وزير الطاقة السعودي: تغير المناخ ليس وسيلة لتحقيق غايات أخرى ومستعدون للمنافسة
الطاقة
شدد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان على أن المملكة تنظر إلى مكافحة تغير المناخ بصفتها هدفًا لخفض الانبعاثات، والعمل على حلول شاملة تستهدف رفع مستوى معيشة سكان الدول النامية والفقيرة.
وقال خلال مشاركته في منتدى الاستثمار السعودي الأوروبي الذي انعقدت فعالياته اليوم الإثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول (2023)، إن مكافحة التغير المناخي يجب النظر إليها بصدق على أنها هدف حقيقي وليست وسيلة تُستعمَل لتحقيق غايات أخرى، وهو ما تؤكده المملكة العربية السعودية من خلال التزامها باتفاقية باريس المناخية، وجهودها الحثيثة لدعم التحول إلى الطاقة النظيفة في العالم.
وأضاف وزير الطاقة السعودي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة: "التغير المناخي حقيقة علمية، ويحدث فعلًا على أرض الواقع، ولذلك علينا وضع الحلول بطريقة جماعية وشمولية ومنطقية".
مؤتمر المناخ السعودي
أشار وزير الطاقة السعودي إلى أن الشمولية في حلول معالجة تغير المناخ تعني، على سبيل المثال، التقاط الكربون والغازات المسببة للاحتباس الحراري، ليس فقط في المملكة أو في الاتحاد الأوروبي، بل في كل أنحاء العالم، بما يشمل مناطق قطع الأشجار وغيرها.
وشدد على ضرورة أن تضع الحلول المطروحة تحقيق التنمية لأكثر من 2.2 مليار نسمة، والارتقاء بمستوى معيشتهم، من خلال نظام مستدام للطاقة يقدّم الخدمات لخلق اقتصاد مستدام ويحافظ على الالتزامات مع مرور الزمن.
وقال، إن السعودية حرصت على تقديم نموذج يحتذي به الآخرون على هذا الصعيد، عبر تنظيمها مؤخرًا مؤتمرًا مناخيًا دعت إليه الجميع لإطلاعهم على ما تقوم به من مبادرات تتعلق بمكافحة التغير المناخي.
أعلنت الرياض، خلال استضافتها "أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023"، إطلاق برنامج يتعلق بشحّ الطاقة في العالم، يتضمن تقديم المساعدة للدول والمجتمعات التي تعاني من شح في الطاقة، وذلك دعمها بتوفير الغاز والطاقة المتجددة، وتوفير التعليم والرعاية الصحية عن بعد لمجتمعات تلك الدول.
اتفاق باريس
أكد وزير الطاقة السعودي أن بلاده كانت وستظل محورًا رئيسًا في العالم لكل الصناعات المتعلقة بالطاقة، جنبًا إلى جنب مع تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان: "كنّا وسنستمر محورًا لصناعة الطاقة والصناعات المتعلقة بها.. بل نستطيع التنافس في صناعة الطاقة مع الجميع، إذا كانت لديهم القدرة على المنافسة معها".
وأضاف أن المملكة في مرحلة انتقالية، ولديها الكثير من المحفزات في هذا القطاع، إلى جانب الكثير من التحديات، مبينا أنها واعية للتحول ومتطلبات التحول، مع إدراك حقيقة ضرورة الشمولية والاهتمام بالتغيرات المناخية.
وأشار إلى أن الجهود اليوم بسيطة، وهي تحقيق ما اتُّفِق عليه في اتفاق باريس وغيره، فالمملكة تركّز على ما جاء في الاتفاقية وتحافظ على التزاماتها التي وقّعتها.
الهوية البدوية
أعرب وزير الطاقة السعودي عن فخره بالهوية البدوية للشعب السعودي، مشيرًا إلى أن المملكة تنتقل نحو الحداثة وتحافظ على هويتها البدوية.
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان: "في البداية أودّ أن أرحّب بأصدقائنا وضيوفنا، ويمكنني أن أؤكد لكم أنهم لم يعودوا ضيوفًا منذ مساء أمس، بل أصبحوا أصدقاء وجزءًا من نسيجنا".
وأضاف: "مثلما كنّا دائمًا بصفتنا سعوديين، وإذا لم تُمانعوا، أن أُقدّم ملخصًا حول هويتنا.. نحن ببساطة بدو، كنا وسنبقى بدوًا مع بعض الحداثة".
وتابع: "ووسط التحولات التي نشهدها نحافظ على بدويتنا، فنحن ما نزال نرحّب بضيوفنا بأذرع مفتوحة وقلوب مرحّبة، والآن بدولة أكثر انفتاحًا".
وأردف: "نحن نُعبّر بصراحة عمّا نؤمن به، ولا نُغيّر معتقداتنا من أجل أن نظهر بشكل جيد، ولكن بصدق، وفي ضوء ما نفعله الآن، ليس فقط يمكننا التحدث بفخر، بل بصدق شديد، لدرجة أن كل ما نقوله يحدث".
أمن الطاقة
أكد وزير الطاقة السعودي أنه إذا لم نهتم بأمن الطاقة والاقتصاد المستدام سنفتقر للقدرات والممكنات للاهتمام بالتغييرات المناخية، إذ تعدّ جميعها ذات أولوية"
وقال: "يجب أن تكون هناك نظرة شمولية للاقتصاد الدائري للكربون، هو حل يشمل الحلول كلها، ويجب التركيز ووضع حلول جماعية ومنطقية مع الأخذ بالحسبان جميع المشكلات الأخرى ذات العلاقة، فلدينا أكبر برامج في كفاءة الطاقة من حيث السعر والتكلفة وغيرها".
وأشار إلى السعودية تستهدف الاعتماد بنسبة 50% على الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء، بينما الاتحاد الأوروبي 45%.
كان وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح قد افتتح، اليوم الإثنين، منتدى الاستثمار السعودي – الأوروبي المنعقد في مدينة الرياض، بحضور عدد من المسؤولين والرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات من المملكة ودول الاتحاد الأوروبي، وبمشاركة أكثر من 1000 ممثل من القطاع الحكومي والخاص.
وأشار وزير الاستثمار إلى ما تشهده المملكة من تحول نوعي وتاريخي، وما تتميز به المملكة بتنوع اقتصادها، وسرعة تحسّن بيئة الأعمال وقدراتها التنافسية العالمية.
وأكّد المهندس الفالح أن الشراكة مع دول الاتحاد الأوروبي مهمة وقوية، إذ استثمرت أكثر من 1300 شركة أوروبية في المملكة، مبينًا وجود استثمارات سعودية مهمة في معظم دول الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن الاستثمار الأجنبي المباشر من الاتحاد الأوروبي في المملكة أظهر نموًا قويًا في عام 2022 مقارنةً بالعام السابق له، وذلك في العديد من القطاعات المختلفة، مبينًا وصول حجم التجارة بين المملكة والاتحاد الأوروبي إلى 80 مليار يورو في المدة ذاتها، ما يمثّل نموًا سنويًا قدره 30%.
موضوعات متعلقة..
- وزير الطاقة السعودي: "نراقب سوق النفط.. ومستمرون في خفض الإنتاج لنهاية 2023"
- وزير الطاقة السعودي: نحتاج لتحول عادل يضمن وصول الجميع إلى الطاقة بتكلفة ميسورة
اقرأ أيضًا..
- المقاطعة النفطية عام 1973.. رسالة حاسمة من السعودية.. ودولتان ترفضان المشاركة
- ماذا لو أُغلقت حقول الغاز الإسرائيلية؟.. مصر والأردن وأوروبا في خطر (تحليل)
- عرقاب: الجزائر لن تتخلى عن الغاز.. ومشروعات ضخمة لتصدير الكهرباء