وكالة الطاقة الدولية ترسم توقعات مستقبل سوق الفحم بحلول 2030 و2050
وحدة أبحاث الطاقة- أحمد عمار
- الحرب الروسية الأوكرانية تدفع سوق الفحم إلى تسجيل أرقام تاريخية
- زيادة إنتاج الفحم قصيرة الأجل وسط تحديات أمام المناجم الجديدة
- الانخفاض يسيطر على توقعات سوق الفحم في المستقبل
- توقعات بتراجع إمدادات الصين من الفحم 80% بحلول 2050
توقعت وكالة الطاقة الدولية استمرار تراجع سوق الفحم فيما يتعلق بالإنتاج والطلب والتجارة في جميع السيناريوهات التي طرحتها بحلول عامي 2030 و2050، رغم الارتفاع القياسي الذي شهده عام 2022.
وأوضحت وكالة الطاقة -في تقرير حديث اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن الطلب على الفحم سجل أعلى مستوياته على الإطلاق خلال العام الماضي، ليصل إلى 5.807 مليار طن، مقابل 5.21 مليار طن في عام 2010، ما أدى إلى ارتفاع سعره وزيادة الإنتاج المحلي.
وتُعد الحرب الروسية الأوكرانية وآثارها السلبية في الاقتصاد العالمي وفي مقدمتها قطاع الطاقة، السبب الرئيس في تسجيل الطلب على الفحم أعلى مستوياته تاريخيًا خلال 2022.
دفع ذلك الصين إلى العودة لضخ استثمارات في إنتاج الفحم نتيجة ارتفاع الأسعار ومخاوف أمن الطاقة، إذ زادت الإنتاج المحلي لتقليل الاعتماد على الواردات، وهو ما فعلته إندونيسيا أيضًا مع اعتبار أن الفحم مورد أساسي لهما.
ومع ذلك تؤكد وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها، أنه ما تزال هناك العديد من الحكومات والبنوك والمستثمرين وشركات التعدين تظهر عدم الرغبة في الاستثمار بالفحم خاصة النوع الحراري منه الذي يستعمل في توليد الكهرباء.
وعلى سبيل المثال، تشير وكالة الطاقة إلى أن هناك دلائل تظهر أن حصة الفحم في مزيج الطاقة بالدول المتقدمة تتراجع مع النمو السريع لمصادر الطاقة المتجددة.
ورغم تراجعه في الدول المتقدمة، تعتمد توقعات سوق الفحم بصورة أساسية على التطورات التي تشهدها الدول النامية والناشئة ومنها الصين التي تمثل نحو نصف إحمالي الطلب على الفحم.
ووصف التقرير -الذي رصدته وحدة أبحاث الطاقة- بأن تحول قطاع الكهرباء بعيدًا عن الفحم في الدول النامية والناشئة يُعد معقدًا بسبب حداثة عمر المحطات العاملة بالفحم في أنحاء آسيا والمحيط الهادئ، إذ يصل متوسط عمرها لأقل من 15 عامًا.
توقعات الطلب على الفحم
رصدت وكالة الطاقة الدولية 3 سيناريوهات لتوقعات تحركات سوق الفحم بحلول عامي 2030 و2050، سيطرت عليها توقعات الانخفاض التدريجي.
وفي سيناريو السياسات الحالية، من المتوقع أن ينخفض الطلب على الفحم بحلول عام 2030 إلى 5.007 مليار طن، وإلى 3.465 مليار طن في عام 2050، مقابل 5.807 مليار طن في عام 2022.
وتوقعت الوكالة في ذلك السيناريو، أن يرتفع الطلب على الفحم حتى منتصف ثلاثينيات القرن الحالي، ثم يغلب عليه الاستقرار، ليتراجع الطلب عليه من قطاع الكهرباء مقابل ارتفاع يشهده قطاع الصناعة.
وعلى صعيد سيناريو سياسات المناخ المعلنة، قدرت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب على الفحم سينخفض بحلول عام 2030 إلى 4.377 مليار طن، ليواصل التراجع بصورة ملحوظة إلى 1.530 مليار طن في عام 2050، أي بنسبة 25% و75% على التوالي، مقارنة بمستويات 2022.
وفي سيناريو الحياد الكربوني، من المتوقع أن يتراجع الطلب على الفحم إلى 3.257 مليار طن بحلول عام 2030، ليهبط بصورة كبيرة بحلول عام 2050 إلى 499 مليون طن أي بنسبة 90%.
