات متر مكعب سنويًا بحلول عام 2030، بزيادة تبلغ 143 مليار متر مكعب عن مستويات عام 2021.
بينما من المقدر تراجع استهلاك أوروبا من الغاز إلى 400 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، بدافع من الخطط الأوروبية التي تهدف إلى خفض الطلب عى الغاز.
وأقر الاتحاد الأوروبي لائحة خاصة لتشجيع الخفض الطوعي للاستهلاك بنسبة 15% في الدول الأعضاء لمدة عام، بدءًا من أبريل/نيسان 2023، حتى 31 مارس/آذار 2024.
وبلغ متوسط معدل استغلال محطات الغاز الطبيعي المسال في أوروبا نسبة 58% منذ بداية يناير/كانون الثاني حتى سبتمبر/أيلول 2023.
هل أوروبا بحاجة إلى المزيد من محطات الإسالة؟
مع انخفاض استهلاك الغاز الأوروبي، يطرح معهد اقتصادات الطاقة تساؤلًا حول الحاجة إلى بناء بنية تحتية لزيادة سعة استيراد الغاز المسال في أوروبا حتى عام 2030.
ويرى التقرير أن انخفاض الطلب على الغاز يناقض ما يُثار أن أوروبا تحتاج إلى المزيد من البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال لتحقيق أهدف أمن الطاقة.
وأوضح أنه رغم الخفض الكبير في استهلاك الغاز فإن الحكومات تخاطر بالعمل على بناء المزيد من المحطات بدلًا من خطوط الأنابيب الروسية، بهدف زيادة سعة استيراد الغاز المسال في أوروبا، ما يعرض القارة لتقلبات الأسعار.
ويشير التقرير إلى ارتفاع واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 4% فقط على أساس سنوي خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى سبتمبر/أيلول 2023، مقابل قفزة بنسبة 62% خلال المدة نفسها من 2022.
ونجح الاتحاد الأوروبي في تحقيق أهداف تخزين الغاز خلال فصل الشتاء قبل الموعد المحدد، وأعلن تعبئة 99.5% من مخزونات الغاز، وهو رقم قياسي، بعدما كان يهدف إلى نسبة 90% بحلول 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وبلغ إنفاق دول الاتحاد الأوروبي على وارداتها من الغاز الطبيعي المسال منذ بداية يناير/كانون الثاني حتى نهاية يوليو/تموز 2023، نحو 41 مليار يورو (43.22 مليار دولار)، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وكان كل من الولايات المتحدة وروسيا وقطر، أكبر المستفيدين من الإنفاق الأوروبي على وراداته من الغاز خلال تلك المدة، بقيمة بلغت 17.2 مليار يورو (18.13 مليار دولار)، و5.5 مليار يورو (5.79 مليار دولار)، و5.4 مليار يورو (5.69 مليار دولار)، على الترتيب.
ومنذ بداية 2023 حتى سبتمبر/أيلول 2023، بلغ إجمالي واردات كل من الاتحاد الأوروبي وتركيا والمملكة المتحدة من الغاز الطبيعي المسال نحو 125 مليار متر مكعب.
ويُشار إلى أن واردات أوروبا من الغاز المسال من روسيا خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى سبتمبر/أيلول 2023، لم تشهد أي تغيير، مقارنة بالمدة المقابلة من 2022.
موضوعات متعلقة..
- سعة استيراد الغاز المسال في أوروبا قد ترتفع 136%.. وتحذيرات من مخاطر مالية وبيئية
- سعة استيراد الغاز المسال في أوروبا قد ترتفع 34% بحلول 2024
- سعة استيراد الغاز.. تعزيز أوروبا للمشروعات الجديدة لا يحل أزمة الإمدادات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 صفقات نفطية في أكتوبر تشهد أضخم استحواذين خلال 2023 (تقرير)
- قطع الغاز الإسرائيلي يربك حسابات مصر.. هل يهدد أمن الطاقة؟
- باحث: الغاز الإسرائيلي ورقة ضغط على مصر.. ودولتان يمكنهما المساعدة