التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

تقرير دولي: نقص استثمارات الغاز يعرّض تحول الطاقة للخطر

الغاز مطلوب بشدة حتى في سيناريو الحياد الكربوني

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

ما تزال زيادة استثمارات الغاز الطبيعي ضرورية للغاية، لتلبية الطلب المتزايد ودعم أهداف تحول الطاقة، حتى بعد الاضطرابات التي شهدها العام الماضي (2022)، وشجعت بعض الدول على إيجاد بدائل، وفق تقرير حديث حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه.

وباتت سوق الغاز الطبيعي أكثر مرونة، وبدأت تستعيد عافيتها في 2023، بعد عام 2022 الأكثر اضطرابًا في تاريخها، جراء الغزو الروسي لأوكرانيا، إلّا أنها تظل في توازن غير مستقر مع نقص الاستثمارات، حسبما أفاد التقرير السنوي الصادر، الخميس 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن الاتحاد الدولي للغاز، بالتعاون مع شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.

ويرى التقرير -الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن عدم اليقين غير المسبوق في الطلب -وسط أهداف الحياد الكربوني- وقلة استثمارات الغاز الطبيعي والغازات منخفضة الكربون والمتجددة يعرّض أهداف تحول الطاقة للخطر، ويقوّض القدرة على تحمّل تكاليف الطاقة، ويهدد الأمن والاستدامة.

ونتيجة لنقص الإمدادات وارتفاع الأسعار في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية، انخفض الطلب العالمي على الغاز بنسبة 1.5% في عام 2022، بقيادة أوروبا، ليصل إلى 3.99 تريليون متر مكعب.

وشهد النصف الأول من عام 2023 إشارات متباينة بشأن الطلب مع نموه في الولايات المتحدة والصين؛ ما عوّض الانخفاضات الكبيرة في أوروبا وأجزاء شرق آسيا.

في المقابل، لم يشهد إنتاج الغاز العالمي تغييرًا ملحوظًا في 2022، إذ ارتفع 0.5% فقط، ليصل إلى 4.04 تريليون متر مكعب؛ وقد عوّض ارتفاع إمدادات أميركا الشمالية انخفاض إنتاج روسيا؛ بسبب تداعيات الحرب، إلّا أن الوضع لم يشهد تحسنًا كبيرًا في النصف الأول من 2023.

احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في العالم

تُظهر السيناريوهات المختلفة للسوق العالمية حتى 2030 استمرار الحاجة إلى تعزيز استثمارات الغاز لتلبية الطلب المحتمل حتى في سيناريو الحدّ من ارتفاع درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية، الذي يتطلب انخفاضًا حادًا في الطلب على الطاقة.

ووصلت احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في العالم إلى أكثر من 210 تريليونات متر مكعب حتى نهاية أغسطس/آب 2023؛ ما يعني توافر الموارد اللازمة لتلبية الطلب، لكن يظل نقص الاستثمار عقبة رئيسة، وفق تقديرات الاتحاد الدولي للغاز.

ويرى الاتحاد الدولي للغاز أن المشروعات الحالية للغاز الطبيعي والغازات منخفضة الكربون أقلّ من توقعات الطلب المحتملة، ما يعني الحاجة إلى تعزيز الاستثمارات.

وبالنسبة إلى الغازات منخفضة الكربون، بلغت قدرة إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون 3.2 مليون طن سنويًا في 2022، ووصلت سعة إنتاج الميثان الحيوي لنحو 7 مليارات متر مكعب، وهو أقلّ بكثير من معظم أهداف عام 2030.

ويؤدي الغاز الطبيعي والغازات منخفضة الكربون والغازات المتجددة دورًا محوريًا في إزالة الكربون من أنظمة الطاقة عالميًا، وذلك بفضل قدرة البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال على التكيّف وتوفير المرونة اللازمة في أوقات الاضطرابات، وهو ما تجلّى مؤخرًا في زيادة أوروبا وارداتها من الغاز المسال، لتعويض الانخفاض الحادّ في الغاز الروسي عبر الأنابيب.

وفي عام 2022، ارتفعت واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 69%، لتصل إلى 124 مليون طن (169 مليار متر مكعب)، لتتجاوز واردات خطوط الأنابيب للمرة الأولى، كما يوضح الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

واردات أوروبا من الغاز المسال والطبيعي

توقعات إنتاج الغاز الطبيعي واستهلاكه

انخفضت استثمارات الغاز الطبيعي المخصصة لتعزيز الإنتاج بنسبة 58% بين عامي 2014 و2020، قبل أن تتعافي قليلًا في العامين الماضيين.

ويجب أن تتراوح استثمارات العالم في الغاز الطبيعي بين 300 و400 مليار دولار خلال المدّة من 2023 حتى 2030، قبل أن تنخفض إلى 80 مليار دولار بحلول 2050، وذلك في أشدّ سيناريوهات إزالة الكربون الخاصة بشركة ريستاد إنرجي، المتعلق بخفض درجة الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية.

ويمثّل هذا السيناريو أعلى مستوى من عدم اليقين، خاصة أنه يتطلب انتقالًا أسرع من المتوقع بعيدًا عن الوقود الأحفوري؛ ما يعني إمكان الحاجة إلى تعزيز استثمارات الغاز بوتيرة أكبر، وفق التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

منشأة غاز في أميركا
منشأة للغاز في أميركا - الصورة من OGV Energy

ودون مزيد من الاستثمار، من المتوقع أن يصل مستوى إنتاج الغاز عالميًا إلى 4.1 تريليون متر مكعب في عام 2023، ثم سينخفض إلى 3.1 تريليون متر مكعب عام 2030، قبل أن يقلّ قليلًا عن تريليون متر مكعب في عام 2050، وذلك بسبب التراجع الطبيعي الناجم عن نضج الحقول.

في المقابل، من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الغاز إلى 4.26 تريليون متر مكعب في 2030، قبل أن يتراجع إلى 1.85 تريليون متر مكعب، وفق سيناريو السياسات الحالية الخاص بوكالة الطاقة الدولية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق