توقعات بانتعاش إنتاج النفط الفنزويلي في نهاية 2024
رغم رفع العقوبات فإن طفرات الإنتاج تستغرق سنوات
وحدة أبحاث الطاقة
تتجه توقعات إنتاج النفط الفنزويلي للانتعاش، خلال العام المقبل (2024)، مع تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة على الدولة منذ 4 سنوات.
ورفع مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأميركية، معظم العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة في فنزويلا يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لمدة 6 أشهر، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفتح تخفيف العقوبات، الطريق أمام انتعاش صادرات الخام الثقيل الحامض الذي تنتجه البلاد، لكن توقعات نمو إنتاج النفط في فنزويلا ما زالت محدودة، بحسب تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية (الإثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023).
وعانى هذا النوع من النفط (الثقيل الحامض) نقص معروضه في أسواق النفط العالمية، كما شهد زيادات كبيرة في الأسعار خلال الأشهر الأخيرة.
طفرات الإنتاج تحتاج إلى سنوات
من المرجح أن تؤدي سنوات من نقص الاستثمار وسوء الإدارة في قطاع الطاقة الفنزويلي إلى الحد من نمو إنتاج النفط إلى أقل من 200 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية 2024، بحسب تقديرات الإدارة الأميركية.
ولا تحدث طفرات الإنتاج في الدول المنتجة للنفط أو الغاز عادة بين ليلة وضحاها، بل تحتاج إلى مزيد من الوقت مع استثمارات مستمرة، وربما يمتد ذلك إلى سنوات حتى تظهر الآثار والنتائج، بحسب أساسيات الإنتاج التي ترصدها وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.
وتوقفت واردات النفط الخام الأميركية من فنزويلا منذ يناير/كانون الثاني 2019، عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة النفط الحكومية الفنزويلية بتروليوس دي فنزويلا إس أيه (PdVSA).
وخفّضت الولايات المتحدة تلك العقوبات في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عندما منح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية إعفاءات لشركة شيفرون الأميركية مكّنتها من استئناف تصدير النفط الخام من مشروعها المشترك في فنزويلا إلى مصافي التكرير على ساحل الخليج الأميركي بداية من يناير/كانون الثاني 2023.
مصافي ساحل الخليج مناسبة للنفط الثقيل
تتناسب قدرات التكرير في مصافي ساحل الخليج الأميركي مع نوعيات النفط الخام الثقيل الذي تنتجه فنزويلا؛ حيث تحتاج مثل هذه الدرجات النفطية إلى تكنولوجيا متقدمة خلافًا لأنواع النفط الخفيف التي يسهل تكريرها بتقنيات أقل تكلفة.
وتمتلك شركة سيتغو (Citgo) -التابعة لشركة النفط الفنزويلية الحكومية- 3 مصافي تكرير في الولايات المتحدة مصممة لمعالجة النفط الثقيل بطاقة إجمالية تزيد على 800 ألف برميل يوميًا، وهي: مصفاة ليمونت، ومصفاة لاك تشارلز، ومصفاة كوربوس كريستي.
ومن المتوقع تغير ملكية هذه الأصول خلال الأسابيع المقبلة، بعد عملية البيع المقررة لشركة سيتغو في 23 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، في إطار تسديد جزء من مطالب الدائنين ضد فنزويلا وشركة النفط الحكومية "PdVSA".
إنتاج النفط في فنزويلا
انخفض إنتاج النفط الفنزويلي بصورة حادة للغاية خلال العقدين الماضين من 3.2 مليون برميل يوميًا في عام 2000 إلى 735 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول 2023.
يوضّح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج النفط الخام في فنزويلا خلال آخر 5 سنوات:
وأسهم هذا الهبوط الحاد في القدرات الإنتاجية للدولة -الواقعة على الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية- نحو دفع تصنيفها للوراء كثيرًا، لتصبح عاشر أكبر منتج في منظمة أوبك رغم احتياطياتها النفطية الضخمة.
وما زالت احتياطيات النفط المؤكدة في فنزويلا الأكبر في العالم -تليها السعودية وإيران- رغم انخفاضها قليلًا إلى 303.22 مليار برميل عام 2022، مقارنة بـ303.46 مليار برميل عام 2021، بحسب أحدث تقرير سنوي صادر عن أوبك عام 2023.
وأدى انخفاض إنتاج النفط في فنزويلا إلى هبوط واردات الولايات المتحدة من النفط الفنزويلي من 1.3 مليون برميل يوميًا عام 2001، إلى 510 آلاف برميل يوميًا في عام 2018.
وتوقفت الواردات الأميركية تمامًا في عام 2019 ولمدة 4 سنوات إلى أن خُفِّفت العقوبات على استئناف صادراتها في يناير/كانون الثاني 2023، ليصل مستوى الواردات إلى 153 ألف برميل يوميًا في يوليو/تموز 2023.
وانخفض إنتاج النفط في فنزويلا خلال سبتمبر/أيلول الماضي، أقل من أعلى مستوى سجله مؤخرًا في يوليو/تموز 2023 عند 790 ألف برميل يوميًا.
وأدى نقص المواد المخففة الضرورية لمعالجة النفط الثقيل في فنزويلا إلى تراجع الإنتاج، ومن المقرر أن يؤدي رفع العقوبات الأميركية إلى زيادة واردات البلاد من هذه المواد اللازمة لإنعاش الإنتاج والتكرير في البلاد.
الرهان على مشروعات شيفرون
تتوقّع إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن يأتي الجزء الأكبر في نمو إنتاج النفط الفنزويلي -على المدى القريب- من المشروعات المشتركة مع شركة شيفرون الأميركية.
وأدى الإعفاء السابق لشركة شيفرون إلى زيادة حصتها من إنتاج النفط في فنزويلا إلى 135 برميل يوميًا في عام 2023، يُتوقع زيادتها إلى 200 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية 2024.
وتمتد التوقعات إلى مشروعات تديرها شركات إيني الإيطالية، وريبسول الإسبانية، وموريل آند بروم الفرنسية، إذ يمكن لهذه المشروعات أن تزيد الإنتاج الوطني بمقدار 50 ألف برميل يوميًا على المدى القريب.
استنادًا إلى ذلك، تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية وصول إجمالي إنتاج النفط في فنزويلا إلى 900 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية عام 2024، بزيادة 200 ألف برميل يوميًا أو أقل قليلًا.
أما بالنسبة لطفرات الإنتاج الكبرى، فستحتاج إلى وقت أطول، بالنظر إلى حالة البنية التحتية للقطاع في فنزويلا وضعف قدرتها على الوصول إلى الاستثمارات والصيانة المنتظمة لمدة طويلة بسبب العقوبات.
موضوعات متعلقة..
- إمدادات مصافي النفط الصينية المستقلة تتأثر سلبًا برفع العقوبات عن فنزويلا
- هل تتأثر أسواق النفط العالمية حال رفع العقوبات عن إيران وفنزويلا؟.. تقرير يجيب
- الأبعاد الجيوسياسية في قطاع الطاقة للتحالف الإستراتيجي بين إيران وفنزويلا (مقال)
اقرأ أيضًا..
- المقاطعة النفطية عام 1973.. رسالة حاسمة من السعودية.. ودولتان ترفضان المشاركة
- شيفرون تهاجم وكالة الطاقة: لا نبيع منتجات شيطانية.. وتقديراتكم غير واقعية
- انخفاض إنتاج الغاز النرويجي لأقل مستوياته منذ 24 عامًا (رسوم بيانية)