فشل مضاعفة صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا في 2027.. ما السبب؟
لا نتائج ملموسة لمفاوضات مع أكثر من 10 دول
حياة حسين
أحبطت أوروبا الآمال في مضاعفة صادرات الغاز الأذربيجاني في عام (2027)، والتي كانت القارة العجوز تعلّق عليها مزيدًا من الآمال لتجاوز أزمة الطاقة، وكانت ستحقق أرباحًا كبيرة للجانب الأذربيجاني.
ويرجع تعطّل خطوة مضاعفة الصادرات إلى فشل المفاوضات في تحقيق أيّ نتائج ملموسة، تؤمّن عقودًا طويلة الأجل، لضمان تحقيق أرباح من الاستثمارات الهائلة المطلوبة.
وبحسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، فإن أذربيجان كانت تسعى لإبرام تعاقدات طويلة الأجل مع 10 دول أوروبية، عبر مفاوضات خاصة، قبل بدء ضخ الاستثمارات، لكن المهمة لم تنجح حتى الآن، وفق موقع "إنرجي فويس" المتخصص.
وحصلت أوروبا على أكثر من 21 مليار متر مكعب من الغاز الأذربيجاني، خلال العامين الماضيين، عبر ممر الغاز الجنوبي، حسب تصريحات لوزير الطاقة برويز شهبازوف، في فبراير/شباط (2023).
بدء المحاولات
بدأت محاولات مضاعفة صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا، عقب غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
ورغم أن المفاوضات مع أكثر من 10 دول أوروبية طال أمدها، فإنها لم تصل إلى نتائج حاسمة، وفق مصدرين قريبين من المسألة، اشترطا عدم ذكر هويتهما.
وأرجع المصدران سبب ذلك إلى تراجع حدّة أزمة الطاقة في أوروبا، عقب انخفاض أسعار النفط والغاز من مستوياتهما القياسية التي بلغتها في الشهر التالي لبدء الحرب.
وكان رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر، السفير كريستيان برغر، قد أكد أن القارة لن تواجه عجزًا في الغاز خلال عامي 2023 و2024، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال برغر، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن الاتحاد حقّق مستهدف ملء مرافق التخزين قبل الموعد المحدد بنحو شهرين ونصف، إذ كان يستهدف ملء مرافق تخزين الغاز إلى 90%، خلال أول شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، "لكنه حدث"، وفق أحدث الأرقام الصادرة عن مؤسسة البنية التحتية للغاز في أوروبا.
وأشار إلى إصدار الاتحاد تشريعًا ملزمًا لتحسين إعداد الدول الأعضاء للشتاء المقبل في يونيو/حزيران 2022، يفرض الوصول بنسبة التخزين إلى 90% من مرافق التخزين بحلول 1 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
فرصة لم تأتِ
رغم أن أوروبا ما تزال تحتاج الغاز، فإن الغاز الأذربيجاني لم يحصل على فرصته ليكون بين المصادر الرابحة بالزيادة المستهدفة في التوريد للقارة إلى الضعف، لأن التوسع في الإنتاج يحتاج إلى ضخ استثمارات ضخمة، وعقودًا طويلة الأجل.
كما أن أوروبا باتت مترددة في ضخ استثمارات جديدة في مشروعات الوقود الأحفوري خلال السنوات المقبلة، بسبب تحول الطاقة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
يضاف إلى ذلك، وجود قدرة إضافية متوقعة من الغاز المسال القطري والأميركي خلال السنوات القليلة المقبلة، وهو مصدر طاقة تتمتع محطاته بالقدرة على التنقل إلى مواقع الطلب.
وقال الشريك في قطاع بحوث أسواق الغاز الطبيعي والمسال في شركة ريستاد إنرجي (Rystad Energy) سيندر كوتسون: "توقيت مدّ خطوط أنابيب الغاز الأذربيجاني يمثّل تحديًا، إذ إنه من المتوقع أن يكون هناك فائض من الغاز المسال بالأسواق عام 2027".
وأعلنت رومانيا صعوبات مشابهة في تأمين عقود شراء غازها طويلة الأجل، وقال متحدث عن إحدى الشركات المعنية بتأمين إمدادات الطاقة إلى أوروبا في ألمانيا: "لم تكن هناك اتفاقات ملموسة أبعد من المحادثات الأولية لاستيراد أوروبا الغاز الأذربيجاني بعقود طويلة الأجل".
عقود لـ 20 عامًا
ترغب أذربيجان في ضمان استيراد الغاز المُنتج لمدة 20 عامًا من دول أوروبا، وذلك لتضخّ الاستثمارات المطلوبة، وفق رئيس قسم البحوث في مركز بحوث النفط إلهام شعبان.
وأضاف شعبان: "أن الحديث عن مدّ خطوط أنابيب وليست ناقلات تستطيع تغيير وجهتها في أيّ وقت تريد، لذلك ستواجه أذربيجان صعوبة في تأمين عقود لـ 10 مليارات متر مكعب سنويًا من الغاز بحلول 2027".
وبدأ تصدير الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا من حقل شاه دنيز العملاق في 2020، عبر شبكة خطوط الأنابيب في الجنوب، والتي تربط الدولة ببحر قزوين وإيطاليا، وتمرّ عبر جورجيا وتركيا.
ووقّعت أذربيجان اتفاقًا مع المفوضية الأوروبية العام الماضي لمضاعفة صادرات الغاز إلى أوروبا، لتبلغ 20 مليار متر مكعب سنويًا بحلول 2027.
وكانت أوروبا أكبر مستوردي الغاز الأذربيجاني منذ بداية 2023، وبلغت وارداتها 7.6 مليار متر مكعب في أول 8 أشهر، بزيادة نسبتها 4.1% عن المدة ذاتها في 2022.
ووفق بيانات وزارة الطاقة في أذربيجان، فقد ارتفع الإنتاج بنسبة 5% في أول 8 أشهر على مستوى سنوي، وبلغ 32.2 مليار متر مكعب، بحسب أرقام طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتلقي التوترات السياسية بظلالها على صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا، بعد استيلاء أذربيجان على منطقة ناغورنو كاراباخ، مؤخرًا، ما أدى إلى فرار نحو 100 ألف أرمني.
وقالت الباحثة في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا في نيويورك آن صوفي كوربو: "في ظل الأحداث الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان، أعتقد أن أذربيجان أطلقت النار على قدمها، وأن الغاز الأذربيجاني سيبقى كما هو، ما لم ترغب تركيا في الحصول على المزيد منه".
موضوعات متعلقة..
- زيادة صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا في 2022
- صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا ترتفع 15.8% في 8 أشهر
- الغاز الأذربيجاني يدعم إمدادات أوروبا بعيدًا عن روسيا بصفقة جديدة (صور)
اقرأ أيضًا..
- الغاز المسال في أفريقيا على رأس خطط أدنوك الإماراتية للتوسع عالميًا
- مصر تؤجل رفع أسعار الوقود.. وزيادة قادمة في هذا الموعد (خاص)
- أوبك تتوقع وصول الطلب على النفط إلى 116 مليون برميل يوميًا بحلول 2045