اعتماد توجيهات لرفع حصة الطاقة المتجددة في أوروبا بحلول 2030
أسماء السعداوي
تمثّل الطاقة المتجددة في أوروبا طوق نجاة من تبعات الأزمة الناجمة عن خروج روسيا من المشهد، وأيضًا تحقيق التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري الملوث.
وفي هذا الصدد، اعتمد مجلس الاتحاد الأوروبي الصيغة النهائية لتوجيه الطاقة المتجددة، والذي ينصّ على رفع حصة المصادر النظيفة وتسريع إصدار تراخيص المشروعات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتنص القواعد على هدف رفع حصة الطاقة المتجددة باستهلاك الكهرباء الإجمالي في دول الاتحاد إلى 42.5% بحلول عام 2030، مع العمل لرفع النسبة إلى 45%.
يأتي ذلك ارتفاعًا من أهداف سابقة معمول بها حاليًا لرفع حصة الطاقة المتجددة إلى 32% بحلول نهاية العقد الحالي في 2030،
وبعد اعتماد التوجيهات الجديدة، ستُنشَر في الصحيفة الرسمية للاتحاد الأوروبي، وستدخل حيز التنفيذ بعد 20 يومًا لاحقة.
وأمام دول الاتحاد 18 شهرًا بعد دخول التوجيهات حيز التنفيذ، لتحويلها إلى تشريعات وطنية، حسبما جاء في البيان الصحفي الذي نشره مجلس الاتحاد الأوروبي في موقعه الرسمي.
تفاصيل توجيه الطاقة المتجددة
تستهدف القواعد الجديدة -على نحو خاص- القطاعات التي كان دمج الطاقة المتجددة فيها "أبطأ من غيرها"، مثل النقل والصناعة والمباني.
وتتضمن قواعد توجيه الطاقة المتجددة الجديدة أهدافًا ملزمة وأخرى اختيارية.
ففي قطاع النقل، يمكن للدول الأعضاء الاختيار بين هدف مُلزم بخفض كثافة الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 14.5%، أو حصة مُلزمة لا تقلّ عن 29% من الطاقة المتجددة في الاستهلاك النهائي للكهرباء.
وفي قطاع الصناعة، يتعين على دول الاتحاد رفع حصة الطاقة المتجددة بـ1.5% سنويًا، ويمكنها خفض مساهمة الوقود المتجدد ذي الأصل غير البيولوجي بنسبة 20%.
كما اتفقت الدول الأعضاء على رفع حصة الهيدروجين من أصل غير بيولوجي إلى 42% بحلول 2030، وإلى 60% بحلول 2035.
وتُطبّق تلك القواعد إذا تحققت المساهمة الوطنية للأهداف الشاملة التي وضعها الاتحاد الأوروبي، أو إذا كانت حصة الهيدروجين المنتج من الوقود الأحفوري لا تزيد عن 23% بحلول 2030، و20% بحلول 2035.
وفيما يتعلق بالمباني والتدفئة والتبريد، تنص القواعد على "هدف استرشادي" بزيادة استهلاك الطاقة المتجددة في المباني إلى 49% على الأقلّ بحلول 2030.
وبحسب البيان، ستزداد أهداف زيادة حصة الطاقة المتجددة في التدفئة والتبريد "بصورة تدريجية".
يوضح الرسم البياني أدناه -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز محطات الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي:
خطوة نحو تحول الطاقة
تنص القواعد الجديدة لتوجيه الطاقة المتجددة على تسريع إصدار الموافقات لمشروعات الطاقة المتجددة في أوروبا للمساعدة في تحقيق الأهداف المنشودة.
وستحدد الدول الأعضاء بنفسها المجالات التي تستحق تسريع وتيرتها، وستخضع مشروعات الطاقة المتجددة لعملية منح تراخيص مبسّطة وسريعة، بحسب البيان.
وستُعدّ مشروعات الطاقة المتجددة "ذات مصلحة عامة قصوى"؛ ما يحجّم من أسس الاعتراضات القانونية على المشروعات الجديدة.
ويعزز التوجيه الجديد بشأن الطاقة المتجددة في أوروبا معايير الاستدامة الخاصة باستعمال طاقة الكتلة الحرارية بهدف تقليل مخاطر إنتاج الطاقة الحيوية غير المستدامة.
وبموجب التوجيهات، على الدول الأعضاء ضمان تطبيق النهج التتابعي عند تنفيذ الأهداف، مع مراعاة السمات الخاصة بكل دولة.
من جانبها، أشادت القائمة بأعمال وزيرة التحول البيئي في إسبانيا تيريزا ريبرا بالقواعد الجديدة، وقالت، إنها خطوة للأمام وتسمح للاتحاد الأوروبي بتحقيق أهدافه المناخية "بطريقة عادلة وفعالة من حيث التكلفة وتنافسية".
وأضافت: "من أجل تحقيق الهدف طويل الأمد ببناء نظام طاقة مستقل عن دول أخرى، ينبغي للاتحاد التركيز على تسريع التحول الأخضر وضمان سياسة خفض انبعاثات الطاقة، بما يقلل الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري، ويعزز الأسعار العادلة والمعقولة لمواطني الاتحاد والشركات بكافة قطاعات الاقتصاد".
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في رومانيا فرس رهان لتصدير الكهرباء إلى أوروبا
- أبرز محطات الطاقة المتجددة في أوروبا خلال 32 عامًا (إنفوغرافيك)
- تقرير إيطالي: الطاقة المتجددة في المغرب أمل أوروبا
اقرأ أيضًا..
- فشل مضاعفة صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا في 2027.. ما السبب؟
- قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع 53%.. وتل أبيب تفاجئ القاهرة
- أكبر مشروع كيماويات في الشرق الأوسط يحصل على تمويل ضخم
- أوبك تتوقع وصول الطلب على النفط إلى 116 مليون برميل يوميًا بحلول 2045