مستقبل الغاز الطبيعي في أحدث سيناريوهات وكالة الطاقة الدولية (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة- رجب عز الدين
- ارتفاع الطلب على الغاز بنسبة 25% خلال المدة من 2010 إلى 2022
- سيناريو السياسات الحالية يتوقع ارتفاع الطلب فوق 4 تريليونات متر مكعب 2050
- سيناريو التعهدات المناخية المعلنة يفترض انخفاض الطلب إلى أدنى من 2.5 تريليون متر مكعب
- سيناريو الحياد الكربوني يفترض هبوط الطلب إلى 919 مليار متر مكعب 2050
- تفاوت توقعات الإنتاج وتجارة الأنابيب والغاز المسال بين السيناريوهات الثلاثة
تختلف التقديرات حول مستقبل الغاز الطبيعي في العالم من مؤسسة إلى أخرى على حسب منطلقاتها التحليلية ونماذجها الحسابية التي تتأثر غالبًا بتحيزات كامنة ومواقف مسبقة من الوقود الأحفوري عامة.
ورسم تقرير حديث، صادر عن وكالة الطاقة الدولية، 3 سيناريوهات تتنبأ بمستقبل الغاز الطبيعي حتى عام 2050، شاملة توقعات الطلب والإنتاج والتجارة على مستوى غاز خطوط الأنابيب والغاز المسال.
وتطلق الوكالة على النموذج الأول سيناريو السياسات الحالية "STEPS"، في حين تطلق على الثاني سيناريو التعهدات المناخية المعلنة "APS"، أما الثالث فهو سيناريو الحياد الكربوني "NZE".
الطلب على الغاز يرتفع 25% منذ 2010
أظهر التقرير -الذي حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- ارتفاع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بنسبة 25% خلال الأعوام الـ12 الأخيرة، ليصعد من 3.326 تريليون متر مكعب في عام 2010 إلى 4.159 تريليون متر مكعب في عام 2022.
كما ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي عالميًا بنسبة 26.3% من 3.274 تريليون متر مكعب عام 2010، إلى 4.139 تريليون متر مكعب في عام 2022.
وقفز صافي تجارة الغاز الطبيعي العالمية -شاملة خطوط الأنابيب والغاز المسال- بنسبة 26.5% خلال هذه المدة، لتصعد من 640 مليار متر مكعب عام 2010 إلى 810 مليارات متر مكعب عام 2020.
يوضح الرسم التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- واردات مناطق العالم المختلفة من الغاز المسال في عامي 2021-2022:
أما بالنسبة إلى حركة أسعار الغاز الطبيعي فقد شهدت ارتفاعات متفاوتة من منطقة إلى أخرى خلال الأعوام الـ12 الماضية، باستثناء الولايات المتحدة، التي انخفضت فيها متوسطات الأسعار بنسبة 12% من 5.8 دولارًا عام 2010 إلى 5.1 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في عام 2022.
بينما تضاعفت الأسعار في الاتحاد الأوروبي أكثر من مرتين وربع المرة (226.2%)، خلال المدة المشار إليها، لتقفز من 9.9 دولارًا عام 2010 إلى 32.3 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية في عام 2022.
كما ارتفعت الأسعار في آسيا، ولكن بصورة أقل حدة من الاتحاد الأوروبي، لتصعد في اليابان من 8.8 دولارًا في عام 2010، إلى 13.7 دولارًا في عام 2022، بنسبة نمو 55.7%.
بينما صعدت الأسعار في الصين بنسبة 9% فقط خلال الأعوام الـ12 الماضية، لتتحرك من 14.6 دولارًا في عام 2010 إلى 15.9 دولارًا في عام 2022، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير آفاق الطاقة العالمية (2023).
مستقبل الغاز الطبيعي في سيناريوهات الطلب
يرسم سيناريو السياسات الحالية لوكالة الطاقة الدولية توقعات مختلفة بشأن مستقبل الغاز الطبيعي بحلول عام 2030 وحتى عام 2050، خلافًا لسيناريوهات التعهدات المناخية المعلنة والحياد الكربوني.
ويتوقع هذا السيناريو ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي عالميًا من 4.159 تريليون متر مكعب عام 2022، إلى 4.299 تريليون متر مكعب بحلول عام 2030، تنخفض بعد ذلك إلى 4.173 تريليون متر مكعب بحلول عام 2050.
بينما يتوقع سيناريو التعهدات المناخية المعلنة انخفاض الطلب العالمي على الغاز الطبيعي إلى 3.861 تريليون متر مكعب بحلول عام 2030، تهبط بعدها إلى 2.422 تريليون متر مكعب بحلول عام 2050.
أما سيناريو الحياد الكربوني فيرسم تقديرات مختلفة حول مستقبل الغاز الطبيعي، إذ يتوقع تراجع الطلب العالمي إلى 3.403 تريليون متر مكعب بحلول عام 2030، ثم هبوطه بحدة إلى 919 مليار متر مكعب فقط بحلول عام 2050.