إنتاج الفحم في العالم
ارتفع إنتاج الفحم خلال العام الماضي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، ليتجاوز 6 مليارات طن، بدعم من ارتفاع الأسعار ومخاوف أمن الطاقة.
ويوضح تقرير وكالة الطاقة الدولية، أن الصين والهند وإندونيسيا وغيرها من الدول المنتجة اتجهت خلال العام الماضي إلى زيادة الإنتاج، ولكنها عدت تلك الزيادة قصيرة الأجل، لأنها مرتبطة بأحداث الحرب الروسية الأوكرانية.
ويؤكد أن مشروعات مناجم الفحم الجديدة تواجه مخاوف بشأن مستقبل الطلب، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على التمويل.
وفي سيناريو السياسات الحالية للدول، توقعت وكالة الطاقة الدولية تراجع إنتاج الفحم بحلول عام 2030 إلى 5.007 مليار طن، وإلى 3.465 مليار طن في عام 2050، مقابل 6.112 مليار طن في عام 2022.
بينما توقع سيناريو سياسات المناخ المعلنة، انخفاض إنتاج الفحم بحلول عام 2030 إلى 4.337 مليار طن، قبل أن ينخفض بصورة ملحوظة إلى 1.530 مليار طن بحلول عام 2050، مقابل مستويات 2022.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية، أن يتراجع إنتاج الفحم الحراري بنسبة 75%، بما يتجاوز 3.75 مليار طن بحلول عام 2050، وانخفاض إنتاح فحم الكوك بأقل من 650 مليون طن أي بنسبة 65%.
ومن المتوقع كذلك هبوط إنتاج الصين من الفحم بمقدار 2.68 مليار طن بحلول عام 2050 بنسبة 80%، وانخفاض إنتاج الهند بمقدار 260 مليون طن أي بنسبة 60%.
كما يتوقع انخفاض إنتاج كل من أستراليا وإندونيسيا، بنسبة 85% و65% بين عامي 2022 و2050.
وعلى صعيد سيناريو الحياد الكربوني، من المتوقع تراجع إنتاج الفحم إلى 3.257 مليار طن بحلول عام 2030، مقابل 499 مليون طن في عام 2050.
تجارة الفحم
تُصنّف منطقة آسيا والمحيط الهادئ بأنها المحرك الرئيس لتجارة الفحم عالميًا، بقيادة الصين وإندونيسيا وأستراليا.
وجاءت الصين في مقدمة أكبر الدول المستوردة للفحم خلال العام الماضي بنحو 230 مليون طن.
وفي المقابل، كانت أستراليا وإندونيسيا المصدرتين الرئيستين للفحم، إذ شكلتا معًا 60% من صادرات الفحم خلال العام الماضي.
وتوضح بيانات وكالة الطاقة الدولية، أن تجارة الفحم ارتفعت خلال العام الماضي إلى 1.164 مليار طن، مقابل 948 مليون طن عام 2021.
وفي سيناريو السياسات الحالية، من المتوقع تراجع تجارة الفحم عالميًا بحلول عام 2030 إلى 920 مليون طن، وإلى 831 مليون طن بحلول عام 2050.
وتوقع سيناريو سياسات المناخ المعلنة، تراجع تجارة الفحم عالميًا إلى 803 ملايين طن بحلول عام 2030، ليواصل الهبوط بصورة كبيرة إلى 417 مليون طن في عام 2050.
وعلى صعيد سيناريو سياسات الحياد الكربوني، من المتوقع انخفاض تجارة الفحم عالميًا إلى 635 مليون طن بحلول عام 2030، ليتراجع بصورة ملحوظة إلى 129 مليون طن في عام 2050.
موضوعات متعلقة..
- 4 دول تستحوذ على أكثر من نصف الطلب على الفحم الحراري في العالم
- تسريع التخلص من محطات توليد الكهرباء بالفحم يفيد 3 فئات (دراسة)
- واردات الصين من الفحم في 2023 تقفز 60%
اقرأ أيضًا..
- مقترح أوروبي قد يضع صادرات الغاز الجزائري في ورطة
- مصادر مصرية: انقطاع الكهرباء لن ينتهي قريًبا.. وقد نضطر لزيادة عدد الساعات
- رؤساء 5 شركات عالمية يهاجمون وكالة الطاقة الدولية: إقصاء النفط نتيجته الفوضى