تقارير السياراترئيسيةسيارات

إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية.. اتفاق جديد بين عملاقين أوروبيين

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • الشركات الكبرى تولي أهمية بإعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية
  • إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية تسهم في جهود الحياد الكربوني
  • ستيلانتس وأورانو تعلنان مشروعًا مشتركًا لإعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية
  • تمضي ستيلانتس على المسار الذي يقودها لأن تصبح شركة حيادية الكربون بحلول عام 2038
  • يمكن أن تصل استعادة المعادن إلى مستويات استثنائية تتجاوز 90%

أضحت مشروعات إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية منتهية الصلاحية محل اهتمام متزايد من قبل عدد من الشركات الكبرى، لدورها الحاسم في ترسيخ مفهوم الاقتصاد الدائري الذي يولي أهمية قُصوى لتعزيز كفاءة استهلاك الموارد الطبيعية وخفض الهدر من تلك الصناعة صديقة البيئة.

وتنتهج تلك المشروعات تقنيات الاستهلاك والإنتاج العصرية، بما يضمن جودة حياة الأجيال الحالية والمستقبلية، وتحقيق الإدارة المستدامة والاستعمال الفاعل للموارد الطبيعية، وفق تقارير اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ولعل هذا ما حفز عددًا لا بأس به من الدول على تبني مناهج الاقتصاد الدائري، لدورها المهم في خفض الانبعاثات الكربونية، ما يقلّص آثار التغيرات المناخية، ويُسهم في تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي (2050).

مشروع مشترك

أعلنت عملاقة صناعة السيارات ستيلانتس Stellantis ونظيرتها الفرنسية أورانو Orano، المتخصصة في الوقود النووي، توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس مشروع مشترك لإعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية منتهية الصلاحية والخردة من مصانع ضخمة في أوروبا وأميركا الشمالية.

وتعزز المذكّرة مكانة ستيلانتس في سلسلة قيمة بطاريات السيارات الكهربائية عبر تأمين الوصول إلى معادن الكوبالت والنيكل والليثيوم التي لا غنى عنها لتلك الصناعة الحيوية، وتحول الطاقة، وفق ما أورده الموقع الإلكتروني الرسمي للشركة.

وقال النائب الأول لرئيس وحدة الاقتصاد الدائري في ستيلانتس أليسون جونز: "أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة قد أكدت الحاجة إلى إيجاد حلول مثل تلك التي توصلنا إليها مع أورانو، بهدف مواجهة التحدي المتمثل في ندرة الموارد الطبيعية والاستدامة".

وأضاف جونز: "استرشادًا بخطتنا الإستراتيجية (دير فوروارد 2030)، تلتزم ستيلانتس بالتحول إلى نموذجها الخاص بالإنتاج والاستهلاك عبر وفائها بمفهوم الاقتصاد الدائري".

إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية
متخصص يعيد تدوير بطاريات السيارات الكهربائية - الصورة من journals.openedition

الكتلة النشطة

يستفيد المشروع المشترك من مبادرة أورانو للتقنية الإبداعية منخفضة الكربون، ما يتيح استعادة جميع المواد من بطاريات الليثيوم أيون، وتصنيع مواد الكاثود الجديدة، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وسيُنتِج مشروع إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية منتهية الصلاحية -أيضًا- مواد تُعرف بـ"الكتلة السوداء" أو "الكتلة النشطة".

ومن الممكن تكرير تلك المواد في مصنع أورانو للمعادن المائية المقرر بناؤه في دونكيرك شمال فرنسا، تمهيدًا لإعادة استعمالها في بطاريات السيارات الكهربائية، وبالتالي إغلاق حلقة الاقتصاد الدائري.

كفاءة 90%

بفضل إستراتيجيتها الإبداعية المُخصصة لمرحلة ما قبل المعالجة، وتقنية المعادن المائية المتطورة، يمكن أن تصل استعادة المعادن إلى مستويات استثنائية تتجاوز 90%.

ويساعد هذا مصنعي المعدات الأصلية على الوصول إلى المستويات التي حددتها المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- بشأن معدل إعادة التدوير لبطاريات السيارات الكهربائية، وضمان استدامة نموذج الأعمال.

وفي سياق الطلب المتزايد على المعادن الإستراتيجية واعتماد أوروبا القوي على تلك المعادن، ترسخ أورانو وضعها بصفتها لاعبًا محوريًا في سلسلة القيمة المتكاملة، بدءًا من إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية منتهية الصلاحية إلى إنتاج مواد الكاثود.

وفي هذا السياق، قال مدير الابتكار والبحوث والتطوير والعلاج النووي والبطاريات في أورانو، غيوم دوريو: "نشعر بسعادة غامرة من تلك الشراكة مع لاعب رئيس مثل ستيلانتس، ما يتيح لنا العمل معًا في إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية منتهية الصلاحية".

وأضاف دوريو: "نحن فخورون لجلب تلك الخبرات والمعرفة ومزجها بالعملية الإبداعية لدينا، ما يمكننا من صنع حلقة مغلقة حقيقية، وما تزال أورانو ملتزمة بتطوير اقتصاد منخفض الكربون مع إعادة تدوير المواد الإستراتيجية اللازمة لتحول الطاقة والاقتصاد الدائري".

بطاية سيارة كهربائية
بطاية سيارة كهربائية - الصورة من mit.edu

إيرادات بالمليارات

في إطار خطتها الإستراتيجية (دير فوروارد 2030)، تعمل وحدة أعمال الاقتصاد الدائري التابعة لشركة ستيلانتس على تعزيز الإيرادات المتحققة من عمليات إعادة التدوير، من بينها إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية منتهية الصلاحية، بواقع 10 مرات، وتحقيق ما يزيد على ملياري يورو (نحو مليارين و ط117 مليون دولار) في إيرادات الاقتصاد الدائري الإجمالية بحلول نهاية العقد الحالي (2030).

(اليورو = 1.06 دولارًا أميركيًا)

وتمضي ستيلانتس على المسار الذي يقودها لأن تصبح شركة حيادية الكربون بحلول عام 2038، في جميع أنشطتها التجارية.

وسيمُد المشرع المشترك لإعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية منتهية الصلاحية -أيضًا- شركاء ستيلانتس وشبكتها العاملة في خدمات ما بعد البيع، ومصنعي المعدات الأصلية، بحلول ذكية لإدارة البطاريات منتهية الصلاحية، والخردة من المصانع الضخمة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وسيبدأ الإنتاج من مشروع إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية منتهية الصلاحية في النصف الأول من عام 2026، عبر إعادة استغلال أصول ستيلانتس ومنشآتها الحالية.

وستسهم الاستثمارات التي يجري ضخها في صقل مهارات موظفي ستيلانتس وأورانو في فتح آفاق مستدامة للأشخاص في مهامهم الجديدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق