توليد الكهرباء في آسيا والمحيط الهادئ قد يستقطب استثمارات بـ3.3 تريليون دولار

يشهد توليد الكهرباء في آسيا والمحيط الهادئ نموًا ملحوظًا، لتلبية للطلب المتزايد من المنطقة، مع توقعات أن يستقبل القطاع استثمارات ضخمة خلال العقد المقبل، من أجل تعزيز حصة الطاقة المتجددة.

وتوقع تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- اتجاه منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى استثمار نحو 3.3 تريليون دولار في قطاع توليد الكهرباء خلال السنوات الـ10 المقبلة.

وبحسب التقرير الصادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي، من المتوقع أن تستقطب الطاقة الشمسية والرياح نسبة 49% من تلك الاستثمارات، و12% لتخزين الكهرباء.

في الوقت نفسه، من المرجّح أن يستحوذ الفحم والغاز على 9% و8% من إجمالي استثمارات توليد الكهرباء في آسيا والمحيط الهادئ بحلول 2032.

القدرة الجديدة للكهرباء أكثر من بقية العالم

يمثّل قطاع توليد الكهرباء في آسيا والمحيط الهادئ أهمية كبيرة وحاسمة للانتقال إلى الطاقة النظيفة على المستوى العالمي، مع توقعات أن يتجاوز الطلب على الكهرباء بالمنطقة نصف الطلب العالمي خلال العام الجاري (2023).

رغم أن الصين والهند تقودان نمو الطاقة المتجددة في آسيا والمحيط الهادئ كونهما أكبر سوقين بالمنطقة، فإنهما تتصدران العالم -أيضًا- في نشر توليد الكهرباء عبر الفحم، بحسب رئيس قسم أبحاث الطاقة المتجددة في آسيا والمحيط الهادئ لدى وود ماكنزي، أليكس ويتوورث.

وتوقّع "أليكس" ارتفاع قدرة توليد الكهرباء في آسيا والمحيط الهادئ بنحو 1840 غيغاواط خلال السنوات الـ5 المقبلة، لتكون أكبر من السعة المضافة في بقية دول العالم مجتمعة خلال المدّة نفسها.

وينمو الطلب على الكهرباء في الصين والهند بصورة سريعة، ما يدفع الدولتين للاستثمار في تقنيات توليد الكهرباء والتركيز على الخيارات الأرخص، مثل الفحم ومصادر الطاقة المتجددة.

الهند نموذجًا

وصفت وود ماكنزي الهند بأنها واحدة من أسواق الكهرباء الأكثر ديناميكية وأهمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بل والعالم، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومع النظر إلى أن الهند ثاني أكبر سوق إقليمية بعد الصين، فإنها ما زالت تمتلك إمكانات هائلة لنمو قدرة توليد الكهرباء، وفق وود ماكنزي.

وتضاعف الطلب على الكهرباء في الهند خلال الأعوام الـ12 الماضية، مع توقعات أن تحقق البلاد المستويات نفسها على مدار الـ12 عامًا المقبلة، بدعم من نموها الاقتصادي.

وتتميز مصادر الطاقة المتجددة في الهند بأنها الأقلّ تكلفة عالميًا، لتكون بمثابة عامل مساعد على النمو السريع للطاقة الشمسية والرياح، الأمر الذي أسهم في زيادة حصة الكهرباء المتجددة إلى 22% خلال العام الماضي.

ومع ذلك، ما تزال الهند تستثمر بصورة كبيرة في توليد الكهرباء عبر الفحم لتلبية الطلب المتزايد، بالإضافة إلى مشروعات مخطط لها وقيد الإنشاء بقدرة إنتاجية تصل إلى 50 غيغاواط، وهو ما يتعارض مع الهدف الطموح للبلاد بتحقيق الحياد الكربوني في عام 2070.

وتتوقع وود ماكنزي أن تحتلّ الهند المرتبة الثالثة عالميًا في الطلب على الكهرباء بحلول عام 2050، لتحلّ بعد الصين والولايات المتحدة، وهو ما يشير لأهمية النظر إلى أسطول الفحم التي تمتلكه البلاد ومدى تأثيره في انبعاثات الكربون عالميًا.

وما يزال الوقود الأحفوري يمثّل 75% من إمدادات الكهرباء في الهند، إلّا أنها آخذة في الانخفاض بشكل كبير على مدار السنوات القليلة الماضية، ما قد ينعكس على انبعاثات توليد الكهرباء في آسيا والمحيط الهادئ.

انبعاثات قطاع الكهرباء في الهند

في الوقت نفسه، من المتوقع أن يصل نصيب الفرد من انبعاثات قطاع الكهرباء في الهند إلى ذروته خلال العقد المقبل، ولكنه يقلّ عن نصف المستوى الذي كانت عليه الأسواق الغربية عندما كانت في مستوى مماثل من التنمية.

ويرصد الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، نصيب الفرد من انبعاثات الفحم في مجموعة الـ20، الهند تأتي بالمركز العاشر:

ويوضح التقرير أن انبعاثات قطاع الكهرباء في الهند ارتفعت من 850 مليون طن في عام 2015، إلى 1.2 مليار طن خلال العام الجاري (2023)، مع توقعات أن ترتفع إلى 1.4 مليار طن بحلول عام 2030.

وضمن استثمارات توليد الكهرباء في آسيا والمحيط الهادئ (3.3 تريليون دولار)، تحتاج الهند وحدها إلى نحو 350 مليار دولار خلال الأعوام الـ12 المقبلة، لمجابهة الطلب المتزايد الذي لا يمكن تلبيته من خلال مصادر الطاقة المتجددة فقط.

وحذّرت وود ماكنزي من أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه المصادر المتجددة في الهند، على الرغم من التكلفة المنخفضة والتقدم التقني الذي يدعم التوسع والاستمرار لتلك الاستثمارات في البلاد.

موضوعات متعلقة..

• خطط تحول الطاقة في آسيا تميل إلى الانسجام مع توسع قطاع الفحم (تقرير)
• سعة طاقة الرياح البحرية في آسيا تقتنص المركز الأول من أوروبا لأول مرة
• الطاقة المتجددة في الصين تواصل طفرتها.. الأكثر نموًا بآسيا (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• أسهم شركات الكهرباء المتجددة عند أقل مستوى منذ 10 أعوام
• توقعات بتراجع صادرات أستراليا من الغاز المسال إلى 79 مليون طن سنويًا
• سر إقالة "حكار" من رئاسة سوناطراك.. هل يتغلب حشيشي على التحديات؟