مصادر: انقطاع الكهرباء في مصر قد يتفاقم.. وسيناريو غير متوقع
خاص - الطاقة
على الرغم من تراجع درجات الحرارة، ما يزال انقطاع الكهرباء في مصر يشكّل هاجسًا وتساؤلات لدى قطاع واسع من المواطنين، خاصة مع ارتفاع معدلات "تخفيف الأحمال" في غالبية المحافظات.
وكشفت مصادر في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة أن مصر كانت تخطط لتقليل عدد ساعات تخفيف الأحمال تدريجيًا، بدءًا من منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لكن هناك عددًا من المتغيرات التي طرأت مؤخرًا، وتفرض على الدولة الاستمرار في قطع الكهرباء وعدم تحديد موعد للانتهاء من هذه الخطة.
وتصاعدت أزمة انقطاع الكهرباء في مصر، منذ بداية يوليو/تموز الماضي، إذ وصلت مدة فصل التيار إلى 6 ساعات في عدد من المحافظات، مع ارتفاع الطلب وتسجيله مستويات قياسية، بالتزامن مع الموجات الحارّة التي تعرضت لها البلاد خلال فصل الصيف.
أسباب تصاعد أزمة انقطاع الكهرباء في مصر
كشفت مصادر مطّلعة، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، المتغيرات التي قد تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء في مصر لتستمر خلال المدة المقبلة، موضحة أن أول هذه المتغيرات هي انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي، وعدم القدرة على استيراد مشتقات نفطية لتشغيل عدد من المحطات التي تعتمد على الفحم أو الديزل.
كانت الحكومة المصرية قد عملت خلال المدة الماضية على استيراد شحنات إضافية من المازوت لإحداث توازن في شبكة إنتاج الكهرباء على مستوى الجمهورية، إذ استَورَدت شحنات إضافية من المازوت بمبلغ 300 مليون دولار يوميًا خلال أغسطس/آب الماضي.
وقال مصدر بمجلس الوزراء المصري في تصريحات إلى منصة الطاقة، إن استئناف صادرات الغاز المسال المصرية من شأنه أن يضاعف من الأزمة، إذ سيُوَجَّه جزء من إنتاج الغاز الذي يشهد تراجعًا إلى محطات الإسالة من أجل توفير العملة الصعبة.
كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد أعلن في "مؤتمر حكاية وطن"، مؤخرًا، استئناف تصدير الغاز المسال خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقالت المصادر، إن توفير الدولار هو الأولوية الآن للحكومة، وبناءً على ذلك كان قرار استئناف تصدير الغاز المسال، رغم استمرار الطلب على الكهرباء بالمعدل نفسه تقريبًا.
دفعت أزمة انقطاع الكهرباء في مصر إلى اتخاذ قرار بوقف تصدير الغاز طوال أشهر الصيف، بسبب زيادة حجم الاستهلاك، على أن يستكمل في باقي فصول السنة تصدير الفائض.
موعد انتهاء انقطاع الكهرباء في مصر
أوضحت المصادر أن ثاني المتغيرات التي طرأت على أزمة انقطاع الكهرباء في مصر، هو خفض صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر بعد تعليق الإنتاج من حقل تمار، وعدم إعلان تل أبيب موعد استئناف العمل.
توقعت المصادر، في تصريحاتها إلى منصة الطاقة المتخصصة، استمرار انقطاع الكهرباء في مصر إلى بداية العام الجديد (2024) وفق أفضل السيناريوهات، والتي قد تمتد لأكثر من ذلك.
يؤكد العديد من الخبراء أن فقدان واردات الغاز الإسرائيلي من حقل تمار يؤثّر بشكل أكبر في قدرة مصر على تصدير الغاز الطبيعي المسال.
وتلقّت شركة شيفرون، مشغّل حقل تمار، تعليمات من وزارة الطاقة الإسرائيلية بوقف إنتاج الغاز من المنصة البحرية مع تصاعد الاشتباكات المسلحة مع حركة حماس.
تستورد مصر الغاز الإسرائيلي من حقلي الغاز تمار وليفياثان الواقعين في البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل إسرائيل، للمساعدة في تلبية الطلب المحلي وتصدير الغاز الطبيعي المسال من محطتي تسييل الغاز.
وصدّرت مصر شحنة واحدة فقط من الغاز الطبيعي المسال في يوليو/تموز (كانت من نصيب بنغلاديش، بحسب معلومات ومصادر منصة الطاقة المتخصصة)، ومثلها خلال أغسطس/آب، ولم تصدّر أيّ شحنة في سبتمبر/أيلول، بسبب ارتفاع الطلب المحلي على الغاز في الصيف.
وتُظهر بيانات- اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- أن صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال بلغت حتى الآن هذا العام 3.38 مليون طن فقط، مقارنة بـ 7.1 مليون طن لعام 2022 بأكمله.
وتمتلك مصر منشأتين لتصدير الغاز الطبيعي المسال - منشأة إدكو التي تديرها شركة شل، والتي تبلغ طاقتها 7.2 مليون طن سنويًا، ومصنع دمياط الأصغر حجمًا، الذي تديره شركة إيني، والذي تبلغ طاقته 5 ملايين طن سنويًا.
وتُعدّ المحطتان أساسيتين للجهود الأوروبية للحصول على المزيد من الغاز الطبيعي المسال، بما في ذلك الغاز من إسرائيل.
موضوعات متعلقة..
- تمديد خطة انقطاع الكهرباء في مصر.. وموعد جديد لانتهاء الأزمة (خاص)
- السيسي: انقطاع الكهرباء في مصر بسبب نقص الدولار (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت.. خطوات لحل المعضلة بين زيادة إنتاج النفط وخفض الانبعاثات
- إنتاج الغاز المغربي يبشر بعوائد كبيرة في النصف الثاني من 2023
- هل تتأثر أسعار النفط بالصراع بين حماس وإسرائيل طويلًا؟ حالة واحدة محتملة (تقرير)