تشير أحدث التوقعات إلى أن قدرات التكرير الهندية على موعد مع زيادة ضخمة؛ إذ ستُضيف نيودلهي قدرات معالجة قد تبلغ 56.6 مليون طن سنويًا (402 مليون برميل) خلال الأعوام الـ7 المقبلة بحلول 2030.
وتُعَد الهند رابع أكبر دولة عالميًا من حيث قدرات التكرير، كما أنها ثالث أكبر مستهلك للنفط الخام، ويبلغ إجمالي قدرات التكرير في البلد الآسيوي حاليًا 254 مليون طن سنويًا أو أكثر من 5 ملايين برميل يوميًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
(الطن = 7.1 برميلًا في المتوسط)
وتقول وزارة النفط والغاز الطبيعي إن الهند ستضيف قدرات لمعالجة 9 ملايين طن سنويًا عبر إنشاء مصافٍ جديدة، بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "ذا هيندو بيزنس لاين" (thehindubusinessline).
ووفق التقرير الذي أعدّته مؤسسة "كير إيدج ريتينغز" (CareEdge Ratings) للتصنيف الائتماني، ستأتي قدرات التكرير المتبقية عن طريق التوسع في استثمارات الحقول البنية أي تطوير مصافٍ قائمة.
وترجع الدفعة الحكومية لقدرات التكرير إلى ارتفاع استهلاك النفط الخام مع التوسع داخل الصناعات والإنشاءات والتصنيع محليًا.
قدرات التكرير الهندية بين 2010 و2030
ارتفعت قدرات التكرير الهندية بين عامي 2014 و2023 لما إجماليه 38.9 مليون طن سنويًا، وجاء 39% منها عن طريق إقامة مصافٍ جديدة والـ61% الأخرى عن طريق تطوير مصافٍ قائمة.
وبين عامي 2010 و2014، شهدت قدرات التكرير الهندية إضافة 29.7 مليون طن سنويًا عن طريق التوسع في استثمارات المصافي القائمة.
ويتوقّع مركز التكنولوجيا العالية، الذراع التكنولوجية لوزارة النفط والغاز، أن ترتفع قدرات التكرير الهندية بنحو 56 مليون طن سنويًا بحلول عام 2028.
وفي العام المالي المنتهي في مارس/آذار 2023، عالجت مصافي الهند 5.13 مليون برميل يوميًا أو 255.2 مليون طن، وفي شهر أغسطس/آب المنصرم بلغ حجم عمليات التكرير بالمصافي 5.28 مليون برميل يوميًا أو 21.9 مليون طن.
وخلال المدة بين شهري أبريل/نيسان وأغسطس/آب 2023، بلغ حجم النفط الخام المكرر 5.25 مليون برميل يوميًا أو 109.5 مليون طن.
وفي سبتمبر/أيلول المنصرم (2023)، بلغ طول خطوط أنابيب نقل النفط الخام 10 آلاف و938 كيلومترًا بقدرة 153.1 مليون طن سنويًا.
وبلغ طول خطوط أنابيب نقل المشتقات النفطية 22 ألفًا و973 كيلومترًا بقدرة 149.3 مليون طن سنويًا.
طفرة استثنائية
تقول مؤسسة "كير إيدج ريتينغز" إن العام المالي المنصرم يمثل مدة استثنائية لمصافي التكرير الهندية التي حقّقت هوامش تكرير إجمالية مرتفعة على نحو استثنائي.
وعزا تقرير المؤسسة ارتفاع هوامش التكرير بصورة رئيسة إلى الاضطراب الذي أصاب محركات العرض والطلب بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط من العام الماضي (2022).
كما أرجعت المؤسسة زيادة هوامش التكرير الهندية إلى نمو الطلب المحلي على المشتقات النفطية وكذلك للتصدير للخارج، وتوافر النفط الروسي الرخيص نسبيًا والإضافات المحدودة لقدرات التكرير العالمية، والارتفاع الكبير في الطلب على المشتقات النفطية بعد انتهاء جائحة كورونا.
وكانت هوامش التكرير أعلى بكثير من نظيرتها في سنغافورة على مدار السنوات الـ3 الماضية، وهو ما أدى إلى تحسن التصنيف الائتماني لمصافي التكرير الهندية.
من جانبه، يقول مدير "كير إيدج ريتينغز" هارديك شاه، إن مصافي التكرير الهندية حقّقت هوامش تكرير صحية، خلال الربع الأول من العام المالي 2024، لتتراوح بين 7 و12 دولارًا للبرميل.
ورغم ارتفاع أسعار النفط الخام والقيود المتوقعة على إمدادات الخام الروسي؛ فمن المتوقع أن تظل هوامش التكرير داخل نطاق 9 و10 دولارات للبرميل، وذلك خلال الأشهر المتبقية من العام المالي 2024.
وعزا ذلك إلى التوقعات بتراجع هوامش تكرير خام برنت وكذا توقعات بزيادة هوامش تكرير النفط الروسي.
موضوعات متعلقة..
- تعزيز استعمال الهيدروجين الأخضر في مصافي التكرير الهندية
- أكبر شركات التكرير الهندية تشتري كميات قياسية من النفط الروسي والخليجي خلال شهر
- شركات التكرير الهندية الخاصة تحقق أرباحًا قياسية بدعم من النفط الروسي
اقرأ أيضًا..
- توربينات الغاز الجزائرية تترقب تجربة عالمية.. ما القصة؟
- خطوط أنابيب نقل الهيدروجين تترقب طفرة ضخمة.. ومخاوف تهدد التوسع
- ما دور التكسير المائي الهيدروليكي في إشعال ثورة الصخري الأميركي؟ (تقرير)
- محللون: أسعار النفط لن تتأثر بحرب غزة.. إلا في حالة واحدة