مستقبل الغاز الطبيعي في سيناريوهات الإنتاج
يبدو مستقبل الغاز الطبيعي في سيناريوهات الإنتاج مختلفًا من نموذج إلى آخر، إذ يتوقع سيناريو السياسات الحالية ارتفاع الإنتاج العالمي للغاز من 4.138 تريليون متر مكعب عام 2022، إلى 4.299 تريليون متر مكعب بحلول عام 2030، تنخفض بعد ذلك إلى 4.173 تريليون متر مكعب بحلول عام 2050.
بينما يتوقع سيناريو التعهدات المناخية المعلنة انخفاض الإنتاج العالمي إلى 3.861 تريليون متر مكعب بحلول عام 2030، تهبط بعدها إلى 2.422 تريليون متر مكعب بحلول عام 2050.
أما سيناريو الحياد الكربوني فيتوقع تراجع الإنتاج إلى 3.403 تريليون متر مكعب بحلول عام 2030، ثم هبوطه بحدة إلى 919 مليار متر مكعب فقط بحلول عام 2050.
ويلاحظ أن توقعات السيناريوهات الثلاثة للإنتاج متطابقة تمامًا مع توقعات الطلب، دون هامش زيادة أو نقص على غير المعتاد في تقديرات العرض والطلب التي تترك هامشًا لاحتمال النقص والزيادة، خاصة عند التنبؤ طويل الأمد، بحسب ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.
مستقبل الغاز الطبيعي في سيناريوهات التجارة
يتوقع سيناريو السياسات الحالية ارتفاع إجمالي أحجام تجارة الطاقة الدولية للغاز -شاملة خطوط الأنابيب والغاز المسال- من 810 مليارات متر مكعب عام 2022، إلى 919 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، تزيد بعدها إلى 921 مليار متر مكعب بحلول عام 2050.
وسيزيد حجم تجارة الغاز المسال من 479 مليار متر مكعب عام 2022 إلى 611 مليار متر مكعب عام 2030، تزيد بعدها إلى 656 مليار متر مكعب بحلول 2050.
بينما يتوقع زيادة حجم تجارة الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب من 331 مليار متر مكعب عام 2022، إلى 309 مليارات متر مكعب عام 2030، تنخفض بعدها إلى 265 مليار متر مكعب بحلول 2050.
بينما يتوقع سيناريو التعهدات المناخية المعلنة زيادة حجم تجارة الغاز الطبيعي الشاملة إلى 827 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، تهبط بعدها بشدة إلى 370 مليار متر مكعب بحلول عام 2050.
ويفترض هذا السيناريو زيادة حجم تجارة الغاز المسال العالمية من 479 مليار متر مكعب عام 2022 إلى 588 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، تهبط بعدها بشدة إلى 242 مليار متر مكعب بحلول 2050.
بينما يفترض انخفاض حجم تجارة الغاز عبر خطوط الأنابيب من 331 مليار متر مكعب عام 2022، إلى 246 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، لتهبط بعدها بحدة إلى 125 مليار متر مكعب فقط بحلول 2050.
أما سيناريو الحياد الكربوني فيتوقع تراجع إجمالي أحجام تجارة الغاز الطبيعي الشاملة من 810 مليارات متر مكعب عام 2022، إلى 719 مليار متر مكعب بحلول 2030، تنزلق بعدها بحدة إلى 187 مليار متر مكعب فقط بحلول عام 2050.
ويفترض هذا السيناريو زيادة حجم تجارة الغاز المسال العالمية من 479 مليار متر مكعب عام 2022، إلى 507 مليارات متر مكعب بحلول عام 2030، تهبط بعدها بشدة إلى 121 مليار متر مكعب بحلول 2050.
بينما يفترض انخفاض حجم تجارة الغاز عبر خطوط الأنابيب من 331 مليار متر مكعب عام 2022، إلى 220 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، تهبط بعدها إلى مستوى تاريخي لا يزيد على 47 مليار متر مكعب بحلول 2050.
موضوعات متعلقة..
- أسواق الغاز العالمية.. حقائق الإنتاج والاستهلاك وخرائط الصادرات والواردات (رسوم بيانية)
- استهلاك الغاز الطبيعي في الصين يستمر بقوة حتى 2050.. وتوسعات بخطوط الأنابيب
- تقرير دولي: نقص استثمارات الغاز يعرّض تحول الطاقة للخطر
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الشمسية في العراق تترقب مشروعًا ضخمًا بشراكة صينية
- بئر نفطية في ليبيا تبدأ الإنتاج بعد 22 عامًا من اكتشافها
- قيمة أسواق الكربون العالمية قد تتجاوز 800 مليار دولار في 2023